نشوة العِطرِ
لا تبحثوا عن عِطركم فيَّ أنا
فليس في دمي عِطرٌ لكم
تزهون في محافل الظلامِ
خلف أسوارِ القصورِ
لا تبحثوا عن عطركم في وردةٍ
يَحمرً خدّها حياءً حينما أمرّ من أمامها
أعزف الأوتار في الصباح
لمدينةٍ مُثخنةٍ بالآهِ والجراح
في سمائها تهاجرُ الطيورُ
مقصوصة الجناحِ
يعبرون الشوك صمتاً
في متهات الدروب والصدى
يبحثون عن قشّةٍ لعشّها
وحبّة القمح التي مغموسةً بالذلّ والرجاءِ
حزنها على الجبين علمٌ لوطنٍ
تحتهُ أنهارهُ، فوقه الجليد والردى
لا تبحثوا عن عِطركم في مُدني
بهِ تراقصون ورداً في بساتين الغناءِ
كيف يكون عِطركم عِطرُ مدينةٍ
فضّةٍ وقمرٌ يعشقها
ينامُ في النهار بين ثديها
وفي المساء يُقبّلُ فيها الجبين
حينما تنام في الرُّبى
فذاهبوا عنّي بعيداً
ليس في دمي أنا
أو مُدني عطرٌ لعيدكم
احمد قاسم العريقي
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي