قبلَ أنْ يموتَ الجنينُ..
قال لي:
– هل جفَ النيلُ؟!
وكيفَ لنبضِ قلبي أن يزيدَ؟
وشريانهُ الأيمن لا نهر يسقيهِ.. والفرات بعيد؟!
- خذ من دجلة نبضًا يتدفق.
– هو للشريان الأيسر يفيض بزخات الحنان.. ألا لدمي حق على النيل؟! أين القصائد؟! هل ماتَ الشعراء؟! أنا الناصر يا نكستاه!!!
إن جفَ الدمُ في شرياني؛ كيف ستنبتُ على شواطئ النيل زهرة البسنت؟! ستبقى الشقائق وحيدة على شواطئ دجلة.
قُرِعَتْ كؤوس الخمر ببعضها طرباً
لضعفي، وضاربي الكأس؛ أبٌ والذئب الذميم.
في مقبرة حقدهِ يصفق انتصارهُ على الجنين.
ورتل الشاعر قصائدَهُ على منابر يستمدح البذيء.
فصار الشعر هرج المنافقين، يصف الكلب بالأمير.
وغدى النّهار بلا ضوء، الليل بلا أُنسٍ، الريح صامتة، والمطر جاف.
سأرحل، فملكوت الله واسع.. لاحياة
مع أحياءٍ أموات.. نكروا وجودي، لا يستطيعون سمع عني الأخبار؛ إلا ما يقولهُ ذلكَ القرد المطبل بالأحقاد.
ياحسرتي على النيل؛ أصبح الأسر حلماً، هو في العبودية غريق.
تُرِكْتُ بلا شهادة حياة أو وفاة، لا دفان!!
أما من قبر يأويني؟!!
شكوى الجنين
بقلم سحر الرشيد
فانكوفر / كندا 16 /9 / 2023
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي