منال ترمس
إختصاصية تغذية علاجية
حاصلة على إجازة في علوم التغذية وتنظيم الوجبات
عضو بملتقى الشعراء العرب
ونحن مقبولون على شهر رمضان كان لابد لمجلة أزهار الحرف أن تحاورها وتتعرف على مشوارها الفكري والغذائي
حاورتها من لبنان جميلة بندر
١_ كيف بدأت رحلتك في مجال التغذية العلاجية ؟ وما هي أهم الدورات التي ساهمت في تطوير مهاراتك الغذائية والصحية ؟
لقد كان توفيقاً إلهياً بحيث سخر لي الله كل الطرق التي أدت إلى التحاقي بقسم التغذية العلاجية في إحدى الجامعات المعروفة في بيروت بعد أن عملت كمدرّسة لمادة الطبيعيات لسنوات ، فالشغف بكل ما يتعلق بالتغذية كان يلاحقني وألاحقه طوال فترة عملي في حقل التعليم وقد ازداد بعد أن أصبحت أماً. وبعد تخرجي حققت حلمي بافتتاح عيادة تغذية خاصة بي في بيروت حيث أستقبل جميع مراجعيني بكل حب وعطاء ، وقد التحقت أيضاً بالعديد من الدورات المتعلقة بالتغذية العلاجية ، الرياضة ، قضايا الأسرة ، الطبخ الصحي ، التغذية وعلاقتها بعلم النفس ، سلامة الغذاء ، البرمجة اللغوية العصبية ، فجميعها مجتمعة كونت بصمتي الخاصة في مجال علم التغذية العلاجية وتنظيم الوجبات. ٢ كيف يمكن للتغذية أن تؤثر على الصحة النفسية ، وكيف تساهم في هذا المجال ؟
كلنا نعلم أن التغذية السليمة لها دور مباشر وفعال في الحفاظ على الصحة الجسدية ، ولكن البعض لا يعلم أن للغذاء الصحي أيضاً دوراً كبيراً في الحفاظ على الصحة النفسية والعقلية وفي محاربة الإجهاد والاكتئاب، إذ تشير الدراسات إلى أن الغذاء الصحي الغني :بالحبوب الكاملة ، الخضار والفاكهة ، الأسماك ، اللبن الرائب ، البقوليات والمكسرات النيئة بالإضافة إلى زيت الزيتون ، يساهم في تحسين المزاج ويحد من الإصابة بالتوتر والإكتئاب فهكذا نظام غني بالفيتامينات والمعادن ، الألياف ، الأوميغا ٣ ، البروبيوتك ، ومضادات الأكسدة جميعها تعمل على زيادة أداء وكفاءة الدماغ ، ولها دور كبير في إنتاج المواد الكيميائية المتعلقة بالسعادة مثل الدوبامين والسيروتونين وهذا ما ينعكس إيجاباً على صحتنا النفسية . ٣ ما هو الدور الذي لعبته في مجال التربية والتعليم لأكثر من ١٠ سنوات ؟
لقد أخذ التعليم حيزاً كبيراً ومهماً في حياتي وترك فيي أثراً كبيراً على مستوى حياتي المهنية وفي تكوين شخصيتي بشكل عام ، فقد عملت منذ البداية في التعليم الخاص ومن ثم التحقت للتعليم بعدة مدارس للمرحلتين المتوسطة والثانوية والحمدلله أديت دوري بشكل فاعل من حيث تقديم المعلومات بشكل جاذب للطالب فلم أعتمد حينها على التلقين فحسب بل اعتمدت على التربية قبل التعليم لأيماني أن المعلم هو المؤثر الأكبر في حياة الطالب فقد كنت قريبة منهم وأعطيتهم خبراتي ونصائحي عندما كانوا يشكون لي أي مشكلة يتعرضون لها . وهناك محطة أعتبرها بارزة ومهمة في حياتي وهي عملي في التعليم في إحدى المؤسسات التي ترعى الأيتام وفي مركز لذوي الصعوبات التعليمية بحيث والحمدلله تركت فيهم أثرا كبيرا واملا بمستقبل مشرق فقد كنت أزورهم في أسرهم واكون إلى جانبهم في الوقت المناسب وكم أشعر بالفخر عندما أرى طلابي الآن في مراكز متقدمة ومهمة في المجتمع فهذا هو رصيدي وغرسي الذي أثمر وزهر ٤ كيف يمكن للتغذية العلاجية أن تلعب دوراً في تحسين صحة الأسرة بشكل عام ؟
لا شك أن للتغذية العلاجية دوراً مهماً في الحفاظ على صحة الأسرة صغاراً وكباراً بحسب ما تشير إليه الأبحاث ، فالأطفال يرثون عاداتهم الغذائية والصحية من الآباء الذين بدورهم تقع عليهم مسؤولية خلق بيئة صحية وعادات غذائية صحيحة منذ الصغر خاصة مع وجود أمراض وراثية مزمنة في التاريخ الصحي للعائلة ، فالتغذية العلاجية تلعب دوراً حاسماً في إدارة الأمراض المزمنة كالسمنة ، داء السكري ، أمراض القلب والعظام وهذا ما ينعكس ايجابا على صحة جميع أفراد العائلة .وهنا تجدر الإشارة إلى أن التحديات في عصرنا الحالي قد ازدادت فهناك تأثيرات خارجية يتأثر بها الأطفال والمراهقون كالهواتف الذكية ، الأصدقاء ، المدرسة ودكانها وهذا يتطلب مجهوداً إضافياً للوعي بكافة التأثيرات وضبطها قدر الإمكان فصحة الأسرة وعافيتها تبنى من خلال التربية الغذائية السليمة كحجر أساس وضبط كل العادات السلبية والتحديات التي تعيق هذا الهدف ٥ ما هي التحديات التي واجهتك خلال تقديم برنامج عيش الصحة مع منال على قناة timetv الإلكترونية ؟
برنامج عيش الصحة مع منال كان بالنسبة لي تجربة مهمة وغنية أغنت مسيرتي المهنية بخبرة جديدة وفريدة .أما بالنسبة للتحديات التي واجهتني خلال تقديمي لهذا البرنامج فأبرزها كان على المستوى التقني من حيث رداءة الإنترنت الذي كان ينقطع فجأة بينما الضيف يشرح فكرته ويكمل إجابته مما يفقد المشاهد الإنجذاب للمتابعة ، وأيضاً واجهت بعض التحديات عندما كنت أختار ضيوفي وأتواصل معهم فبعض الضيوف من المشاهير للأسف كانوا يتعاملون بإستعلاء ، وحتى بعضهم طلب مبلغاً مالياً كي يظهر في برنامجي ، للأسف فالتربية الأخلاقية تختلف من شخص لآخر .ولكن بالإجمال كنت راضية جدا عن البرنامج كما القيميين عليه وكما المتابعين أيضاً وكان والحمدلله ناجحاً بضيوفه المتميزين الذين أضافوا حضوراً لافتاً ،ثقافة متميزة وتواصلاً رائعاً. ٦ ما هي الأنشطة الإجتماعية التي شاركتي فيها وكيف تؤثر في قضايا الأسرة ؟
حبذا لو أخبرتنا عن تجربتك كمختصة ومشاركة في حملة ” خلي قلبك ععيلتك ” التي نظمتها آنذاك وزارة الشؤون الإجتماعية على صعيد لبنان كله .
خلال مسيرتي في التربية والتعليم شاركت في العديد من الدورات المتعلقة بالتربية والتعليم وكيفية التعامل مع الطالب والتواصل الفعال و المباشر مع الأهل لنتعلم كيفية تقديم الحلول للمشاكل السلوكية والأكاديمية للطلاب عن كثب، فكونت فكرة عن كبيرة عن أمور كثيرة تتعلق بالأسرة في هذا المجال .وبعد تخرجي الثاني في علم التغذية التحقت بجمعية تعنى بقضايا الأسرة حيث خضعت للعديد من الدورات المتخصصة في قضايا الأسرة وحاضرت أيضا فيها وقدمت عدة ورش عمل تتعلق بالتربية الغذائية وصحة الأسرة. أما عن تجربتي المميزة مع حملة خلي قلبك ععيلتك، التي شاركت فيها كمحاضرة ومقدمة للعديد من ورش العمل ابتداء من الحوامل وصحة الرضع حتى صحة وغذاء كبار السن الذين التقيتهم في مركز يرعاهم وقدمت لهم ورشة حب خاصة بهم ، بصحتهم وتغذيتهم . وكل هذه الدورات والتجارب كونت علامتي التجارية عيش الصحة مع منال كإختصاصية تغذية تعنى بصحة وتغذية العائلة ككل لأنني أؤمن أن التغذية الصحيحة للأسرة تكون في بناء قاعدة صحية أساسية وثابته منذ بداية الزواج وباتفاق الزوجين الذين لا بد أن يضعوا من ضمن خططهم واهدافهم المستقبلية صحتهم وصحة أطفالهم أولا من خلال بناء عادات صحيحة لطريقة غذائهم . ٧ كيف يمكن للبرمجة اللغوية العصبية أن تساعد في تحسين التواصل حول قضايا الصحة والتغذية ؟
في الواقع من خلال دراستي للبرمجة اللغوية العصبية ، عملت على تطبيق أساليب وتقنيات عملية مع مراجعيني مكنتهم من تغيير طريقة تفكيرهم اتجاه الدايت والنظام الغذائي ، من ضبط مشاعرهم ونظرتهم للأحداث وموروثات الماضي كتعرضهم لتنمر ما أدى إلى خلق علاقة سلبية مع الطعام ، وقد استطاعوا أيضا التغلب على مخاوفهم بهذه الأمور فأصبحوا قادرين على التحكم بأفكارهم وبرمجتها بطريقة أخرى . والتفصيل يطول عن هذا الموضوع .. ٨ كيف تروجين للوعي بالتغذية الصحية عبر وسائل التواصل ؟
ما هي أبرز النصائح التي تقدمينها للمتابعين عبر حساباتك على مواقع التواصل ؟
لا يخفى على أحد أهمية مواقع التواصل الإجتماعي في إيصال أي تجارة أو خدمة بشكل سريع ، لذلك عملت منذ افتتاح عيادتي في بيروت على افتتاح حسابات على مواقع التواصل الإجتماعي تحمل لوغو وإسم علامتي التجارية عيش الصحة مع منال حيث أقدم من خلالها منشورات ، فيديوهات ومقالات تعنى بمواضيع تغذوية وصحية مختلفة وتهم المتابعين . أما عن أبرز النصائح والإرشادات التي تتضمنها منشوراتي بشكل عام فهي تتركز ليس فقط على مواضيع التنحيف رغم أهميتها ولكن أسعى أن أقدم الأنظمة الغذائية بطريقة سلسة تشبه حياتنا بعيدا عن الحرمان والمثالية وأيضا أقدم نصائح لكل أفراد العائلة خاصة تلك التي تتعلق بعلاقة التغذية بالأمراض المزمنة ،و أقوم بتصحيح كل معتقد خاطئ عن التغذية ، بالإضافة إلى مشاركتي لوصفات صحية مع المتابعين. ٩ كيف يمكن لورش العمل التي تقدمينها في مجال الصحة والتغذية أن تفيد المشاركين ؟
ورش العمل التي قدمتها وسأقدمها تسعدني جدا لأنها تخلق لي فرصة للتواصل المباشر فالمشارك لا يتلقى المعلومة فحسب بل يتفاعل معها فمثلا أعمل جاهدة خلال الورشة للاستماع إلى تجارب المشاركين وعرضها ليستفيد منها الجميع فيكون نقاشا جماعيا وحماسيا ومن ثم تطرح الحلول المقترحة لأي مشكلة غذائية أو صحية بحسب مضمون الورشة. هذا بالإضافة إلى أنني أمنح المشاركين حسومات خاصة من عيادتي تكون كحافزا لهم للسير في الطريق الصحي والإهتمام بصحتهم وصحة أفراد عائلتهم ، فيخرجون من الورشة بمفهوم وبتفكير مختلف عن الغذاء والصحة حاملين معهم أملا كبيرا بغد أفضل مع الأفكار الجديدة التي اكتسبوها معي في الورشة. ١٠ ما هي الدورات التي تنصحين بها من يريد الدخول في عالم التغذية ؟؟
التغذية عالم واسع وفروعه متعددة ولكل طالب تغذية هدف معين يحدد من خلاله إلى أين يريد أن يصل ، فهناك مثلا من يتطلع لأن يكون مختصاً بالتغذية الرياضية فهنا مثلا أنصحه بالإلتحاق بدورات تخصصية بالتغذية الرياضية وكل ما يتعلق بالرياضة ، ولكن كنصيحة لجميع من يريد الدخول إلى عالم التغذية عليهم أن يدرسوا جيدا مهارات التواصل الفعال لأنهم بالدرجة الأولى عليهم أن يكونوا ملمين بطريقة التحدث ولغة جسد المرضى والمراجعين ، فالتغذية والنظام الغذائي يبنى ويوضع على أساس الحالة النفسية والصحية لكل فرد على حدى وليس فقط على أساس طوله ووزنه . ١١ كيف تختارين المصادر والأبحاث لدعم محتوى مقالاتك الصحية ؟ وما أبرز التحديات التي واجهتك في تقديم المعلومات الصحية بشكل دقيق وموثوق؟
أنا أفضل أن أختار معلوماتي التغذوية والصحية الدقيقة من خلال كتب التغذية الأكاديمية المعتمدة لدراسة علم التغذية بالإضافة طبعا للأبحاث ومراجعات الأبحاث المنشورة في مواقع وجرائد علمية موثوقة وأيضا اعتمد على المواقع العلمية الموثوقة ، ومواقع المنظمات العلمية مثال منظمة الصحة العالمية ، مؤسسة الغذاء والدواء .. وغيرها بالنسبة لأبرز التحديات التي واجهتني خلال تقديمي للمعلومات الدقيقة هي أن هناك تضارب في العديد من الدراسات والأبحاث فمثلا بعض الدراسات تحث على تناول الفاكهة على معدة فارغة وبعضها لا يشجع ذلك ، ففي هذه الحال أسعى إلى الحل الوسطي في تقديم المعلومة . ١٢ هل تعتمدين على قصص شخصية أو تجارب حقيقية في كتابة مقالاتك؟
أنا أختار عناوين مقالاتي أولا بناء على تجارب المراجعين التي اسمعها في العيادة ومشاكلهم المتعلقة بالغذاء ، ونعم قد اطرح مشكلة غذائية أو صحية مررت بها وذلك لتقديم الحلول للقارئ أن وقع في مشكلة مماثلة وأحيانا أخرى أختار عناوين مقالاتي من مواضيع ومشكلات تكون حديث الساعة على وسائل التواصل الإجتماعي وذلك للحد من نشر المعلومات المغالطة والغير موثوقة التي قد يسمعها القارى والمتابع هنا وهناك ويعمل بها . ١٣ ما رأيك بالملتقيات الأدبية وخاصة ملتقى الشعراء العرب الذي يرأسه الشاعر ناصر عبد الحميد رمضان ؟
أحببت جدا فكرة الملتقيات الأدبية فهي تمثل الغنى الفكري والشعري الإبداعي مما يجعل الحركة الأدبية والثقافية حركة فاعلة والذي يميز ملتقى الشعراء العرب هو هذا الالتقاء الجميل من مختلف بلدان العالم العربي وتبادل الخبرات في حقول الشعر والأدب ولكل سحره ، بصمته ورؤيته الخاصة والأجمل هو الروح الجميلة و الألفة الموجودة بين أفراد الملتقى والإحترام المتبادل وهنا لا بد من توجيه كلمة شكر لرئيس الملتقى الشاعر ناصر عبد الحميد رمضان الذي يسعى جاهدا ومشكورا لخدمة الجميع ولخدمة الثقافة بكل أشكالها . دامت جهوده وجهود فريق العمل ودام الإبداع في هذا الصرح الثقافي الراقي . ١٤ كلمة أو نصيحة سريعة توجهينها للمتابعين القراء ونحن على أعتاب شهر رمضان المبارك .
_أود تهنئة جميع المسلمين المتابعين بحلول شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليهم بالصحة والعافية .
أهم نصيحة ممكن أن أقدمها لهم هي أن يعتدلوا في تناول الأطعمة وخاصة العصائر والحلويات ، وأن يؤخروا السحور ويمارسوا اي نشاط بدني يجدونه مناسبا لوقتهم ولطبيعة حياتهم ولا ينسوا ترطيب الجسم من خلال شرب الماء في الفترة الممتدة بين الإفطار والسحور لتفادي العطش والصداع.
حاورتها من لبنان جميلة بندر
عضو بملتقى الشعراء العرب
محررة بمجلة أزهار الحرف
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي