عيد المعلم
- في مسرح الحياة، يظهر المعلم كشخصية أدبية تتلألأ ببريق الحكمة والعطاء. إنه الفنان الذي يرسم بألوان العلم والإرشاد كل معاني الحياة، يفتح آفاقا حين يُعبّد للأجيال الطريق أمام أعينهم.
المعلم رفيق دروب الحياة ، يسافر معنا في طرق الفهم يزرع بذور المعرفة في أرضية العقول. تتسلل كلماته كنغمات موسيقية إلى أروقة الفصول، تصنع سيمفونية يسمع فيها الطلاب لحن الفهم والتميز.
يحمل المعلم عبء الإلهام والوعي، كشاعر يكتب قصيدته بأحرف النغمات وموسيقى التجلي.
هو البناء الخفي للأمل والتطور، يرتقي بأذهان الطلاب ويشكل شراكة لا تنتهي مع المعرفة.
في هذا السياق، أعبر بكلمة شكر ملؤها امتنان عميق لكل المعلمين، فأنتم المهنيون الذين يجعلون الفرق في حياة الأجيال. شكرًا لكم على الجهد الذي تبذلونه والتأثير الذي تتركونه في عالم التربية والتعليم.
وكوني واحدة منكم، أشعر بفخر كبير بتقديم جزء مني لبناء مستقبل الطلاب. إنه لشرف عظيم يجسد الروح الأدبية في كل فصل دراسي، ويجعلني فخورة بأن أكون جزءًا من هذا الفصل العظيم.
ولي أن أقول :(من علمني حرفا صرت له ذكرا)
يقول شوقي أمير الشعراء :
قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا
كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي
يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ
عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى
أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ
وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا
وَطَبَعتَهُ بِيَدِ المُعَلِّمِ تارَةً
صَدِئَ الحَديدُ وَتارَةً مَصقولا
أَرسَلتَ بِالتَوراةِ موسى مُرشِداً
وَاِبنَ البَتولِ فَعَلِّمِ الإِنجيلا
وَفَجَرتَ يَنبوعَ البَيانِ مُحَمَّداً
فَسَقى الحَديثَ وَناوَلَ التَنزيلا
(…)يا أَرضُ مُذ فَقَدَ المُعَلِّمُ نَفسَهُ
بَينَ الشُموسِ وَبَينَ شَرقِكِ حيلا
رَبّوا عَلى الإِنصافِ فِتيانَ الحِمى
تَجِدوهُمُ كَهفَ الحُقوقِ كُهولا
فَهوَ الَّذي يَبني الطِباعَ قَويمَةً
وَهوَ الَّذي يَبني النُفوسَ عُدولا
وَيُقيمُ مَنطِقَ كُلِّ أَعوَجِ مَنطِقٍ
وَيُريهِ رَأياً في الأُمورِ أَصيلا
وَإِذا المُعَلِّمُ لَم يَكُن عَدلاً مَشى
روحُ العَدالَةِ في الشَبابِ ضَئيلا
وَإِذا المُعَلِّمُ ساءَ لَحظَ بَصيرَةٍ
جاءَت عَلى يَدِهِ البَصائِرُ حولا
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي