وطار البساط يحمل المارد والفتيات ، و يطوي الأرض طيًّا ، و الفتيات ينظرن فيريْن الأرض تحتهنّ كالطبق. و بينما هنّ في غفلتهنّ ، ارتفع صوت المارد : ” وصلنا إلى أرض كانوبوس ” .
خفق قلب شروق و رفيقاتها فقد حان وقت افتراقهنّ، و سوف تغادرهنّ واحدة بينما تكمل الأخريات الطريق ، كلٌّ إلى مملكة جديدة .
نظرت شروق إلى وصيفتها سندس و هي تغالب دموعها ، و احتضنتها وقالت :” كوني بخير يا صديقتي ، لأجلنا ولأجل مملكتنا .”
ردّت سندس :” لا تقلقي يا شروق ، سأكون بخير .و سأعود إليكنّ و أنا أحمل المفتاح .”
و في هذه الأثناء ، رفع رعد يده وقبضها، فأخذ البساط ينزل شيئا فشيئا إلى أن كاد يلامس الأرض ، فقفزت سندس عنه بخفّة ، و وقفت تلوّح لصديقاتها و تودّعهنّ. وعاد رعد فبسط يده من جديد فراح البساط يعاود ارتفاعه لينطلق إلى مملكة جديدة .
نظرت سندس حولها لتستكشف المكان ، فإذا بها وسط غابة كثيفة الأشجار ، لا يُسمع فيها سوى أصوات الجنادب و عواء الذئاب ، فاطمأنّت ألّا أحد من البشر في المكان. فجلست تحت جذع شجرة كبيرة لتفكّر في طريقة تدخل بها إلى مملكة كانوبوس دون أن تثير ريبة أهلها و شكّهم . و كان الفجر قد بدأت خيوطه تتسلّل لتجلوَ عتمة المكان ، فارْتأَتْ أن تنتظر حتّى يطلع الصبح و هكذا كان .
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي