رمضانٌ وأخوه صَفَر
أتى رمضانٌ يتبخترُ والسُّبحةُ بين بنانهِ
وبجانبه مُسكينٌ يُدعى صَفَرْ
قال: هذا أغبى الإخوانِ لديّ منِ الإحدى عشرْ
صفرُ صاح واستنفر:
كيف فضّلك الله علينا
تبدو ملِكًا والموسم للغفرانْ
تغفر آثامَ العامِ كما الرهبانْ
أنت كيوسفَ بن يعقوبَ
فضّله أبوه على الإخوانْ
رمضان ردّ مبتسمًا:
كيف تنسى بأن الله أنزل في أيامي القرآنْ
والناس تسعى لبيوتِ الله ليلًا ونهارا
تلهجُ في أيامي دعاءً واستغفارا
مائدتي للفقراءِ سرّاً وجهارا
المنُّى والسلوى أطعمها كبارا وصغارا
وأنا السلطان على التجار
والرحمةُ في أيامي كالمطر مِدرارا
صَفَرٌ قال بسُخريّةٍ:
أيامك يا هذا كسلٌ
فيه مضغ القاتِ ولعبِ البطّةْ
ونساءٌ تخرج ليلًا للأسواق تتمسحً كالقطةْ
وقُمامةٌ فيها أعيادٌ لكلابٍ
وبطونٌ انتفخت تنفجر بِشَرطةْ
وقضاةً ناموا في أيامك خوفًا مِن غلطةْ
وغنيٌّ نافق خوفا من سُلطة
وفقير نافق لعطاءِ الصائمْ
وسفيهٌ نافق بقول حكيمٍ ” إنّي صائمْ”
وسُعار الأسعار تقدح نارا
والغضبُ في أيامك
يسعى الشيطانُ منه فرارا
ما أن تمضي أيامك حتى
تُرمى السُّبحُ في الرفِّ
وما يسعى الناسُ وقارا
وبيوت اللهِ خالية لا غير الجمعةِ
يتلون فيها أسفارا
أو يهجون كُفارا
والجمعةُ هذي أحبُّ الأيامِ إلى قلبي
فالسبت ليهودٍ واليوم التالي لنصارى
والإيام الأخرى تغدو يتامى وحيارى
رمضانٌ ردّ والغضب عليه يبدو فنارا:
يا منحوسًا ماذا قدّمت لأيامك مثلي
حتى هلالك لم يُنظرْ
وهلالي علمٌ كونيٌّ
أبصارٌ فيه تتبارى
وأقصُّ عليهم قصصًا
فيها قمرٌ ينهبُ أنظارا
تفضيلُ الخلقِ على بعضٍ سُنن الكونِ
ولو لا الشر ما أحببنا الأخيارا
أنت غبيٌّ
ماذا فعلت مع الإخوان
حتى الناسِ تبجّلكم مثلي
تجتمعون اليوم عليّ
لترموني في قاعِ البئر
ليأخذني بعضُ الخياله
صفرٌ ردّ مغتاظًا:
نرجو مِن جلّ جلالهْ
أن يعدلَ بين الإخوانِ
حتى الناس تبجّلنا
ولا نبقى من أولاد الخالهْ…
رمضانٌ قال عجبًا:
نحن الاثنا عشر من الإخوان أنا فيهم ربّانْ
ولدى يعقوبُ كإخوتنا أحدهم سُلطانْ
وهناك اثنا عشرَ إمامٍ آخرهم مهديٌّ
كنبيٍّ آتٍ بعد زمانْ
كيف أتت هذي الأعداد وأين البُرهان ؟!!!
أحمد قاسم العريقي
7 رمضان 16/ 3/ 2024م
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي