صورة الرحمن
إلى كلّ الأمهات الراحلاتِ والخالدات في قلوبنا
أدقُّ بـابَ العيـدِ
لاصوتٌ يجيءُ ..
وعطرُهــا في الأرضِ وردُ
فأروحُ خلــفَ ردائها العشبيّ أعــدو
وأدقُّ بابَ الغيـمِ
تعطيني السّــحابةُ وجهَها السـريَّ
موسـيقى
وأتلـو يا صباحَ العيدِ يا أمّــي
وخلخالُ الرياحِ البيضِ نقـرٌ لا يُحَـــــدُّ
هل تسمعين الصوتّ يا أمي
وهلْ في أنّـةِ الناياتِ
وعـــدُ
أنا ما عرفتُ اليتـمَ إلاّ حينمـا انكسـرَ الترابُ
على الطريقِ
وكانتِ الأشـجارُ تبكي فوقَ كتْفِ العاصفهْ
يمشـونَ نحو القبـرِ والنعشُ المضيءُ
حمامةً يغــدو
وعينــاً خائفـهْ
يا أمُّ قلبــي لم يزلْ طفــلاً
وإنْ شــاخَ الزمانُ وكرْمتـي امتصَّ اليباسُ عروقَهــا
والكاسُ خـاويةٌ وروحي راجفهْ
يا أمُّ من غدرِ الزمانِ الصعبِ
أنْ تمشي على سـطر الغيابِ أمـومةُ المعنى
وكفّي نهرُ حبرٍ نازفهْ
وأدقُّ بابَ اللائذينَ بجرحهمْ
والجرحُ وغـــدُ
أمّي أنا أرضي وهذي الأرضُ دامعةٌ
وهذا الحُضنُ بُــعدُ
قومي افتحي بابَ العناقِ لكلّ أمّ ذاقتِ المنفى
وكانتْ عارفـهْ
أنّ الأمـومةَ صورةُ الرحمنِ فوق الأرضِ
جنتُّه ، الغِراسُ الوارفـهْ
قومي افتحي صدري
هنالكَ شــجْرةٌ رغم الرحيلِ المــرّ تبقى واقفهْ
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي