عشتار…
*بقلم الكاتب الإعلامي سعدالله بركات
عشتار ! من لا يجذبه هذا الإسم ؟! من لا يعود معه إلى أعماق التاريخ ، فيستحضر ثقافة حلّقت بجناحين من عراقة تليدة وجغرافيا مديدة ، فازدهرت ، بين ضفاف المتوسط شرقا ،و ضفاف الخليج ، من بردى والعاصي ، إلى شطّ العرب .
عشتار ! ومن لا يرفع القبعة لنجمة المساء والصباح معا ، لربّة الحبّ والحرب بمعناها الإيجابي الدفاعي .
مذ راحت أخبار،، ملتقى عشتار الثقافي ،، تتوالى ، وقبل أن أتشرّف بعضويته بسنوات ، لفتتني المبادرة والتسمية والدلالات ، وحين استضاف الملتقى الشاعر العريق والصديق العتيق عادل ناصيف ، صاحب ديوان ،، عبق الياسمين ،، غبطته على هكذا احتفاء ، وعلى شهادات وآراء ، وجدتها تنسرب إلى مقاربتي للديوان ، كيف لا وهي لنخبة من شعراء وأدباء ، التقوا فارتقوا فكرا وقيما وإبداعا .
اللافت أيضا أن المبادرة ،جاءت في الزمن الصعب ، فانطوت على دلالات في التحدي ، والطموح بالارتقاء ، أمّا فرادتها ، ففي جناحين يفردان ظلّهما حبّا وإبداعا، ما بين نخل بغداد وزيتون اللاذقية ، ما يعطي لأريج الفكر نكهة عروبية ،لاسيّما وأنّ خيمة “عشتار” تحتضن مبدعين وأدباء من أنحاء الوطن الكبير ، وهاهو يمدّ يد التعاون لملتقى الشعراء العرب في القاهرة .
قلت مبادرة الزمن الصعب ، ولعلّ ما قالته د. آسية يوسف مديرة الملتقى وشريكة التأسيس يوضّح أكثر :
((ملتقى عشتار الثقافي كان ضرورة حتمية لالتقاء شعراء و مهتمين ،
فأنا و زوجي جمعنا الأدب و حبّ الشعر، و كلانا نطمح لمدّ يد العون للآخرين دراسياً و أدبياً، وفي ملتقانا نخبة من كبار الشعراء في سورية والوطن العربي أدركوا بفطنتهم أن ملتقى عشتار سينشر نتاجهم بالصورة الأفضل، و أسهمت معنا مجلة الآداب والفنون العراقية و رئيس تحريرها د. علي لعيبي في هذا النجاح ، حيث ننشر شهرياً لعدد من أدباء الملتقى شعراً ونثراً وقصة ودراسات.))
وعن نشاط عشتار ،تضيف د.آسية *:((أسّسنا الملتقى 2018 و تمّ ترخيصه عام 2020م ، والملتقى محفّز للإنتاج الأدبي ، كوننا نجد في نجاحه تحفيزا إضافيا .
لقد قدّمنا خدمات مجانية، منها طباعة ديوان أغاني عشتار المشترك ، صدر منه جزءان ، ونعمل على طباعة الثالث على نفقة زوجي الدكتور جليل البيضاني ،و سنطبع كل عام مجموعة شعرية لأحد الشعراء ، على سبيل الدعم والتحفيز)).
ولئن كان من سمات الرقي الثقافي ، التلاقح والحوار والانفتاح ، بل والطموح ، فإن الملتقى يتعاون مع ملتقيات سورية وعربية ، ومنها كما توضح د. آسية ((جمعية نادي أوغاريت ، ملتقى حمص الأدبي ، وملتقى الشام ،وعربياً مع مجموعة شعراء المتنبي ببغداد ، و كذلك المركز الثقافي العراقي بإدارة الأديب رجب الشيخ ، و إتحاد الأدباء في العراق ،و إتحاد الكتّاب العرب في اللاذقية وطرطوس ، برئاسة أ. ممدوح لايقة و أ. منذر يحيى عيسى ، و يسعدنا أن نتعاون مستقبلاً مع ملتقى الشعراء العرب بإدارة أ. ناصر رمضان في القاهرة )).
وأما لماذا عشتار كاسم للملتقى ؟ فتضيف :(( اقترح زوجي تسميات عدة ، اخترت منها عشتار، إلهة الحبّ والجمال التي تجمع ثقافة بلاد الرافدين و الشام ،ليكون عطاؤه الأدبي على مستوى هذا الألق)) .
ألق يستوجب طموحا ، وهو بلا حدود كما يؤكد المشرف العام على الملتقى د.جليل فيقول :((عشتار، ملتقى أسّسته في اللاذقية ، رفقة زوجتي د. آسية يوسف ، حيث نعيش ، ونحن نرتقي من خلاله بالكلمة و الأوطان، ولا سقف لطموحنا نسعى إلى نصرة الأدب و الشعر الحقيقييّن.)).
*،،عشتار ،، معهد أيضا يحفّز المواهب ، بل والناشئة بشكل عام ،ويأخذ بأيديهم إلى برّ الأمان و الإبداع ، توضّح د. آسية : ((بداية قمنا بدورات مجانية في اللغة العربية و الخط العربي و الرسم و الرياضيات و الإنكليزي لمدة شهرين ، ثم أقمنا دورات بأسعار رمزية، و مبادرة مجانية لأبناء المتضررين من الزلزال)) ، وفيما قرأت أن ورشات سجالات ثقافية وأدبية في الشعر والقصّة ، أقامها معهد عشتار، .وأنه يفرد خيمته على أكثر من 1000 شاعر وأديب من مختلف الأصقاع العربية .
ومن محاسن الفرص ، أن يجد الملتقى صدى أنشطته يتردّد في موقع ،، نفحات القلم ،، وعناية مديرته منيرة أحمد ،وهي مسؤولة الإعلام في الملتقى ،وشاعرة منبرية تتولّى تقديم فعالياته بشموخ طلّتها وابتسامتها المشرقة ، وهي تصف عبر ماكتبت في،، النفحات،، أنشطة ملتقى عشتار الثقافي بأنها “مميّزة ،وهو يستقطب الأقلام المميزة لأعلام في مختلف الأجناس الأدبية ،و نشاطاته المهرجانية تفوق الوصف حضورا نوعيا ومشاركة لافتة”
*الناقد والأديب ، د. أحمد مبارك الخطيب ،وفي تصريح لأزهار الحرف ، وصف ملتقى عشتاربأنّه الأبرز بين الملتقيات المنتشرة على الساحة الآن ، وقال في تصريح ل ،، أزهار الحرف،، : ((إنّه يتميز بجديته وكفاءة القائمين عليه وبعد نظره في عالم الثقافة والأدب ، وأنبل مافيه انه سوري عراقي ، وعربي وإنساني .
وهو يتخطى بنجاح العقبات التي تقف في طريق الأهداف التي يتطلع الى تحقيقها. والقائمون عليه منخرطون في الأدب والثقافة ومبدعون ، وليسوا من خارج هذا الميدان ))
*الشاعر أديب نعمة وفي تصريح خاص لأزهار الحرف ،،نوّه بتعدّد مصادر الثقافة في عصرنا الحاضر ، من صحف إلى مجلات إلى دور نشر ، وإلى المنتديات الأدبية وقال ل ،،أزهار الحرف ،، :(( ملتقى عشتار الثقافي [ اللاذقية ] بإشراف سادن من سدنة العلم والمعرفة الدكتور الجليل ( جليل البيضاني ] وإدارة الدكتورة [ آسيا يوسف ] الراقية ، احتلّ مرتبة متقدمة في تقديم خدمات جليلة للارتقاء بالثقافة عامة والأدب خاصة واضعا أمامه هدفا ساميا، تمثّل في رعاية النشء الجديد أدبيا، وتعزيز دور الأديب ومكانته لبناء وطن مزدهر))..
شكرا د. آسية المديرة المحكمة للملتقى على دعوة وتشريفي بعضويته،
شكرا ل،، منيرة ونفحات ،،….لولاها ما تواصلت مع أديب ** ، ولاتوصلّت إلى “عشتارا”..
========
*من حوار د. أسية ود. جليل مع مجلة ،، أزهار الحرف،،11و 19\2\2024
**منيرة أحمد ، مديرة موقع،، نفحات القلم،، ، والشاعر أديب نعمة زميل الجامعة والصديق العتيق
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي