حاورها سعد الله بركات
الشاعرة السورية نعمى سليمان ل ،،أزهار الحرف ،، : الكتابة نسغ الحياة..
قصيدها شفيف كنبع ضياء ، … ، دافئ كقيثارة محبة وعطاء .. جرسه غابات موسيقى .. وهديل .. حمائم الحروف .في عالم الأمل والفرح ، على مايقول الاديب مهتدي غالب ،وقصائدها تصلّي في محراب العشق والجمال ، قصيدة “نعمى ” تعيش وتحيا ، لأنها تعني التجدّد ، كشجرة تعانق الفصول فتثمر في مواسمها ،حسب الناقد محمّد عزوز .
من شواطئ بانياس السورية، حيث تجذبك ” شبابيك الحلوة بطرطوس ” التى غنّاها عملاق لبنان نصري شمس الدين ، تطلّ علينا “نعمى سليمان” شاعرة مفعمة بإبداع شاعري ،يلامس موج البحر المتوسّط . فيتطاير أريجه بكل اتجاه ..
أهلا بك ،،نعمى،، ابداع وقيم ، وبقراء مجلة ،، أزهار الحرف ،، لنتنسّم عبقا ماتعا من قصيد ونشيد . ولنباشر الحوار :
س١. تعرّفين عن نفسك شاعرة وإنسانة، هل ستضيفين جديدا ؟
أنا إنسانة قبل أن أكون شاعرة ، ومن هنا استطعت أن أكتب عمّا يشغل هذا الإنسان ، ولأنني إنسانة ،استطعت المضي قدما في مهمة التدريس لأنها تحتاج كمّا من الإنسانية لتبدع .
س٢. ما قصتك مع حرف النون ؟
حرف النون بداية النعمى ونهاية الوتين ، حرف نوراني وبه قسم عظيم في القرٱن ( نون والقلم وما يسطرون ) حرف مداركه عميقة وأسراره مكنونة حرف روحانياته عالية ، هو النور بكل تجلياته وكان من الطبيعي أن توسم قصائدي به :
((.أنا ما أنا….
نون نجمة
ترقص علی
نون النور…
فتمتلئ نون الدن شغفا
تعال نتبادل الکؤوس حين ثمل)).
س٣. ما أول قصيدة، فاح أريجها من يراعك ؟
هناك قصائد كثيرة لا واحدة محددة ، لكن القصائد التي حازت على المركز الأول في عاديات سلمية ( اشتهاءات الأحلام )( قصائد للفجر ) من القصائد المميزة في مسيرتي ومن الأخيرة أقتطف :
((أنا يا أختُ صبية
من وطنِ الأبجدية
وأبي ذاتَ يومٍ
حملني وصية
هو الوطنُ يا بنيتي
سورةُ اللهِ الجلية
فقري عيناً
ورتلي صلواتِ السلام
وكوني رضية))
******
س ٤. متى باشرت نشر قصائدك ؟ وفي أي مطبوعة أو منصة ؟ وما أول ما نشرته؟
بدأت النشر على صفحتي الشخصية ، وفي موقع نفحات القلم مع الأستاذة منيرة أحمد ، وأول مشواري كان مشاركتي في ثقافي بانياس ضمن الملتقى الأدبي عام 2014 لمناقشة مجموعة من قصائدي، تريّثت بالطبع لعام 2018 فكان نتاجي الأول،، قصائد في هيكل النون ،، عن دار،، دال ،،للصديق الفنان التشكيلي ناظم حمدان. ومن قصائدي :
((أجوع ُ إليك
في اشتياقي
لا الصوت ُ
يشبعني
ولا ما يفيضُ
من الوقت
أجوعُ إليك
مدّ لي أصابعك
سنابل َشغف ٍ على
مائدة ِ الاشتهاء
أجوع ُ إليك
تعال َ نوقد
الليل َ
و نتناول النور
من كؤوس النار))
س٥. ديوانك الأول ،، في هيكل النون ،، تنوّعت قصائده بين الوجداني والوطني ،أي قصيدة فيه تعبّر عنك؟…… وهل ثمة ما بعده ؟
هذا المنتج كان باكورة أعمالي وفخورة به ، لكل قصيدة فيه حكاية ، أحبّ كل حرف فيه ولن أميز قصيدة عن أخرى فهي كالأبناء من المجحف أن أميز بينها ،أمّا ما بعده، فغزير وأجهز لطبع عمل جديد ومن قصائد المطبوع :
((…وأنا
ابنةُ الشمسِ ,ديني الحبّ
لكن في بلادي
راء الربيع استحالت مديةً
تقطع أوصال الحبّ والحياة
أنا القصيدةُ الموسومةُ بالنون
أرتكبُ مع القوافي ما يثيرُ
في الأبجديةِ الفتون
سأكتب السعد عنواناً لبلادي
وأرمي الصباح بشهقةِ حضوري
وأشعلُ الحياةَ في صباحِ البردِ
وأهديها للفقراءِ والمتعبين والحالمين))
س٦. جمعية بانياس الثقافية التي بادرت لتأسيسها ، ،ما اهدافها ونشاطاتها وما الطموحات ؟
جمعية بانياس الثقافية من أهم المحطات في مسيرتي الأدبية ، أشهرت عام 2016 وما تزال ناشطة ، كنت من مؤسسيها، وهي تعنى بالثقافة والتراث والفنون، ودعم المواهب الشابة والأقلام الفتية ،استضفنا العديد من الشعراء والمثقفين والمحاضرين، وناقشنا الكتب والروايات بحضور كاتبها ، ورغم عدم وجود دعم ،إلا أننا تابعنا العمل بخطى ثابتة وما نزال ننهج نفس الأسلوب ، ونطمح لتحقيق حضور أكبر خلال أنشطتنا القادمة .
س٧.ثمة من يقول ان للشعر وظيفة تربوية ، من خلال تجربتك ، كيف لمست ذلك ؟
إن لم يكن للشعر رسالة فلا داعي للكتابة ، الشعر فيه رسالة لكل إنسان ، فمن الطبيعي أن يكون تربويا ، يجعلك على تماس مع القضايا الفكرية و الإنسانية ، تحاكي وجع الناس بطريقة عالية ، تهذّب به النفس ، تمسك الغيم ،وتضعه في كفّ حالم ، ربّما هو طالب ، ربما هو عاشق .
تعلمنا حب الوطن من قصائد درويش والجواهري ، أحببنا النزعة الإنسانية في شعر شعراء المهجر ، تعلمت من قصائد بدوي الجبل الكثير ، تعلمت من أبي الشاعر مهتدي مصطفى غالب كيف أعشق الكلمة ، هذا هو الشعر ..
٨.من جانب آخر ما أثر عملك التربوي في إبداعك ؟ هل وفّر لك مدى أوسع من الموضوعات مثلا ؟
الحياة والحرب والوجع والحبّ والخذلان في هذا الوطن المجروح ، كان كافيا ليكون لي مأدبة من الأفكار والموضوعات ،لا أستطيع الانفصال عن الواقع ، وعن وجع الناس المعجون بالقهر في الصباحات ،كل ذلك كان موجودا بزخم كبير في قصائدي
س٩.. في أولى إطلالتك على صفحات ازهار الحرف ،ما رسالتك للقراء وأصحاب المواهب الواعدة ؟
أنا سعيدة جدا بهذه الإطلالة المشكورة على بستان زاه من أزهار حرف، تتضوّع من خيرة الأقلام ، بعناية المبدع ناصر رمضان . ورسالتي لكلّ من يكتب حرفا عليه أن يقبل الرأي والنقد، لأننا جميعا نتعلّم في هذا العالم المنفتح، عليكم بالمطالعة الكثيرة والكتابة القليلة ، وبعدها سيكون النتاج أكثر غزارة وأقوى ، فالقراءة هي الخزينة الأساسية والمعرفية لأي منا .
س١٠. ماذا تعني لك كل من ( التدريس ، منبر عاديات سلمية ، الكتابة ، ج بانياس ، الغد، النقد)
*التدريس: مهنة شاقة أمارسها بحبّ .
*عاديات سلمية: أساس انطلاقتي وعلويّ الشعري والإنساني.
*الكتابة : نسغ الحياة .
*جمعية بانياس الثقافية: اكتمال مسيرتي .
* بانياس مدينة في حضن بحر ، مدينة ربّة وتعشق الشعر .
* الغد :مجهول وأعمل لأجعله جميلا .
*النقد : ركيزة أساسية لتقديم الأفضل وترك ما يشوّه ،وهنا ساقول كلمة للأستاذ القاص محمد عزوز ، إنه هو من علمني قبول النقد وعدم المجاملة في أي نقد لعمل ما.
وختاما يطيب لي تحية القراء ، مرفوقة بشكر جزيل لزميل الفكر والقلم الإعلامي سعد الله بركات الذي فتح لي لأكون في رحاب أفق جميل .
# نعمى أحمد سليمان
= شاعرة ومدرّسة لغة إنكليزية .
= صدر ديوانها الأول، (قصائدفي هيكل النون) 2018 عن دار ،،دال ،،بدمشق
= لديها مخطوط ديوان شعري ثان
= مؤسسة ورئيسة جمعية بانياس الثقافية- سورية
= عضو في ملتقى بانياس الأدبي .
= عضو ملتقى الشعراء العرب – القاهرة
= كرّمت من جمعية عاديات سلمية.
= تنشر أريج قصيدها في ،،نفحات القلم ،، – سورية وفي مجلة ،، أزهار الحرف ،، المصرية .
*حاورها الكاتب الإعلامي سعدالله بركات
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي