قال الطبيب :” اروي لي ما حدث يا صغيرتي .”
و هنا أيقنت سندس أنّ الفرصة قد حانت لإحكام خطّتها ، فقالت :” خرجت ألعب مع صديقاتي ، وابتعدنا عن منازلنا كثيرا، إلى أن وجدنا أنفسنا بالقرب من غابة كثيفة الأشجار ، فخطر لي أن أختبئ فيها لأمازحهنّ ، و لكنّني لم أنتبه إلى أنّني قد أوغلت داخلها إلّا عندما حاولت العودة و لم أهتدِ إلى الطريق . و حلّ الظلام و أنا وحدي ، ولم أعرف أين أذهب ، و بينما أنا كذلك لمحت كهفا صغيرا ، فقلت في نفسي أبيت الليلة فيه و أعود في الصباح لأبحث عن طريق العودة ، فدخلت الكهف و إذا به مليء بالجواهر ، خطر لي أن آخذ بعضها ، و ما إن مددت يدي لألتقطها حتّى ظهر أمامي مارد عظيم و قال لي بصوت مخيف :” من يجرؤ على أخذ الجواهر من كهف المارد المَهيب ، و لم يأتِه بمفتاح الحكمة من بيت الطبيب؟”
خفتُ كثيرا ولم أفهم ما يقصد ، فرحت أخبره بأنّني لم أدخل الكهف لأسرق جواهره، و إنّما جئت أقضي الليل و أغادره في الصباح. فأشفق عليّ و سمح لي بالذهاب ، فسرتُ في الغابة إلى أن وجدني صادق واصطحبني معه إلى منزله ، فبتّ الليلة عندهم ، و عندما استيقظت في الصباح لم أستطع أن أرى شيئا .
و ما إن أنهت سندس كلامها حتّى كان الطبيب يستعيد في ذاكرته قصّة كهف الغابة الذي كانت جدّته تحدّثه عنه في حكاياتها، و تقول له بأنّه مملوء بالجواهر و بأنّ سعيد الحظّ فقط هو من يعرف مفتاح الوصول إليه . وهنا أحسّت سندس بأنّ نظرة الطبيب قد تغيّرت ، و ارتاحت لرؤية تلك النظرة في عينيه ، فعلمت بأنّ خطّتها قد نجحتْ ، فهلّلتْ في نفسها و فرحتْ .
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي