يوم الأرض الفلسطيني 30 آذار
PALESTINIAN LAND DAY 30 March
الأرض هي أكثر من مجرد قطعة من الأرض التي نمشي عليها ونبني عليها. إنها الموطن، المأوى، والمصدر للحياة.
الأرض تحمل تاريخًا وثقافةً وهويةً، وتربط الناس ببعضهم البعض وبالأجيال السابقة واللاحقة. إنها رمز للانتماء والهوية الوطنية، ومحور للصراعات والمعارك السياسية والاقتصادية والاجتماعية. الأرض تحتضن الحضارات وتروي قصص الشعوب، وتشكل جزءًا لا يتجزأ من تراث البشرية. في جوهرها، الأرض تمثل الحياة نفسها والموارد التي تدعمها، وبالتالي فهي تستحق الحماية والاحترام والاهتمام.
باقون
ما بقي الزيتون والزعتر
Here we remain, as long as thyme and olives remain.
هذه العبارة تعبر عن الصمود والمثابرة في وجه التحديات والصعوبات. تشير إلى أن على الرغم من كل ما يحدث وكل ما يفقده الإنسان، إلا أن هناك شيئًا ما لا يمكن أن يفقده، وهو الروح والقيم والهوية. الزيتون والزعتر هما رمزان للترابط مع الأرض والثقافة والتراث. إذا بقيت هذه الرموز، فإن الناس لن يفقدوا هويتهم وروحهم، بل سيستمرون في الصمود والمضي قدمًا في الحياة مهما كانت التحديات.
ويوم الأرض الفلسطيني يمثل يومًا تاريخيًا يحييه الفلسطينيون في 30 مارس من كل عام، ويعود تاريخه إلى أحداث مارس 1976 عندما قامت السلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي ذات الملكية الخاصة ضمن حدود مناطق ذات أغلبية فلسطينية. شهد هذا الوقت إضرابات ومسيرات تنديد، وأسفر عن مواجهات وسقوط مئات الجرحى واعتقال المئات ومقتل ستة أشخاص.
هذه الأحداث تسلط الضوء على أهمية الأرض للفلسطينيين، فهي ليست مجرد قطعة من الأرض، بل هي جزء لا يتجزأ من هويتهم وتاريخهم ومستقبلهم. إن يوم الأرض يمثل محورًا في الصراع الدائر على الأرض في فلسطين، حيث يتعرضون للتهجير والمصادرة والاحتلال.
يجسد يوم الأرض أيضًا علاقة المواطنين الفلسطينيين بأرضهم، فهم يرفضون بقوة محاولات التهويد والتضييق عليهم، ويؤكدون على حقهم الطبيعي في العيش والعمل والازدهار على أرضهم الأم. يعكس هذا اليوم وحدة الشعب الفلسطيني وصمودهم في وجه الظروف الصعبة، ويشكل مناسبة لتجديد العهد بالمقاومة والتضامن والتمسك بالأرض والهوية الوطنية.
وبهذه المناسبة العظيمة أترك بين أيديكم مقالتي الخاصة عن رواية الكاتب الكبير غسان كنفاني ” ما تبقّى لكم” التي جسدت الأرض كعنصر أساسي في هوية وكرامة الشعوب .
عنوان المقال: “الأرض عنصر أساسي في هوية وكرامة الشعوب” في رواية غسان كنفاني “ما تبقى لكم”.
كتبت تغريد بو مرعي
لبنان/ البرازيل
غسان كنفاني هو كاتب فلسطيني وصحفي وناشط سياسي، وُلد في 9 مارس 1936 وتوفي في 10 يوليو 1972. كان كنفاني من أبرز الأدباء والكتّاب الفلسطينيين في القرن العشرين. كتب العديد من القصص والروايات والمقالات التي تركت أثرًا كبيرًا في الأدب العربي والفكر الفلسطيني. كان له دور بارز في دعم حقوق الشعب الفلسطيني والتعبير عن هويتهم من خلال أعماله الأدبية.
ومن بين أبرز رواياته:
“رجال في الشمس” “موت في الرباط” “ما تبقى لكم” “الطفل والحرب” “الأرض هي الأرض” وغيرها …
تتميز روايات كنفاني بأسلوبه الأدبي العميق والتعبير عن قضايا إنسانية واجتماعية هامة، ولها تأثير كبير في الأدب العربي المعاصر.
“ما تبقى لكم” هي رواية بارزة للكاتب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني نُشرت في عام 1966، وتعتبر إحدى روائعه التي تلقب بتراثه الأدبي الغني. تمتاز هذه الرواية بتسليط الضوء على قضايا هامة تتعلق بالهوية والصراع الوطني، وهي تحفز القارئ على التأمل في التأثيرات العاطفية والاجتماعية للصراعات الوطنية، كما تتألق الرواية بأبعادها الأدبية والإنسانية التي تلامس وتنطلق من جوانب حياة الشعب الفلسطيني. ومن بين المفاهيم المهمة التي تتسلل إلى صفحات هذا العمل الأدبي الرائع، يبرز دور الأرض كعنصر حياة للشخصيات والمجتمع.
تتناول الرواية قضية الهجرة الفلسطينية وتأثيراتها العميقة على الأفراد والهويات. وفي هذا السياق، يظهر الاهتمام البارز بالأرض كمحور أساسي في حياة الشخصيات. تعكس أحداث الرواية قسوة الفراق عن الأرض والروابط العاطفية التي ترتبط بالمكان، وتتمثل أهمية الأرض في الرواية في تحديد الهوية وتمسك الشخصيات بجذورها. تظهر الأرض كموروث حضاري وثقافي يربط الأفراد بتاريخهم وتراثهم. يتجلى ذلك في التصوير الفني للمشهد الريفي والتفاعل مع الطبيعة كعنصر حيوي في حياة الشخصيات.
وفي سياق الصراع الفلسطيني، تكتسب الأرض أبعادًا سياسية ورمزية. تعبر الرواية عن التضحيات والصراعات التي يخوضها الشعب للحفاظ على قطعته الأرضية والدفاع عنها. تتجلى هذه الروح في قصص الشجب والصمود، مما يمنح الأرض مكانة مرموقة في قلوب الشخصيات، ويبرز مفهومها كقضية هامة ومحورية يركز عليها غسان كنفاني، حيث تعد هذه الأرض مكانًا للانتماء ومصدرًا للكرامة للشعوب، وهي تشكل جزءًا لا يتجزأ من هوية الشعوب والأفراد. يتجلى هذا في ارتباط عميق بين الشخصيات والأرض، حيث تعكس الأماكن التاريخ والثقافة والتراث.
الى جانب أن الرواية تشير إلى أهمية الأرض كمكان للكرامة والحرية، وأن الصراع على الأرض هو صراع للحفاظ على الكرامة الإنسانية والوطنية باعتبار الأرض رمزًا للمقاومة والصمود ،مظهرًا كيف يرفض الشعب الفلسطيني التخلي عن أرضهم ويواجهون التحديات بروح المقاومة. يصبح الحفاظ على الأرض رمزًا للتضحية والصمود في وجه الظروف القاسية.
يتميز أسلوب كتابة غسان كنفاني بالواقعية والعمق، حيث يصف بدقة المشاهد ويعيد تحكيم تفاصيل الحياة اليومية والتجارب الشخصية وتعزيز المعاني، مما يضيف للرواية طبقة إضافية من العمق والتفرد، وهذا يجعل القارئ يشعر بالارتباط العاطفي مع الشخصيات والأحداث.. إنها رحلة أدبية تأخذ القارئ في رحلة عاطفية وفكرية تتناول قضايا جوهرية للإنسان والوطن.
باختصار، “ما تبقى لكم” تشكل قطعة أدبية استثنائية تستحضر الهوية والصراع الوطني ، ومنصة لتسليط الضوء على قضية الأرض وتكريمها كعنصر أساسي في هوية وكرامة الشعوب.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي