وعاد رعد يخبر الفتيات بعودة سندس إلى المملكة ففرحن كثيرا لذلك ، و ازداد حماسهنّ و إصرارهنّ على إكمال ما جئن لأجله . و أكمل البساط سيره و الفتيات يريْن ما لم يرينه من قبل ، إلى أن وصل إلى أرض سيروس . عندها التفتت شروق إلى صديقتها جنّات و أمسكت بيدها و قالت لها : ” حان الآن دورك يا صديقتي . هل أنت مستعدّة ؟”
-” أنا على أتمّ الاستعداد يا شروق ، لا تقلقي .”
و قبل أن يرتفع البساط عن الأرض لينطلق إلى أرض مملكة جديدة نظرت جنّات إلى رعد علّها تلمح منه إشارة تهتدي بها في مهمّتها فسمعته يقول و قد فهم مغزى نظرتها :” تلك المليحة في الخمار الأسودِ
مفتاح قلب الناسك المتعبّدِ “
فضحكت وقالت : ” وهذا أمر سهل يسير .” فنهرتها شروق و عجبت من خبثها و أوصتها بالحفاظ على عفّتها . فطمأنتها جنّات بأنّ ما قالته كان من قبيل المزاح ، و أنّ العفّة كنز مكنون يجب ألّا يُستباح .
و طار البساط عاليا ، و وقفت جنّات تلوّح للصديقات وهنّ يغبْن عن عينيها ، و لم تسمح للحزن على فراقهنّ بأن يسيطر عليها .
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي