صمود حامد /يا عيد

“يا عيدُ”

مُـتَــألِّــــمٌ قَـــلْـــبـــي أنَــــا مُـتَــألِّــــمُ

و الحُـزْنُ يَعْـظُـمُ في الفُـؤادِ و يَضْرُمُ

يا عـيـدُ عُـدّتَ و مِـلأ روحِي حَـسْـرَةُ

و نَــوائـبٌ تُــغْـشـي الـوَلـيـدُ فَـيَـهْـرَمُ

يـا عـيــدُ مَـزَّفَـتِ الـحَـيـاةُ جَـوانِحـي

فَجَـمـيـعُ حَـظِّـي مِـنْ جَـنـاها العَلْـقَـمُ

يـا عــيـــدُ إنِّــي لـلـعَــذابِ صَـديـقَــةٌ

و رَضـيـعَــةٌ و عَـنِ الأسَـى لا أفْـطَــمُ

مــاذا أقُـولُ أنــا و كُـــلُّ جَــوارِحـــي

بـالآهِ مُــفْــعَــمَــةٌ و جَـــوِّي مُــفْــعَــمُ

نَـفَـذَ الـكَـلامُ و صـارَ حَـرْفـي عَـاجِـزَاً

و الصَّمْـتُ جَـمْـرٌ في الحَـشَى يَتَضَرَّمُ

مــاذا سَـتَـنْـطِــقُ أو تُـــرَدِّدُ يـا فَـمِــي

و الشِّـعْرُ مَـشْـلُـولُ الخُـطى و مُـلَـجَّمُ

و كَـمُـهْـجَـتي الكَـلِـماتُ تَنْطُـقُ حُـرْقَةً

حَـتّى تَـبْــرّى مِـنْ كِـــلانــا الـمُـعْـجَــمُ

فـي هـامِـشِ الـمَـأسـاةِ إنِّــي هـامِــشٌ

مِنِّـي و مِـنْ حَــرْفـي حَـيـاتـي تــسْـأمُ

أُلْـقِـي على كَـتِـفِ الـسَّـمـاءِ مَـواجِـعي

و أُعـــاتِــــبُ الأقْـــــدارَ ثُـــمَّ أُسَــلِّـــمُ

في القلْـبِ تَحْـتَرِقُ الـمَـعـانـي نــارُهــا

كَـوَتِ الضُّـلُـوعَ فَكَـيفَ كَـيْـفَ أتَـرْجِمُ؟!

وحْـدي أعِيشُ مع الجِـراحِ و وَحْـدَتي

خَــرْسَــا كَــنَــارٍ و الـتَّــفَــاؤلُ أبْــكَـــمُ

أبَــدَاً أســيــرُ مَـعَ الـدُّمُــوعِ و أنْـتَـهِـي

حَـيـث ابْـتَـدأت فـأيْـنَ مـنِّـي المَخْـتَمُ

و دَمِي أريقَ فَـلا يَــجِــــفُّ و دَمْـعَـتي

أبَـدَاً و فـي قَـلْـبـي الـعَــذابُ مُـخَــيِّـمُ

و أواصِـلُ الـعَـيْــشَ الـمَــريــرَ تَـكَـلُّـفَـاً

لأُرَمِّــــمَ الـقَـــلْــبَ الــذي يَــتَـحَــطَّــمُ

مِـثْـلـي فـلِـسْـطـيـنُ الحَـبـيـبةُ و التِـي

أضْـحَـتْ على كَــفِّ الـجِــراحِ تُـسَـلِّــمُ

الـحُــزْنُ أصْـبَـــحَ مـاءنــا و مَـسـاؤنــا

شَـجَـنٌ و لَــوْنُ الـصُّـبْـحِ فـيـنـا أقْـتَـمُ

و رِقــابُـنَـا قَـدْ طُــوِّقَــتْ بِـمَــشَـــانِــقٍ

بِـحِـبـالِـهـا وُصِـــلَ الـقَـضَــاءُ الـمُـــبْـرَمُ

يـــا أُمَّــــةَ الإسْــــلامِ لا تَــتَــكَــلَّــمِــي

لا تَـخْـلُـقِـي الأعْــذارَ أنْــتِ الـمُــجْــرمُ

يــا أُمَّــةً ضَــحِــكَ الـغُــزَاةُ لِـجَـهْـلِــهَـا

و غَـدَتْ لَـدَيْـهِــمْ مِـثْـلَ عَـبْــدٍ يَـخْـدُمُ

يــا أُمَّـــةً مَـلَـــكَ الـيَــهُــودُ زِمــامَــهــا

مِـنْ ذُلِّــهَــا بِـحِــبَـالِــهِـمْ تَـسْــتَــعِـصِـمُ

و بِـخِــزيِـهـا تَــزْهُــو و تَـفْــخَــرُ إنَّــهَـا

شَـــاةٌ و دَاءُ خُــنُــوعِـهـا مُـسْـتَـحْـكِـمُ

بَـلْـوى الـتَّــفَــرُّقِ داعَـبَــتْ جُـثْـمـانَـهـا

و بِـــذاكَ تَـسْـــعَــدُ بَـــلْ بِــهِ تَـتَــرَنَّـــمُ

عـيـدٌ هُــنـا و هُـنَـاكَ نَـشْــهَـدُ نَـكْـــبَـــةٌ

و شُـعُــوبُ راقِـصَــةٌ و أخْـرَى تَـلْــطُـمُ

أنـا مِـنْـكُـمُ جُــرْحـي و مِـنْـكُـمْ آهَــتـي

و كَــأنَّـكُـمْ فـي حـالَـتِـي لَــمْ تَـعْـلَـمُـوا

هــذي دِمــائـي تَـحْــتَـكُـمْ مَـسْـفُـوكَــةٌ

أوَلَيْــسَ يَــجْــري فـي عُـروقِـكُـمُ الدَّمُ

هــذي ذراريــكُــمْ تَــمــوتُ و تَـلْـتَـظِـي

جُـوْعَـاً لِـيَـحْـيَـا الـغـاصِـبُونَ و يَنْعُمُـوا

هـذا ذِمـارُكُــمُ اسْـتُـبـيـحَ و عَـيْــنَـكُــمْ

تَـغْـفُـو على صَـوْتِ الأنـيــنِ و تَـحْـلُــمُ

هــذي حَــرَائــرُكُـــمْ تُــهَـــانُ و أنْــتُـــمُ

مُـتَـخــاذِلُــونَ يَـروعُـكُـمْ أنْ تَـقْـدُمُــوا

هَــلْ بَــعْــدَ ذلـكَ للتَّــصَــبُّـرِ مَـــوْضـــعٌ

لَـوْ كَـانَ فـيـكُـمْ مَـنْ يَـحِـسُّ و يَـفْـهَـمُ

و الــلّـــهِ لَــوْ رَأتِ الـذي قَــدْ صــابَــنــا

أقْـسَـى الـصُّـخُـورِ لَـشُـوهِـدَتْ تَـتَـقَسَّمُ

مَــنْ لا يُــحَــرِّكُــــهُ تَــسَــلُّــطُ ظـــالِــمٍ

هُـوَ مِـنْـهُ أدْهَـى و هْــوَ مِـنْــهُ الأظْـلَــمُ

لَــوْ أنَّــكُــمْ حَـــقَّـــاً رِجــــالُ مُـحَــمَّـــدٍ

لَــمْ تَـمْـنَـعُـوا عَــوْنَـــاً لِـمَــنْ يَـتَـظَــلَّــمُ

عــارٌ تَــقـاعُـسُـكُـمْ و قَــدْ حَـلَّـتْ بِـكُــمْ

أعْــداءُ،تُــرْدي تَــسْـــتَـبـيـحُ،و تَـظْــلُــمُ

أيَـسُـومُـكُـمْ سُـوءَ الـعَـذَابِ و بَـيْـنَـكُـمْ

دَهْــيَــاءَ ســابِـغَــةُ الـذَّوائــبِ صَــيْـلَـمُ

أتُــحَــاذِرونَ الـمَـــوْتَ و هْــوَ نِـهَــايَــةٌ

للـخَــلْــقِ و هْـــوَ مُــقَـــدَّرٌ و مُـحَــتَّــمُ

كَــذَبَ الـذي قَــدْ قــالَ إنِّــي مُـسْــلِــمٌ

و يَـرَى الـبَـرايـا تَـسْـتَـغـيـثُ و يُحْجِـمُ

مـا انْـفَــكَّ و الإسْــلامُ يــأمُــرُ أهْـــلَـــهُ

بـالـرِّفْـقِ مُـــذُ بُـعِــثَ الـنَّـبِـيُّ الأعْـظَـمُ

يـا أُمَّـتـي قُـومــي اثْــأرِي و تَـقَــدَّمـي

إنَّ الـبِـــــلادَ بِــأهْـــلِــــهَــا تَـــتَـــقَـــدَّمُ

قُـوْمي فَـقَـدْ نـادى الجِـهـادُ إلـى الفِـدا

يــا ويْــحَــهُ مَـنْ للـعِــدا يَـسْــتَـسْــلِـمُ

قُـوْمـي فَـمَـوْعِـدُنَـا الحَـيــاةُ أوِ الـرَّدى

و تَـوَحَّــدي فَـهْـو الـسَّــبــيـلُ الأقْـــوَمُ

و امْـلـي فُـؤادكَ رَحْـمَـةً لِـذَوي الأسَـى

لا يَـرْحَــمُ الـرَّحْــمــنُ مَـنْ لا يَــرْحَـــمُ

هُــبِّـي لِـسـاحــاتِ الـجِـهــادِ تَـحَــــرَّرِي

فـإلـى مَـتـى مِـثْـلَ الـبَـهــائـمِ نُـكْــظَـمُ

كُــنْـتِ الزَّعـيـمَـةَ فـي الـدُّنـا يـا أمَّـتـي

مــالـي أراكِ الـيَــوْمَ أنْــفَـــكِ يُــرْغَــــمُ

قَـدْ صِـرْتِ أسْـوَءَ أُمَّــةٍ قَــدْ أخْــرِجَـتْ

للـنَّـاسِ كُـــلّـــهُـمُ و كُـــنْــتِ الأعْــظَــمُ

يـا أُمَّـــةَ الإسْـــلامِ هَـــلْ مِــنْ هَـــبَّـــةٍ

فَـهْـيَ الـسَّـبـيـلُ الـمُـرْتَـجَـى و السُّـلَّـمُ

يـا قَــوْمُ كُــفُّـوا صَـمْــتُـكُـمْ ذا وَصْـمَـةٌ

فـالـصَّــامِـتُـــونَ مَـعَ الأعـــادي تَـــوْأمُ

أيْـنَ الـرُّجُـولَـةُ و الـشَّـهـامَـةُ وَيْـحَـكُـم

أمْ أنَّ إسْــرائــيــلَ فــيـكُـــمْ تَــحْــكُــمُ

أيْــنَ الـعُــروبَـــةُ أيْــنَ أُمَّـــــةُ أحْــمَــدٍ

أمْ أنَّـــنـــا كُــــنَّــــا بِــهــا نَــتَـــوَهَّـــــمُ

لِـــمَ لَــــمْ تُـلَــبِّـي غَـــــزَّةً يـــا أُمَّــتِــي

الـقَـهْـرُ يَـقْضمُ فـي الـفُــؤادِ و يَـقْـسُـمُ

يـا غَـــزة مـا ذَرَفَــتْ عُـيُـونَـكِ دَمْـعَــةً

إلا تَــلَــــقَّــفَــهَـا فُـــؤادي الـمُــــغْـــــرَمُ

رُوحــي فِــداكِ فَـمــا سِــواكِ أحَـــبَّــــهُ

قَـلْـبِـي و فـي قَـلْـبِـي هَـواهُ مُــحْــكَــمُ

يـا لَـيْـتَ قَـلْـبـي دُونَ قَـلْـبِــكِ جُـــنَّـــةٌ

و على ثُـغُــورِكِ يـا حَــبـيــبَـةُ يَـجْــثُـمُ

يا مِـلء رُوحي وهْـجُ حُـبَّـكِ في دَمـي

قَـبـسٌ يُـضــيءُ فَـيَـسْـتَـنـيـرُ المَـبْـسَـمُ

مُــتَـمَـــزِّقٌ قَــلْـبـي كَــطِــفْــلٍ حـــائـــرٍ

قـدْ عــاقَـــهُ عَـمَّـــنْ يُـحِـــبُّ تَـحَــكُّــمُ

و الـحُـزْن يَـمْــلأ يـا حَـبـيـبَـةُ خـافِـقـي

فـي وَصْـفِـــهِ ثَـكْــلَـى تَــنُــوحُ و أيِّــــمُ

وزْرِي يُـكَـبِّـلُــنِـي و يُـخْـرِسُـنِـي الأسَـى

و مِـنَ الـقُــصُــورِ جَــوارِحـي تَـتَـلــطَّـمُ

أدْنُــوا فَــأذْكُــر مــا جَـنَــيْـتُ فَـأنْـثَـنِـي

خَـجَــلَاً فَـيَـطْـغـى الـصَّـمْـتُ لا أتَـكَـلَّـمُ

وِزْرُ الـتَّـخــاذُلِ والِـــغٌ فـي نَـبْــضَــتِــي

فـالـصَّـمْـتُ جُــرْمٌ و الـتَّـخـاذُلُ مَـأثَـــمُ

أنــا كُــلَّــمَـا يَـمَّــمْـتُ نَــحْـــوَكِ رَدَّنِــــي

ضَـعْـفِـي بِـوَصْـفِـكِ إنَّـنـي مـا لـي فَــمُ

أنَـا مِـنْ ثَـــراكِ فَـهَــلْ أضِــنُّ بِـأحْـرُفـي

أوْ أنْ أبــيــنَ و مِـنْ تُــــرابِـــكِ أُلْــهَـــمُ

لَـهَــفــي عَــلَـيْــكِ فَـكُـلُّ يَـوْمٍ مَـصْــرَعٌ

لـلـحَــقِّ فــيــكِ و كُـــلّ عــيـــدٍ مَـأتَــمُ

و بِـكُــلِّ رُكْـــنٍ يــا حَــبـيــبَـةُ نَــكْــبَـــةٌ

و بِـكُـــلِّ حــيــنٍ للـخِــيـانَــةٍ مَــوْسِــمُ

يـا غَـــزَّةَ الـتَـفِــتِـي إلــى أوْجَـــاعِــنَــا

و إلــى مَــآســـيـــنــا الـتــي تَـــتَــــأزَّمُ

مــا أحْــوَجَ الــدُّنْــيــا إلْــيــكَ و إنَّــمــا

هِـيَ مِـنْ شُــمُــوخِـكِ دائـمَــاً تَـتَـعَـلَّــمُ

يـا نَـبْــضَ قَـلْـبـي إنَّ جُــرْحَــكِ غــائِـرٌ

لـكِـــنَّـــهُ لـلـيـــائـســـيــنَ الــبَــلْـــسَـــمُ

أرْضُ الإبـــا و الـمُــعْـجِــزَاتُ عَــديــدَةٌ

و عَــجَــائـبُ الـدُّنْــيـــا لَـهـا تَـتَـوَسَّـــمُ

مِـنْ مُـعْـجِـزاتِـكِ و الدَّمــارُ مُــسَـيْـطِـرٌ

أنْ لاحَ مِــنْ تَـحْــتِ الدَّمــارِ الـبُــرْعُــمُ

يـا نَــبْـــضَ قَـلْــبِــي إنَّ آمـــالَ الــوَرَى

مِـنْ نُـورِ وَجْهَكِ،مِنْ شُمُـوخِـكِ تُـرْسَـمُ

يـا نَــبْــضَ قَـلْـبِــي إنَّ كُـــلّ الـقانـطـيـ

نَ أووا إلـيكِ مِنَ القُـنُـوطِ لِـيَـحْـتَـمُـوا

يــا نَـبْـــضَ قَـلْــبِـي لَـيْـتَـنِــي مُـتَـقَـدِّمٌ

بِـصُـفُـوفِ فِـتْـيَـتِـكِ الـذيـنَ تَـقَـدَّمُــوا

هُمْ وحْـدَهُمْ مَنْ في خَـوافِـقِهُمْ هُــدى

و خُــطــاهُــمُ الــغَـــرَّاءُ لا تَـتَـلَــعْــثَــمُ

مَـهْـمـا تَـكــالَـبَـتِ الـجِــراحُ حَبـيـبَـتِـي

فـالـنَّــصْـــرُ آتٍ و الـعَـــدُوُّ سَــيُـــهْــزَمُ

و سَـيَـنْجَلي الْـلـيْـلُ الطَّـويـلُ و عَتْمُـهُ

و الـقَــيْــدُ مِـنْ عَـــزْمٍ بِــنَـــا يَــتَــهَـدَّمُ

لا خَــوْفَ مَـرْحَـى بـالـمَـنِــيَّـة إنْ أتَــتْ

إن الـشَّـهـادَةَ يــا حَــبــيــبَـةُ مَــغْــنَـــمُ

يــا ذِمَّـــةَ الـــلّـــهِ ابْــــرَأي مِـنْ أمَّـــــةٍ

خَـــوَّانَــــهٍ بِــهَـــوانِــهَـــا تَــتَــحَـــمَّـــمُ

أنَــا مُــسْــلِــمٌ لـكِـنَّ قـوْمـي أشْــرَكُــوا

و كـأنَّـهُـمْ فـي عُـمْــرِهِـمْ مـا أسْـلَــمُـوا

كَــمْ مِـنْ نَـبِـيِّ جـاءهُـم كـيْ يُـؤمِـنُــوا

فَــأرَادَ أنْ يَـتَــوَحَّـــدوا فَـتَــقَـسَّــمُــوا

فَـلْـتَـحْـرِقـي بِـدَمِ الـفِـدا تِـلْـكَ اللـحَـى

و كُــرُوشَــهُـمْ تِــلْــكَ الـتــي تَـــتَـــوَرَّمُ

تِـلْــكَ الـعَـبــاءاتُ الـلـعـيــنَـةُ مُـومِــسٌ

مَـعْ كُـــــلِّ دَوْرٍ لـلــبَـــغـــا تَــتَــأقْــلَـــمُ

تِـلْــكَ الـعُـروشُ الـسَّــامِــرِيَّــةُ عَــبْـدَةٌ

أرْدَى مُــرُوءتَـهَـا الـضَّـمـيـرُ الأعْــجَـــمُ

يـا غَــزَّةَ الـشَّـرَفِ اصْـبِــرِي و تَـهَـلَّـلـي

فَــبَــنُــوكِ جَــيْــشٌ صــامِــدٌ لا يُـهــزمُ

جَـــبَّـــارَ لا يَـرْكَــــعْ لِـــعــــادٍ إنْ بَــــدا

كُــــلُّ الـفَــيــــالِـــقِ دُونَــــهُ تَــتَــقَـــزَّمُ

لا تَـصْـرُخي فـيـنَـا بَـلِ اغْتَـسِـلـي دِمـا

أبَـدَاً فَـنَـحْـنُ الـرِّجْــسُ نَـحْـنُ جَـهَـنَّـمُ

مــا عَــادَ فـيـنـا مُـسْـلِـمٌ فَـجَـمــيـعُـهـا

أعْــدادُنـــا مِــثْـــلَ الـغُــثــا لا تَـــلْـــزَمُ

أقْـسـى الـمَـشـاهِـد لا تُـحَـرِّكُ سـاكِــنَـاً

فــيــنــا كَــأنَّـــا بـالـمَــآســـي نَــنْــعُــمُ

و لَــئــنْ بَـكَــيْـنـا مــا تَـبـاكــيـنـا أمـــا

مَ الـدَّمَــا و الـقَـصْـفُ حـيـنَ يُـدَمْــدِمُ

و لَــئــنْ تَــوَلْـوَلْـنَــا ألا يــــا وَيْــحَــنــا

إنْ ظَـــنَّـــنَـــا أنَّ الـبُـــكَــــاءَ يُــقَــــوَّمُ

الصَّمْتُ يَـقْـتُلُـنِي و يَحْـرِقُـني الأسَــى

نَـحْــنْ الأعـــادي يـا حَـبـيــبَـة لا هُــمُ

هَدَمُـوا البُيـوتَ على رُؤوسِ صِـغـارِنا

و تَــعَــبَّــثُـوا بِـدِيـــارِنــا و تَـحَـكَّـمُــوا

بَـقَـروا بُـطُـونَ المُـؤمِـنـاتِ فـلا صـدى

و تَـفَـنَّـنُـوا فــي قَـتْـلِــنـا و تَـكَــتَّـمُــوا

يـا أُمَّتِي مـا الصَّـمْتُ فـي زَمَـنِ الوَغَى

لَـــوْلا الـزَّئـيــرُ لَـكَـــانُ ذُلَّ الـضَّــيْــغْـمُ

يـا للـقَـصــيــدَةِ هَـــلْ تُـــرَى ألْـغـامَـهَـا

إنْ فُـجٌّــرَتْ قَـــدْ يَـسْــتَـفـيـقُ الـنُّـــوَّمُ

قــالُــوا و قُـلْـنَـا و الـجُــروحُ قَـصَــائـدٌ

قــيــلَــتْ و لـكِـــنْ للــذي لا يَـــعْـــلَـــمُ

لَــمْ يَـنْـصُـروا طِـفْــلَاً يَـئـنُّ مُـضَـرَّجَــاً

تَـحْــتَ الـرُّكــامِ و أمَّــهُ لَــمْ يَـرْحَـمُـوا

صَـمْــتٌ عَـلاهُــمْ كَـالــنَّـعــاجِ و ذِلَّــــةٌ

نَـحْـوَ الخِـيـانَـةِ و الـمَـخـازي يَـمَّـمُــوا

و كَــأنَّــهُ بـيـنَ الـخَــلائــقِ لَـــمْ يَـعُــدْ

مِـنْ قَـوْمِ أحْـمَـد بَـعْـدَ أحْـمَــد مُـسْلِـمُ

صمود حامد

شوفة/طولكرم/فلسطين

2024/4/10م