الأمُّ الكَادحَة
كانت الأمُّ خَديجةُ تعيشُ في الرِّيفِ في بيْتٍ متواضٍعٍ
تستيقظُ كلّ يَوْمٍ فِي الصَّبَاحِ البَاكِرِ فَتقُومُ بإطْعَامِ دجَاجَتِها ودِيكِها
ثم تُعدّ فَطورَ ابْنتيها وَترافِقهُمَا إلى المَدرسةِ البَعيدةِ وبعد ذلك تقْصد الغَابَةَ المُجاوِرَة فتَجْمَعُ بعض الأعشَابِ النَّافعة وتَبيعُها في السُّوقِ ..
وَتعٌود آخِرَ النَّهارِ مع ابْنتيْها إلَى المَنزلِ فَتَسْقِي
دجَاجَتها ودِيكَها…
ثُمَّ تعدّ العَشاء … وتحُثُّ البِنْتيْنِ علَى مراجعَةِ الدُّروسِ..
وَذَاتَ صَبَاحٍ ذهبت الأمُّ خديجَةُ كَعادَتِها لِتطعمَ دِيكَها وَدَجَاجَتِها فلم تجدها فَحَزنتْ وتخبَّطَتْ وبقيَتْ تَتَسَاءَلُ :
” أيْنَ ذَهبَتْ دَجاجَتِي ؟ أيَكُونُ قَدْ أكَلَها ثَعْلبٌ مَاكِرٌ…
؟ أو سُرِقَتْ؟” وَرَاحَتْ تجْرِي يَمْنَة ويَسْرَةً وَتُهَرْوِلُ مِنْ مَكَانٍ إلَى آخَر بَاحِثةً عنْهَا دُونَ جَدْوَى …ثمّ عَادَتْ إلَى البَيْتِ خَائبَةً حَزِينَةً …
وبَعْدَ أيّامٍ وبَيْنَمَا كَانَتْ تبحَثُ عَن الأعْشَابِ فِي الْغَابَةِ وَجَدَتْ دَجَاجَتها تحْت شَجَرةٍ صَغِيرَةٍ تَحْضُنُ بَيْضًا فَشَعُرَتْ بِفَرَحٍ شَدِيدٍ .
الكاتب الصغير محمد شرقي سنة أولى ” أ ” مدرسة الشرقية القصرين الجمهورية التونسية
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي