• الإسلام السياسي ظاهرة جديدة في العصر الحديث، ظهرت في منطقتنا مع الدعوة الوهابية، ثم بصورة أوضح مع تأسيس الإخوان المسلمين بعد إلغاء الخلافة العثمانية على أيدي القوميين الأتراك ببضع سنين. والفرق بينه وبين الفرق الإسلامية، التي كانت ذات صلة مباشرة بالسياسة غالبًا قديمًا، هو أن تلك الفرق كانت لها عقائد مختلفة، أما الإسلام السياسي فلا يلجأ إلى التنظير في العقائد، ولا يتمخض عمله عن مذهب مختلف في الفقه وأصوله. علامَ يقوم إذن؟ على التنظيم. وهو من تعريفات الفاشية الأساسية. لقد كان أدولف هتلر ينهى عن الخوض في النقاشات النظرية حول مبادئ النازية، ويرى أن التركيز كله يجب أن يكون على التنظيم المعلَن في أزياء موحدة، وإشارات، وشعارات معينة. الإسلام السياسي لا يقدم إلا نوعًا سهلًا من البروباجندا، الدعاية السياسية المعتمدة على ما لدى الناس فعلاً من تصورات غائمة بسيطة عن الدين والدولة، لكنه لا يفيدك بشأن ما يزعمه من تضمن القرآن والسنة لنظريات في السياسة والاقتصاد. يعني لا يمكن عن طريق القرآن والسنة مثلاً أن نرجح الاشتراكية الديمقراطية على النيوليبرالية، أو العكس، أو أن ننحاز إلى شكل معين للحكم السياسي. من جهة أخرى فإنه يقوم على تنظيم سرّي، لا نعرف كثيرًا من تفاصيله كمواطنين وناخبين، ولا مصادر تمويله، ولا صفقاته السرية. وهو إذا ما انتشر، تيسر للقوَى الراسخة المعادية في الأصل للديمقراطية إزاحة الجميع بمن فيهم من الإسلاميين من المشهد بدعوى الحرب على الإرهاب. بالتالي فيمَ يفيدنا على المستوى النظري أو العملي؟
• لقد شغلت الموسيقى حيزًا من فكرك في فترة من الزمن، فماذا يقصد بالموسيقى كفكرة من ناحية فلسفية؟
• الموسيقى هي الفن، أو فلنقل الظاهرة، التي مارست الدور الأكبر من التأثير عليّ منذ الطفولة المبكرة، وحتى الآن، لدرجة أنني بدأت قراءة المدونة الموسيقية وكتابتها في سن الثامنة أو التاسعة، وبعد حصولي على الدكتوراه الأولى في فلسفة التأويل أعددت دكتوراه ثانية في فلسفة الموسيقى. ماهية الموسيقى فلسفيًا موضوع فيه اختلاف كبير، ولكنني رأيت في بحثي المذكور أنها عبارة عن صيرورة شبه منتظمة مسموعة. والكلام في ذلك يطول.
• بعد التأمل والبحث والدراسة والاستقصاء، هل تعتقد بأنّ الحق قائم في الوجود؟ وما رأيك في الحق في الحياة المسلوب من الإنسان الفلسطيني في اللحظة الماضية والحاضرة من طوفان الأقصى؟
• ما يحدث في فلسطين منذ الانتداب البريطاني وحتى اليوم فضيحة تاريخية، هي أسوأ بمراحل من اضطهاد النازيين لليهود، بل هي من نتائج هذا الاضطهاد، وهي أسوأ بمراحل لأنها أطول زمنًا، وأبعد أثرًا، وشاركت فيها أغلب دول العالم إيجابًا أو سلبًا. فحتى إذا تم منح الفلسطينيين حقوقهم، وتعويضهم، فستظل ندبة عميقة على جبين البشرية بما هي بشرية، وطالما امتدت الذاكرة الإنسانية.
• بصفتك أديبًا وباحثا أكاديميا ما رأيك في المجال البحثي والأكاديمي العربي والقارئ العربي عموماً؟
• يمكننا متى شئنا، وفي أي دولة عربية أو غير عربية، أن نصلح التعليم على مستوى جيل واحد، وبسرعة فائقة، وقد فعلها صدام حسين في العراق كمثال وحيد في منطقتنا فيما أعلم. إذا انحدر مستوى التعليم الأساسي، ومستوى البحث العلمي، ولم ينهض بسرعة، فهذا بفعل فاعل.
• هل هناك أعمال قادمة سواء أدبية أو علمية ستسطع بين أيدينا قريباً؟
• هناك بالفعل، لكنها بسبب سوء الأحوال الاقتصادية، وبالتالي تراجع فرص النشر بصورة هائلة في السنوات القليلة الماضية، ربما لن ترى النور مطلقًا، أو ربما أن النور أصلاً خرافة.
حاورته الأديبة روان شقورة.
محررة في مجلة أزهار الحرف.
رحاب هاني /صمت
اعدو وراء الصمت، اتعثر بظله .عجباً به كيف يختفي!كيف يلتحف ضباب الأحلام و يستقي من رذاذ الأوهام؟خانتني الرؤية من جديد...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي