رباب أحمد
من ريف صافيتا محافظة طرطوس سوريا.
عملت لسنوات في منشأة خاصة وهي أم ل ٣ فتيات.
تهوى الأدب بأنواعه سواء كان شعرا” أم نثرا” وتستمتع بقراءته وكتابته.
انضممت إلى عدة مجموعات أدبية وأهمها: ملتقى صافيتا الأدبي ومجلة كفرية الأدبية ومجلة أزهار الحرف.
ومن هنا كان لمجلة أزهار الحرف معها هذا الحوار.
حاورتها جميلة بندر
*. *
1.كيف كانت تجربتك في العمل في المنشأة الخاصة؟وما الذي جعلك تقررين التفرغ لأسرتك بعد سنوات من العمل؟
ج ١- تلك الحرب اللعينة على بلدي سوريا زادت الأوضاع سوءا” حيث تدهور الوضع الاقتصادي وساء حال الغالبية العظمى من الناس مما اضطرني للعمل لأكون سندا” لعائلتي وبناتي في وقت كن فيه في أمس الحاجة للدعم
وكنت سعيدة فيما أفعل وأعتبرها تجربة جيدة رغم الصعوبات التي اعترضتني وساعات العمل الطويلة التي أخذت كل وقتي
أحببت عملي وأتقنته واستمريت فيه إلى أن بدأ بناتي بقطاف ثمار جهودهن حينها اطمئن قلبي وتركت عملي بناء” على رغبتهن ورغبتي في نفس الوقت .
2.ما هي أكثر الأشياء التي تستمتعين بها أثناء قضاء وقتك مع بناتك؟
وهل لمست موهبة الكتابة عند إحدى بناتك؟
ج2- بناتي هن زينة حياتي وسبب فرحتي ، أجد متعة كبيرة في الجلوس معهن والاستماع لأحاديثهن وخاصة فيما يخص العمل والنجاح أحتفي معهن
وأكثر ما يسعدني أن أرى كمية الحب في عيون من أحب
أما بالنسبة للكتابة فلم أر في بناتي هذا الميول فقد برعن في فنون أخرى .
3.كيف تحافظين على توازن بين الحياة العائلية والاهتمام بنفسك مهنياً؟
ج3-أنا مقلة جدا” في الكتابة فلا أكتب إلا عندنا أمتلك الوقت المناسب وبذلك يبقى الوقت الكافي لعائلتي التي أعطيها الأولوية ولبعض الأمور الأخرى .
4.ما هي أكثر الكتب التي أثرت فيك وأثرت في رؤيتك للحياة؟وما هو الشعر أو النص الذي له مكانة خاصة في قلبك؟
ج4- قرأت لجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وبدوي الجبل وبشارة الخوري وحفظت لهم الكثير من القصائد وكنت أجد متعة كبيرة في القراءة فأسرح في عالم آخرهو بمثابة فسحة للنفس والروح
أكثر نص أدبي تأثرت به هو من تأليفي لأنه يحكي قصة حقيقية حدثت أمامي
النص بعنوان (مشهد)
مشهد ….
عشقت ذلك العطر كثيرا”
كانت رائحته تطوق روحها
كنسمة هاربة من تفاصيل حرّ الصيف
مدت يدها بلهفة ، أمسكت زجاجة العطر
مسحت على عنقها بضع قطرات
ثم أخذت نفسا” عميقا” كوجه الأرض عندما يتنفس المطر بعد اليباب ،
ارتسم على وجهها تفاصيل أبنها الوحيد التي كانت تخشى عليه من نسمة الصباح..
بدت كعصفور يغرد في السماء
لكن …..
لم تدم ابتسامتها طويلا”
قاطعها صراخ صاخب قريب
امتدت يده من خلفها ، سحب زجاجة العطر من يدها
ورماها بعيدا”….
لم تكن تعلم أن أبسط الأشياء ليست من حقها
رمقته بعينيها والحزن يقطر من قلبها
الذي تحطم وتشظى إلى كل خلية من جسدها النحيل
كل ذلك حدث بثوان قليلة قبل أن تلامس الزجاجة الأرض…
أحست أن روحها كادت أن تفارق جسدها…
اشتهت الموت الف مرة … أصابها نوع من الذهول تمالكت جسدها المرتجف
سارت بخطوات متعبة
وصلت سريرها الخشبي عانقته بشدة
يبدو أنه أكثر” حنانا” ممن اعتقدت أنه سندها في هذه الحياة حدثت نفسها ،
وضعت رأسها على وسادة سريرها واستسلمت لحزنها محاولة إخفاءه
لكن دون جدوى ….
5.هل تعتقدين أن الأدب يمكن أن يكون وسيلة للتعبير عن الواقع والهروب منه في الوقت نفسه؟
ج5-الأدب مرآة الروح نخط مشاعرنا حبرا” على ورق
فنستمتع بما نكتب ونعطي لأرواحنا فسحة وهي بمثابة هروب من الواقع ونسيان مؤقت لقسوة هذه الحياة
يقول جبران: أقلامنا مرآة لأرواحنا وفي المرآة تظهر كل التفاصيل ولا شيء يخفى .
6.ما هي أبرز الأمور التي تمتعتي بها خلال انضمامك للمجموعات الأدبية؟وهل لديك خطط مستقبلية في مجال الأدب؟
ج6- المنتديات تعطي فرصة مناسبة لظهور الأقلام الجديدة التي تمتلك القدرة والموهبة من خلال نثر حروفهم وتقديمها للقراء ، وتفتح للأدباء بابا” للشهرة .
حتى الآن ليس لدي خطط مستقبلية في مجال الأدب وأرجو خيرا” في الأيام القادمة .
7.هل تعتقدين أن الأدب يمكن أن يكون وسيلة للتغيير الاجتماعي؟وكيف تقيمين دور المرأة في مجتمعك وفي مجال الأدب بشكل خاص؟وما الإسهامات التي تعتقدين أنها يمكن أن تقدمها المرأة في هذا المجال؟
ج7-بالتأكيد الأدب هو وسيلة جيدة للتغيير الإجتماعي ينقلنا من حال إلى حال ويفتح لنا أفقا” واسعة للمعرفة وذلك من خلال المثابرة والاتطلاع والنشاط المستمر لتقديم الأفضل .
أما عن المرأة فلم يقتصر دورها على عملها كأم أو زوجة بل أصبحت تشارك الرجل في شتى مجالات الحياة في مجتمعي والمجتمعات الأخرى
عملت وأثبتت أنها قادرة وفعالة في المجتمع وحققت الكثير من النجاحات
وفي مجال الأدب اعتلت المنابر وألفت الكتب وساهمت في نشر الوعي والثقافة فعكست حرفها صورة الواقع وحملت بين طياتها رسائل متعددة .
8.ما هي أمنيتك المستقبلية فيما يتعلق بحياتك العائلية والأدبية؟وما هي نصيحتك للشباب الذين يرغبون في الاهتمام بالأدب؟
ج8-جل ما أتمناه أن تبقى أسرتي بخير وأن أرى بناتي قد حققوا كل ما يصبون إليه
وأن نحيا بحب وسعادة في وطن سليم معافى .
وللشباب أقول: جيلكم مفعم بالحيوية والنشاط والإرادة القوية ، ضعوا هدفا” أمامكم واسعوا لتحقيقه بكل ما تمتلكون من قوة ولا تخشوا العثرات فمن لا يتعر لن يصل
طالعوا العديد من الكتب ،اكتبوا وتقبلوا النقد ولا تصفقوا للمجاملات فهي تقتل الأدب وتحط من شأنه .
9.ما العوامل التي منعتكِ حتى الآن من طباعة ديوان شعري؟
ج9-ضيق الوقت والظروف العائلية وعدم الدعم واستسلامي للأمر كان العائق الأكبر .
10.هل يمكنك التوسع قليلاً في تجربتك مع مجلة أزهار الحرف؟ كيف كانت تجربتك معها وما الدور الذي لعبته في تحسين أدائك الأدبي وصقل حروفك؟
ج10-تجربتي في مجلة أزهار الحرف رائعة ومحببة على قلبي، وثقت فيها حروفي وظهرت للناس فكان لها نصيبا” من المعجبين والقراء ، هذا أعطاني شعورا” أكبر بالمسؤولية ودافعا”للسعي نحو الأفضل .
11.ما رأيك بالملتقيات الشعرية وخصوصاً ملتقى الشعراء العرب الذي يرأسه الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد،؟
ج11- تتعدد المنتديات الشعرية ومنها ماهو جيد حيث يعنى بالأدب والأديب ويميز بين الغث والثمين من الحروف ويدعم كل جميل منها ويثني على كاتبيها، وبعضها يدعم المواهب الحديثة ويقدم لهم التصويب والنقد البناء مما يحسن من أداءهم ليصبحوا شعراء حقيقيين يوما” ما .
-أما بالنسبة لملتقى الشعراء العرب الذي يرأسه الشاعر القدير ناصر رمضان فهو ملتقى أدبي بامتياز ، يستقبل الحروف المميزة ويدعم الأدباء الكبار من خلال نثر حروفهم في الملتقى وتوثيقها وتقديمها لأكبر عدد من القراء
كما أنه يعتني بالمواهب الجديدة ويفتح لها ابواب الشهرة بالإضافة إلى النشاطات المتعددة الأخرى .
ختاما” أشكر عضو اتحاد كتاب مصر ورئيس ملتقى الشعراء العرب ورئيس تحرير مجلة أزهار الحرف المصرية الشاعر ناصر رمضان على لفتته الكريمة وتقديمي لهذا الحوار
كما أشكرعضو ملتقى الشعراء العرب والمحررة في مجلة أزهار الحرف المصرية الأستاذة جميلة بندر من لبنان الشقيق على هذا الحوار الراقي
ودمتم بخير .
رباب أحمد /سوريا/
حاورتها من لبنان جميلة بندر
عضو ملتقى الشعراء العرب
محررة بمجلة أزهار الحرف
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي