أناشيد الأسئلة
محمد نجيب محمد على
أَبْحَثُ عَنْ مَعْنَى الْمَعْنَى
عَنْ شَيْءٍ يَتَأَطَّرُ فِي صَدَفِ اللُّغَةِ وَصَوْتِ الْكَلِمَات
عَنْ زَوْبَعَةٍ صَافِيَةٍ كَالْمَاء
اَللَّيْلَةَ لَمْ تَغْمَضْ عَيْنَايْ
كُنْتُ غَرِيبًا عَنْهَا وَقَرِيبًا مِنِّي
كُنْتُ أَرَى شَكْلَ ضَبَابِ الصَّمْت
أَفْتَعِلُ مُشَاجَرَةً ضِدِّي
كَيْ أَشْكُو لِي.
اَللَّوْنُ الْأَسْوَدُ يُغْرِينِي بِالنُّزْهَةِ فِي مُدُنِ الْأَحْلَام
اَللَّوْنُ الْأَبْيَضُ لَا يَقْرَبُنِي
لَسْتُ أَنَا إِلَّا طِفْلاً فِي السِّتِّين
طِفْلاً يَعْشَقُ خَرْبَشَةَ الْقِطَط
وَيَرْقُصُ بَيْنَ فَرَاشَاتِ الْعَتَمَة
يَتَلَصَّصُ فِي أَجْرَاسِ الْأَوْهَام
هَلْ كُنْتُ أَنَا مَلِكاً يَوْماً..
هَلْ كُنْتُ أَنَا شَعْباً يَنْتَفِضُ عَلَيّ
مَاذَا يَا هَذَا يَزْحَفُ فِي قَلْبِي وَيُزَاحِمُنِي
فِي غُرْبَةِ رُوحِي
يَجْعَلُنِي وَحْدِي أَهْرُبُ مِنِّي
أَقْفِزُ مِنْ نَافِذَةِ الْأَيَّامِ الْمُغْلَقَةِ الْأَسْوَار
هَلْ مِنْ أَحَدٍ يَنْظُرُنِي غَيْرِي
لَا شَيْءَ يَرَانِي!
لَا شَيْءَ سِوَايْ.
ظِلِّي يَخْتَبِئُ بِأَضْلَاعِي
يَتَسَكَّعُ فِي أَوْرِدَتِي وَيُصَافِحُنِي
يَبْحَثُ عَنْ زَاوِيَةٍ خَالِيَةٍ فِي قَلْبِي لِيَنَام
يَا ظِلِّي
كُنْ أُنْثَى.. وَاحْمِلْ عَنِّي وِزْرَكَ إِنِّي مفتون،
وَاخْرُجْ وَابْحَثْ عَنْ مَنْ يَحْتَاجُ لِظِلٍّ
فَأَنَا ابْنُ سَوَادِ اللَّيْلِ الْأَسْوَد!
إِمْرَأَتِي لَا تَعْرِفُنِي..
وَأَنَا أَيْضاً..
إِمْرَأَتِي لَمْ تُخْلَقْ مِنْ ضِلْعِي الْأَيْسَر
خُلِقَتْ مِنْ فَوْضَى الْفَوْضَى
مِنْ آخِرِ نَبْضٍ فِي ذَاكِرَتِي
لَا أَدْرِي حَقّاً مَاذَا أَفْعَل!
لَا أَعْرِفُ شَيْئاً.. لَا.
لَكِنِّي أَهْرُبُ مِنِّي..
أُفْلِتُ مِنْ كَفِّي وَأَفِرُّ بَعِيداً
أَتَلَصَّصُ فِي غَابَاتِ اللَّيْل
بَحْثاً عَنِّي!!
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي