«الرّياحُ اللّواقحُ في ذاتِ الوشامين»
يمشي فيخضرُّ المدى… يَعشوشبُ
يُلقي الدّليلَ على الّذين تخشّبوا
ويهندسُ الأحوالَ في عرفانها
فتطيرُ أسرابٌ ويبحرُ مركبُ
من بصرةٍ فيحاءَ تعرفُ نسلَها
أكرِمْ بأمٍّ باركَت مَن تنجبُ
نسلُ الإباء مخلّدٌ بوجوده
وإليه أمجادُ العروبةِ تنسَبُ
إنَ كانَ من فضلٍ فمن أفضالهِ
أو كان من طيبٍ فنعمَ الطّيّبُ
يتأبّطُ الغفرانَ متنَ رسالةٍ
وعليه من حبرِ الشّهادةِ يسكبُ
فتشيخَ آمالُ الحنينِ بصدرِهِ
حتّى تكادَ من النّوى تحدودبُ
في عروةِ التّاريخِ طرّزَ شمسَهُ
زرّاً، فلا تخبو ولا تتحجّبُ
غَزلَ الرّحيل شجيرةً أحزانُها
طيرٌ يحطُّ وآخرٌ يتغرّبُ
بجنائنٍ قد أزهرَت من طلعِها
هي تلكَ بابلُ في يديهِ ويثربُ
والرّيحُ تلقحُ كلّ مهجةِ عاشقٍ
والخمرُ عنقودٌ تصبُّ وتُضرَبُ
يطفو الإوزُّ على صفاءِ عيونِهِ
يختالُ أحياناً وحيناً يشربُ
رجلٌ ترابيٌّ ويزرعُ قلبَهُ
رمانةً تؤتي الّذين تخضّبوا
الحشدُ يعرفه جمالاً مطلقاً
والكأسُ يجلوهُ الجمالُ الأصهبُ
في آخر الرّاياتِ ثأرٌ يُنصَبُ
فإذا العصائبُ جاهدَت لا تُغلَبُ
بغدادُ، آمرلي، تفيكَ وكربلا
حقّاً وأنتَ على الوفا لا تطلبُ
حيّتك مذحجُ بالسّلامِ وطيّءٌ
والأزدُ بالشّرَفِ الرّفيعِ وتغلبُ
مَن قاهرُ الأربابِِ حين تربّبوا
مَن قاتلُ الأحزابِ حين تحزّبوا
هي أمّة التّطبيع يغشاها الخنا
ويسوسُها المال، الهوى، والمنصبُ
ظنّوا بأنَّ الفلكَ في أيمانهم
فإذا هم الجوزاءُ أنتَ العقربُ
يابن العلومِ الزّاكياتِ وأهلِها
يا أيّها المشتاقُ والمترقّبُ
يابن الصّلاةِ بشرطِها وشروطِها
وابنَ الحسينيّاتِ والمتقرّبُ
ما انفكَّ ذكرُكَ في القصيدِ كرامةً
لكن لحبّكَ لا لشيءٍ أكتبُ
_نينوى
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي