“تَقُولُ اليَوْمَ غَزَّةَ لِي كَلامَاً”
تَـقُـولُ الـيَـوْمَ غَـــزَّةَ لِــي كَــلامَـــاً
ألــيـــمَـــاً لا يُــفَــسَّـــرُ بـالـكَـــــلامِ
عَـنِ الـدنْـيــا و مـا فـيـهـا و عَــنَّـــا
و عَـنْ حَــالِـي و عَنْ حَـالِ الأنـــامِ
قُـلُـوبُ الـعـالَـمـيـنَ الـيَـوْمَ صَـخْــرٌ
بِــلا حَـــسٍّ غَــدَتْ و بِـــلا ذِمــــامِ
و لَـيْـسَ لَـنـا بِـذي الـدُّنْـيـا نَـصـيرَاً
سِـوى الـلّـهِ الـمُـهَـيْــمِـنِ و الـسَّـلامِ
أغَـــزَّة يــا حَــبــيــبَـة لا تَــقُــولِــي
بِـأنِّــي قَــدْ سَـلَــوْتُــكِ يـا غَـرامِــي
و هَـلْ أسْلُو التِـي سَكَـنَتْ عُـيُـوني
و هَـلْ أجْـفُو التِـي مَلَـكَـتْ زِمـامي
و هَـلْ يَـحْـيـا الفُـؤادُ بِـغَـيْـرِ نَـبْـضٍ
أيــا نَـبْــضَ الـفُـــؤادِ الـمُــسْــتَـهـامِ
أغَـــزَّة يـا حَــبـيـبَـة كَــيْـفَ أهْــنــا
و قَـلْــبِـي يـا هَــوَاهُ عَـلَـيْـكِ دامِـي
بِـرَبِّـكِ كَـيْـفَ أنْـسـى كَـيْـفَ أغْـفُـو
و دَمْـعَـكِ فـي عُـيُـونِـي كـالـغَـمـامِ
لِـسَـانُ الـحـالِ أفْصَحُ من حُـروفِي
و فَـوْقَ الوَصْفِ حُبِّـي و اهْتِـمَامي
تُـذيـبُ الــرُّوحَ رَنَّــــةَ كُـــلّ قَــيْـــدٍ
و أحْــزَانــي تَــهُــمُّ إلـى الْـتِـهـامـي
تَـقُـدُّ الـقَــلْــبَ صَـرْخَـةَ كُـلّ طِـفْـلٍ
و في الأحْشَـاءِ يَحْتَدِمُ اضْطِـرامِي
تُـنـــاديــنــي طُـيُــورُكِ بــاكِـــيــاتٍ
بِـهَـا شَــوْقٌ و بـي يَـسْمُو احْتِدامِي
يُـنــاديـنــي ثَـــراكِ بِــهِ اشْــتِــيــاقٌ
و وَجْـدي مِـثْـلَ دَمْعِ العَيْـنِ هـامِـي
و تَــسْــألُــنِــي الـرُّبُـــوعُ ألا لِــقَـــاءٍ
أهَـلْ مِنْ ضَـمَّــةٍ تُـشْـفـي سِـقـامِــي
أجَـلْ سَأجِـيءُ فـانْتَظِـري مَـجـيئـي
و شَـوْقِي للِّـقَــا في الـقَـلْــبِ نَـامِـي
سَـيَحْمِـلُـنـي الإبـا مِنْ (طـولِـكَــرْمٍ)
إلَـيْـكِ حَـبـيـبَـتِـي و القَـلْبُ حَـامِـي
أجَـلْ سَـأجـيءُ بـالـرَّاحـاتِ رُوحِـي
أجَـلْ و لِـغَيْـرِ نَـصْرِكِ لَـسْــتُ رامِـي
أجَـلْ سَـأجـيءُ و الأجْـيـالُ تُصْـغِي
لِــوَقْــعِ خُـطـايَ مَعْ ضَرْبِ الحُسـامِ
مَـع الـرّايـاتِ دامِــيَـةِ الـحَــواشِــي
و مَـع وَهَــجِ الأسِــنَّــةِ و الـسِّــهـامِ
مَـع الأمَــلِ الـمُـجَـنِّـحِ و الأغــانـــي
مَـع الـنِّـسْـرِ الـمُــحَـلِّـقِ و الـحَـمــامِ
مَـع الفَـجْـرِ الضَّحُـوكِ على الرَّوابـي
و مَـع نُــورِ الـصَّـبـاحِ على الـقِـتــامِ
أجَــلْ سَـنُـحَــرِّرُ الأقْـصـى قَـريــبَـاً
فِـــداهُ الــرُّوحَ ذا كُــــــلَّ الـمَــــرَامِ
و نَـقْـطَـعُ دابِــرَ الـخُــوَّانِ جَـمْــعَــاً
و يَـقْـهَــرُ نَـصْــرَنَـا جَـمْــعَ الـنِّـيــامِ
أجَــلْ سَـنُـطَـهِّـرُ الـتُّــرْبَ المُـفَـــدَّى
أجَـلْ و سَـتَـشْـهَـدُ الدُّنْـيـا انْتْـقَامي
و أطْفِي في الحِمَى وَجَعاً وَ شَوْقاً
و أُعْـلِـنُ فـيـكِ للمَوْتِ اعْـتِـصـامـي
و أجْـعَـلُ نَـصْــرَنَـا عُـنْـوانَ شْـعْـري
و كُـــلّ قَـصِــيـــدَةٍ دونَ الـمَــقـــامِ
و عَــتْــقَــاً مِـنْ مُـعَــذِّبِــنَــا أُغْــنِّــي
لُـحُـونَ الـمَـجْـدِ مَـع كُــلّ الـكِـــرَامِ
و تَـسْـمَـعُـني الدُّنَـا شَرْقَـاً و غَـرْبَــاً
و في سَمْعِ الزَّمانِ صَدى ابْتِسـامِي
و فـي اسْــتِـقْــلالِـنـا أتْـلُـو كِــتـابَــاً
لِــيُــرْوى للــوَرى فـي كُـــلِّ عـــــامِ
بِـــودي يــا حــبـــيــبــة أنْ أرَانـــي
لَـدَيْـكِ أكُـــونُ بـالأضْـلاعِ حَــامِــي
أدَافِعُ عَـنْـكِ بِـالْـبِـيـضِ الْـمَـوَاضِـي
أرُدُّ الـحَــقَّ للـشَّـــعْــبِ الـمُـــضــامِ
و أرْسُــمُ بـالـدَّمِ الـغــالـــي دُروبَـــاً
و يَبُـدو النَّـصْـرُ مِنْ بَيْـنِ الـحُـطـامِ
أطَــهِّـرُ بِـاسـمِـكِ الـدُّنْـيـا جَـمـيـعَـاً
و أمْــلَأُ طُــهْــرَ أرْضَــكِ بـالـسَّــلامِ
و أبْـطُـــشُ بـالـعَــــدُوِّ و لا أُبــالِــي
و عَـهْــد الـلّــهِ للـمَـــوْتِ الـتِــزامـي
و لَسْـتُ أميـلُ لَـوْ اقْضِـي حَـيـاتـي
على ضَـرْبِ المَـدافِعِ في الـخِــيـامِ
و حَــقّــكِ لا أضِـــنُّ أنـــا بِــروحِـي
و لَـسْــتُ أهـــابُ مِنْ مَـــوْتٍ زُّؤامِ
إذا نـاديْــتِ بـاسْــمِ الــلّــهِ امْـضـي
أقُـــومُ بِـواجِـبـي خَــيْــرَ الـقِــيَــامِ
أنَـا الـطُّـوفـانُ يَـسْـكُـنُ في فُـؤادي
أنـا البُـرْكــانُ فـي وَقْــتِ الـصِّــدامِ
أبِــيٌّ و الـصَّـحــابَــةُ هُــمْ جُــدُودِي
أنـا و رَسُـــولُـنـا الـغَــالـي إمــامـــي
و فـي قَـلْـبـي صِـلاحُ الديــنِ حَــيٌّ
وَ فِــيٌّ بِـالْـعُـهُــودِ عَـلَـى الـتَّـمَــــامِ
أنـامُ على الـجِـراحِ أجُــوعُ أعْـــرَى
و لا أرْضَــى بِـهَــجْــــرٍ أوْ رِغــــــامِ
إذا مــا الـعَـيْـشُ صـارَ حَـلـيـفَ ذُلٍّ
فـأهْـوَنُ مِـنْـهُ يـا قَـلْـبِـي حِـمــامـي
شِعـارِي مُصْـحَفي و الخِـلُّ سَـيْـفي
فِــدائــيَّــاً مَـضَــيْـتُ عـلـى الــدَّوامِ
إلـى أنْ نَــطْــرُدَ الأوْغــــادَ عَـــنَّــــا
حَــرامٌ يـا ضِـيــا عَـيْـنـي مَــنــامِـي
يَـهُـونُ حَــبـيـبَـتي سَــهَــرُ اللـيـالـي
و أيّـــــامٌ بِــأحْــــداثٍ جِــــســــــامِ
و طَـعْمُ المَـوْتِ مِثْـلَ الشَّهْـدِ عِنْدي
لَـدَيْـكِ و حَـبَّـذا حُـسْــنَ الـخِــتــامِ
فَـأمَّـــا رُحْـــتُ لـلـشَّــرَفِ الـمُـعَـلَّـى
و أمَّــا لـلــنَّــعِــيـــمِ الْـمُــسْـــتَــدَامِ
***
فِـلِـسْـطِـيـنُ الـحَــبـيــبةُ لا تَلـومـي
فَـلَـنْ يُـجْـدي مَـلامُـكِ أوْ مَــلامِــي
عـلـى الأعْـــرابِ يَــوْمَــاً لا تُـنــادِي
فَـقَـدْ رَضَـخُـوا و تُـوجِـرَ بِـالـنِّـظـامِ
و قَـدْ رَضِـي الـجَـمـيـعُ بِـأنْ تُـذَلِّــي
لأغْـــرابٍ و ســيــقُــوا كَــالـهَــــوامِ
و قُــوْلــي لـلـعُــروبَــةِ ألْـــفُ تَــــبٍّ
فَـمَــا للـجُــرْحِ مِـنْــكِ مِـنِ الـتِـئــامِ
و قُـولِـي للـعُـرُوشِ الخُـبْـلِ هُـونِـي
و قُـولِـي للـجُـيُوشِ الـصُّــمِّ نـامِـي
مُـلُـوكُ الـعُـرْبِ قَـدْ صـارُوا يَـهُـودَاً
عُــرُوشُـهُــمُ جَــمـيـعَـاً مِـنْ حَـــرامِ
أنـا قَـدْ كُـنْـتُ بَـحْـرَاً في انْـتِـمـائـي
و جَــمَّـاً كَـانَ حُــبِّـي و احْــتِـرامِـي
فَـأغْـضَـبُ حـيـنَ يَـغْـضَـبُ يَـعْـرُبِيٌّ
و يَـدْفَـعُـنِـي على الـبَـلْـوَى وِئـامِـي
و لِـي وَطَـنُ العُـروبَـةِ لـيْ جَـمِـيعَـا
و بالأعْـرابِ أسْـرِفُ فـي الْتِـحـامِي
فـإنِّــي الـمَـــغْــرِبِـــيُّ إذا يُــنــــادِي
و إنِّــي الـمَــشْــرِقِـيُّ أنَـا الـشَّـآمــي
و إنِّي الـيَــومَ قَـدْ أعْـلَــنْـتُ كُـفْـرِي
بِـأعْـرابِ الــزَّمـــانِ مَـع الـخِـصَــامِ
فَـكَيْـفَ الـيَــوْمَ يُدْمِـيــنِـي عَــدُوِّي
و جَيْشُ العُـرْبِ يَغْـرَقُ في المَـنَـامِ
فَـيـا وَيْـحَ الـعُـروبَــةِ كَـيْـفَ تَـحْيـا
علـى خِــزْيٍ و تَـسْــعَـدُ بـانْـقِـســامِ
مَـع الأخْـوانِ تَـمْــضـي فـي عِــداءٍ
مَـع الاعْْـــداءِ تَـغْــرَقُ بِـانْـسِــجــام
فِـلِـسْـطِـيـنُ الحَـبـيــبةُ لا تُــبــالــي
فَـمَـــا للـحُــزْنِ عِــنْـــدَكِ مِـنْ دَوامِ
و صَـبْـرَاً إنَّ بَـعْــدَ الـعُـسْــرِ يُـسْـرَا
و يَـأتـي الـفَـجْـرُ مِنْ بَـعْـدِ الـظَّـلامِ
لَـنَـا حَــقٌّ و سَــوْفَ يَـعُـودُ حَـتْـمَـاً
و لَــوْ طَـــالَ الـزَّمـانُ مع الـضِّــرامِ
وَ وَعْـــدَ الــلّــهِ حَـــقٌّ فـاسْـتَـعِـدِّي
و عـاقِـبَــةُ الـيَــهُــودِ إلـى انْـهِــزامِ
و عُدِّي في سَـبــيـلِ الـنَّـصْـرِ عُـدِّي
و كُـوْنـي الـنّـارَ في كُـلِّ اقْــتِـحـامِ
لِيَـسْـعَـدَ مَنْ لِـنَـصْـرِكِ كَـانَ يَـسْعَى
و يَـخْــزَى الـخَـائـنُـونَ مَـع اللِـئــامِ
يَـبــــعُ الـكُــلُّ لـكِــنْ لَــنْ تَـهُــونِــي
على الشِّعْبِ المُناضِلِ و العِـصَامـي
فَــأرْضُــكِ يـا حَــبـيـبـةَ أرْضَ عِـــزٍّ
و شَـعْـبُــكِ ذاكَ بُــورِكَ مِـنْ هُـمَــامِ
ألا يـــا قِـــبْـــلَـــةَ الأحْـــــرارِ إنِّـــي
شَـغُـوفَـاً للـشَّـهـادَةِ فـيــكِ ظـامِــي
أرى الـدُّنْـيـا و زُخْــرُفُـهـا حُـطــامـاً
بِـغَـيْـرِكِ لا يَـطــيـبُ بِـهـا مَـقــامـي
هَـواكِ لَــدَيَّ يَـجْــري فـي عُـرُوقـي
و حُــبُّــكِ فِـيَّ يَـنْـبِـضُ بـانْـتِـظــامِ
و لــي بِـتُــرابِــكِ الـغـالــي اتِّـحـــادٌ
و لِي في الـلّـهِ عَـهْـدٌ فيـكِ سـامِـي
فَـكُـفِّـي دَمْـعَـكِ الـجَــاري و هُـبِّــي
و سـيــري فـي شُــمُـــوخٍ لـلأمـــامِ
فَمَـا فِي الأرْضِ بَعْـدَ الدِّيـنِ شَــيءٌ
بِـأغْـلَـى مِــنْــكِ عِـنْـدِي يا هَـيـامِي
و بَـعْــدَكِ يـا حَــيــاةَ الـقَـلْـبِ إنِّــي
عَلـى كُـــلِّ الـدُّنَــا ألْـقِــي سَـلامــي
صمود حامد
شوفة/طولكرم/فلسطين
2024/5/10م
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي