تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع اوفنان اوفاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيف حلقة الاسبوع الاديب اللبناني تيسير حيدر
- كيف تعرف نفسك في سطرين.
ولدت عام ١٩٥١ في بلدتي عيترون الواقعة في جنوب لبنان.
اظن أنني تعلمت ُ وأنميت طاقة الشعر من مفاتن الطبيعة الساحرة البساطة التي تجاورنا نحن أطفال الريف وتجعلنا مكللين بالأخضر ليل نهار.زيتون الروح ،السماء الزرقاء كالحب. - ماذا تقرأ الآن؟ وما هو أجمل كتاب قرأته؟
أقرأ بشغف صفحات اصدقائي الشعراء المبدعين في العالم العربي والشعر العالمي المترجم..
أجمل كتاب قرأته “فيض المعنى”للناقدة والاديبة خالدة السعيد .كتاب يجمع بإبداع أرقى النظريات الحديثة في النقد.
- متى بدأت الكتابة؟ ولماذا تكتب؟
بواكير كتاباتي كانت في بداية المرحلة الثانوية ولكن مرحلة الشغف وعشق الشعر كانت بعد تحرير بلدتي من الإحتلال الإسرائيلي والإحساس بالنصر وجمال الحرية التي حُرمنا منها لمدة ربع قرن.
أكتبُ …
لِتَستكين وردةُ روحي
لِأحِسَّ بأنني تينةُ العسل
لأكونَ أولَ فائز في السباق باتجاه الحُب
لأمسح دمعة طفل جائع للحليب والبسمات
لأذودَ عن منطق الوداعة الذي يكاد أن ينقرض
لأكون مع مَن يبعدون الأحجار من دروب الحُفاة
لتزهر أناملي وانا أعانق المظلومين في أودية جهنم الحياة
لأبكي مع المطرودين من الشقق السكنية المستأجرة بالعرق والتعب بعدما نفد المال
لأستطيع النوم بعد سماع نشرات الأخبار حيث مناظر المشردين الجائعين كالمجاعة
لأحتجَّ على قتل القلب وزرعِ أنصاب المجرمين الفاسدين في الشوارع الرئيسية للوطن كمُخلِّصين تُقاة !!
- ما هي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكع في أزقتها وبين دروبها؟
بلدتي عيترون هي روحي وملهمتي…
تُحِبُّني هذه الأرض ،تَرمقُني باخْضِرار ،تُمَوسِقُ المَدى ،تَجْذِبُني ،تُرَفِّهُ شَفافِيَّةَ حَنانِها .
كَلِفٌ بها ،سأكونُ في أحْضانِها ذاتَ يَوم حِين يَحْصدني العُمْر ويَزْرعُ حُبوبي في هيولى عَباءَتِها الثَّرِيَّةِ بالخصْب .
حَبيبتي ،أنا قَيْسُ انْتِظارِك
وَرْدُ جُدْرانِك
عَبَقُ أنْفاسِك
رَحِيْقُ قَلبك
أوْرِدةُ صُخورِك
انْحِناءُ أودِيتِك لِلْعِناق
شَمْسُكِ المُبْهِرة
عصافِيرُكِ السَّاحِرة
ثَلْجُكِ المُشْتَهى
مَطَرُكِ الرَّاقي
ألْحانُ ماعِزكِ والأغْنام وهي تُمارِسُ عِشْقَ البَراري
أنا لَنْ أموتَ ما دُمْتُ جَذْراً في طُهْرِ خَلاياكِ !!
- هل أنت راض على إنتاجاتك وما هي أعمالك المقبلة؟
نعم انا راض عن انتاجاتي ،أعيشُ حياتين واحدةََ في طريقها إلى الإنقراضِ أُحاولُ ان أنمِّي نسغها بالشعر وثانيةََ تتغذى بالطاقة الشمسية الروحية وليلاََ بذبذبات القمر
أنا الآن جبلٌ ثلجِيٌ يذوبُ لِيفيضَ الجَمال …
اجمع نصوصي لإصدارها في كتاب أو أكثر…
6.متى ستحرق أوراقك الإبداعية بشكل نهائي وتعتزل الكتابة؟
سرَقني الشِِعر…
سيطرَ على كلِِ حقولي الخصبة الروح
أعلنَ مَطره…
أجَّجَ قلبي
جعلني أُرافقه إلى العاصفة
أنا الآنَمِطواعٌ لِمَجازه
لغَزَله
لشَجنه
لمِروحةِ اهتماماتِه ومُتَعه
في طريقنا إلى الغيوم التقينا بغزلان اللغة
بارَكَتِ الخَطف
جعلتني أنتمي للحُب …!
- ما هو العمل الذي تمنيت أن تكون كاتبه؟ وهل لك طقوس
خاصة للكتابة؟
قرأت كثيرا لشعراء عرب يكتبون الغزل العذري الرومانسي ،يسحرني العشق الروحي .اكون سعيدا اذا أبدعت قصيدة شهية التتيم.
انا لا أكتُبُ قَصائدي ،الأرضُ هي التي تَبوحُ
في الطُّرقاتِ التُّرابيَّةِ ،تَطرحُني أرضاً ،تُقَبِّلُني ،تُناوِلُني وَرَقَةَ
8.هل للمبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟
المبدع روح شعبه المشتعلة حبا للحياة والجهاد والحرية ،ينمي القلوب بالأمل والإيجابية ويحارب بليزر المجاز فلول الظلام والفساد.
- ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل؟
وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟
العزلة الإجبارية ثمن يدفعه المبدع ليستمر مدافعا عن حريته في التعبير ولعب دوره الإنساني في مؤازرة شعبه .السجن فضاء حرٌ للمبدعين وكما قال الرائع ناظم حكمت وهو في العزلة الإجبارية:إنَّ قلبي يحلق مع أبعد نجم في السماء.
- شخصية في الماضي ترغب لقاءها ولماذا؟
الشاعر ابن الرومي المبدع الشفاف الطيب كوردة هو من احب ان ألقاه.
سقى الله بغداد من جنةٍ
غدت للورى نزهة الأنفس
///
على أنها منية الموسرين
ولكنها حسرة المفلس.
⁃ ابن الرومي
- ماذا كنت ستغير في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
اعتذر من العمر الذي اضعتُ قسماً منه في فُتات القذى والقهر والإنفعال .أُخبرُه أني الآن أسبح في بحر مزهر الموج ،اغوصُ بشغف في مفاتنهِ وعبقُ السًمك الطفولي الملون يتأجج في مفاتن أودية قلبي.
لا أندمُ إلا على ضياعِ الوقت ،كيف لم أهتدِ الى جلول السعادة وجنَّات اللوز وبسمات الغيوم وهي تسرع فوق الجبال في وداع مبدع .
كم انتِ هادئةٌ أيتها الحياة رغم الحروب ،عِظامي لا تخافُ إلاّ من فَقْدِ الشٍِعر!!
- ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟ الذكريات أم الفراغ؟
فقد الاحبة يؤجج قلبي حنينا وحبا وجذوة إبداع…
رَشأُ المَساء !!
إلى أين يا صَبِيَّةَ العُيون ،عَمَّ تَبحثين في هذي الحُقول ؟!
مَن قالَ لَكِ أنَّ الغزلانَ تَسْرحُ في المَساء ؟!
ارجعي يا فاتِنةَ القَلب .
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي