ليست حياتي كما تظنّين
وطبعاً ليس كما تتمنّين
في البداية عملتُ بمهنة التعب
إزالة الصدأ ورفع الأثقال
وطلاء هياكل السفن الكبيرة
لكني كنت أجهل مغزاها ومنافعها
لم أكن أعرف لماذا كل هذا الحديد الثقيل بين كتفي وعلى ظهري
يداي ثمارهم اللذيذة
وجبة شهية على موائدهم
عضلاتي الرّخوة أجنحتهم
تحليقهم وطيرانهم وهبوطهم
كنتُ أخضر القسمات
أزرق النّظرات
كحليّ الروح
ومن نور خفيف يمكنني إشعال غابة
نداءات عمري بكماء
كنت أجهل الخروج من السّرب
وكيف أمشي على الدرب السهل
فكيف لفتى أشقر
ذهبيّ الشّعر أزرق العينين
أبيض البشرة طريّ العود
أن يلبس الأسود والملوث والمعطوب
أن يغني بلا لسان
في حياة سابقة كنتُ على نوم وجيز مغناطيسي الأحلام والأوهام
ملقى بين الحفر
على دروب وعِرة
صرتُ شجرة عارية
ملاذاً للعصافير
مقصداً للصيادين
لم أعبر زمني حافياً
لكني علِقتُ بشباكه وأشواكه
خسرتُ نصف قلبي
وأجمل نظرة تملّكتني
كانت حيلتي وملّتي وعلّتي
سلّمي الى الشّواهق
وما كنتُ أخشى
ما ينتظرني
الأديبة المصرية/ سماح رجب لمجلة أزهار الحرف حاورتها من لبنان جميلة بندر
سماح رجب أديبةٌ ومعلمةٌ خبيرةٌ بوزارةِ التربيةِ والتعليمِ المصرية، بخبرةٍ تتجاوزُ 20 عامًا في تدريسِ اللغةِ العربيةِ للعربِ والأعاجم. حاصلةٌ...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي