هيا اشرقي بلا وجل
الوجهُ ينادي الأطيافَ كي تتبعَهُ
تترنَّحُ خاويةً من الأجسادِ
جثثٌ جوفاءُ تمشي على جسرِ الأملِ
تحملُ همومًا مثقلةً كما ثقلُ جبلٍ
تتنامى على ظهور تتقوَّس
تتقرحُ زنودٌ غرزتْها مساميرُ الزَّمنِ
أطيافٌ تمشي تعبرُ صحراءَ قاحلةً
أين الأفنانُ أين خمائلُ تلكَ البلدانِ ؟!
لا عجبَ فقدْ سَرقت التبعية
والتَّدجيلُ والخنوع العقلَ
غسلت منه اللون الأخضرَ
دكت جدرانا صارَ الحقلُ بِلا أسوارٍ
ماتَ الواقع أمسى الرِّزقُ يابسا أصفرَ
ها هي أطيافٌ تشبهُ ما قيلَ يوما أنَّهم بشر
أطيافٌ تمشي بلا أصواتٍ بلا بصماتٍ
سلخوا مِنَ الجلْدِ الجَلَدَ
سلخوا الارّواح منَ الأجساد
صارَ الأحياءُ أمواتًا
نحيبُ ثكالاهُم يعلو الآفاقَ
الحبُّ في زمنِ النخاسة تزيّا بالموتِ
أضحى الموعدُ مع الفرح سرابا
حسمتْهُ دموعٌ مُحْرقةٌ تنهمر كحبَّاتِ لؤلؤٍ
على خدي القمر
سأتركُ خلْفي الدَّمارَ وأحلمُ
في حلمي الفرحُ أزفَ موعدُهُ
بهطولِ قُبلٍ بشروقِ عيونٍ تدفئُ نايَ الغزلِ
ناي إنْ لامستْهُ أصابعُ الأمل
اندثرتْ مواجِعُه صارتْ بسماتٍ
في حلمي أرى الشمس تشرق بعدما غيَّبها ظلامُ اليأس
عودي يا شمسُ إلى واقعنا
لا لسْنا نحنُ مَنْ يَخذِلُ النور
اشرقي عليْنا بِلا وجلٍ وكلِّلينا بتاجِك البراق .
سامية خليفة/لبنان
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي