وكانت حياة
كنت فيما مضى
اتحرك مثل باندول ساعة قديمة
موهومة بالحرية
كنت أقرع جرس الوقت على صوت
ضحكة أبي
ثم توقفت
منذ أن أختار أبي أن يغادرنا
وأن تكون له حياة أخرى غيرنا
ورغم محاولات أبي انحزت إلى طرف أمي
أقرع الوقت على صدى الدفء
المتسرب على الدوام من أكناف قلبها
لكنها أقصتني بعيدا حين صمتت
وارتدت السواد
وأعلنت الحداد على قلبها الذي مات
بدأت أقرع الوقت كيفما شاء
مثل مروحة
في طاحونة هواء قديمة
ييس منها أصحابها فتركوها للريح تعبث بها
وحين توقفت للحظة كي ألتقط أنفاسي
أدركت أنني لا أفعل
أكثر من الدوران بحسب مشيئة الرياح
التي تتعاقب على أيامي
مثل تلك النجوم التي تلمع في سماء
منفاى كل أرق وكل مساء ..
وأنني لست حرة ..
ثم قررت أن أقرع الوقت سيرا على رماله
فكرت أن أكون حبة الرمل تلك
التي تتسلل إلى قلب المحارة
فتحتضنها
عناقا أثر عناق
حتى يسري الدفء في روحها
وتغدو لؤلؤة جميلة
ولكن .. !!
من قال أن نضيد اللؤلؤ
يعني بالضرورة
أن الموج يقيم في البحر أعراس جمان
ثم كففت عن قرع الوقت
وعن إيلامه
وسقطت مثل امرأة ضريرة
أو ك جرس فقد رنينه
تآكل بالصدأ الذي تراكم عليه
ولم يبق في المكان سوى جلبة
أثارها السقوط
بقيت ميهمنة
حتى لحظة تحرك فيها الوقت
صوب الضوء
حينها أدركت أنني كنت ذَنْبٌا
ولست بِهِبة
أو جزيل عطاء ..
جنان الحسن /سورية
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي