ديوان الشاعرة اللبنانية المعنون ” وشاح من خجل ” وهو عبارة عن مجموعة قصائد شعرية دخل بيت مكتبتي .
والشاعرة تعيش في ولاية أوهايو .
تكتب القصيدة بطريقة ذات شجن وتفصح عن عالمها الشعري برؤى متفحصة ..
وتميل إلى النزوع إلى الذاتية ..
الشاعرة ” ليلى بيز المشغرية ” اعتادت ان تطبع دواوينها الشعرية في القاهرة أي في جمهورية مصر العربية .
وفي مقدمة الديوان ” الاهداء” تقول
” الى الذين زينوا روحي وعطروها بأنفاسهم “
وكانوا بسمة عمري وأقحوان أيامي
الى ورود حياتي الى أولادي “. ص٣
يقول عنها الشاعر والناقد ” ناصر رمضان عبد الحميد ” وهو عضو اتحاد كتاب مصر ، ورئيس ملتقى الشعراء العرب ،.
هل الشعر الجيد له علاقة بالفكر والحياة . وهنا نجد الإجابة عند الشاعر والناقد الكبير الراحل ” فايز علي ” في كتابه ” الرمزية والرومانسية في الشعر العربي”
فيقول ” نحن في الواقع نتساءل عن اغتراب الإنسان في الحياة ” وهذه الرؤى شكلت طابعا مميزا لدى الشاعرة . فكيف يتغلب عليها أو يراوغها ليحد من هذا الاغتراب .فقد حل الإنسان بدار الغربة حينما ولد ودب على ظهر البسيطة . فإذا يبحث عن الأصدقاء متوهما إن كمال الذات بتحقق بلقاء الآخر او عن طريق الزوجة ، معتقدا أنها النصف الاخر الذي يصنع معه كلا متكاملا .
في قصيدة ” عطر الروح “
دعني أحبك
لأنك انت الحياة ص18
وهذا التأمل الناجم من قسوة الغربة وتشظياتها هو الذي شكل لدى الشاعرة كل هذه الهواجس ، وبدأت تنظر إلى عالمها الخارجي بنظرة مختلفة .أو لنقول كما قال عنها البعض فهي تكتب محاولات من خلال سطورها وشعرها . فجاءت قصائدها مكتوبة بلغة مغلفة بالحياء أو على استيحاء . ربما بحكم التزامها او ربما هو نوع من خوف الولوج إلى عالم الجرأة ولها الحرية .
وفي قصيدة ” سمراء” تقول
” سمراء وفي عينيك حكاية ورواية
جمال في سره نبض الورى
لنرتوي القوافي من لوعة الجوى ” ص٢١
والذي يعرف عالم الشعر فهو فضاء واسع للجميع على اختلاف الألوان والمشارب ، وهو تفوق المعنى على اللفظ ، وابداع في التشبيه والصورة .
وهنا تقول ” لو خامرت صخرة بسورتها
لأحدثت في سكوتها حركة ص١٤
قصائدها ليست طلاسم فهي تحاكي الذات المسكونة بولع الغربة وفقدان من تحب . وهذا التأتي الحاصل بمفردتها الشعرية هو صدق واخلاص وبلغة استدعت كل كوامن هذا الاغتراب المقيت الذي أصبح على مكنوتها الذاتية . فأردات أن تتطهر منه عبر تعاملها مع محيطها .
” هذا الفؤاد في هواك قد غرق
كيف امحوك ص٢٣
والديوان يحتوي على ١١٣ قصيدة تنوعت فيها بين الرمز والمديح والاقتراب من الواقع .فكانت لغتها معبرة وفيها دلالات ذات نسيج خيالي محكم باعتبارها عاشت الكتابة السردية التي عبرت عنها في مجموعتها القصصية المعنونة ” قصص عابرة القارات ” ولا ننسى فهي حاصلة على جائزة الشاعر الكبير ” الياس ابو شبكة ” في دورتها الثانية عن الشعر النثري من بيت الثقافة زورق مكايل .
وهنا تقول في قصيدتها ” شاردة “
وامضي
دون وجهة
ولا اعرف أين الطريق ص١١٤
مكامن الشعراء في عصرنا الحالي وهي واحدة منهم هو الخوص في هذا العالم الذي بدأ يتوحش ، واخذت معالمه تتغير نتيجة الانحرافات الكثيرة وتزداد يوما بعد يوم . فأرادت ومن خلال الديوان ارسال تحذير ولكن بمحبة وود كي لا تكون شاعرة سوداوية نتيجة تكالب الأزمات عليها .
عندما اكتب
اكتب لك
لك انت ص115
وهذا الديوان هو ديوانها الثاني الذي صدر عن دار ” اسكرايب النشر والتزيع ، ويقع في 120 صفحة من القطع المتوسط .
الفضاء ملعبي
عصية على الإنحناء ص78
تجربة شعرية وهي ترسم صورها الشعرية بحرفية عالية جدا ، مستثمرة صدق معانيها وتعمقها في واقعها المؤلم .
قاسم ماضي -ديترويت
الروائية العراقية ساهرة سعيد تعدّ من الأصوات الأدبية المميزة في الأدب العراقي المعاصر. تمتاز كتاباتها بالغوص في عمق التجربة الإنسانية،...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي