وردة الوادي
في وادٍ تتراقص فيه الزهور مع نسمات الوادي العليلة، حيث يتعانق عبير الزهور الزاهرة مع زقزقة العصافير المغردة، وتناغم خرير الماء في مجرى السواقي، عاشت “وردة جميلة” تفيض أنوثةً ورِقةً وسط جمال الطبيعة.
كانت هذه “الوردة الجميلة” تتنفس بعمق في أحضان الربيع الذي لم يخلُ من غيث السماء، يروي الأرض فيكتسي الوادي حُلةً خضراء، تزهو بألوان الحياة وتتنوع بزهورٍ مختلفة وطيورٍ تغني للحياة.
كان الوادي كأنه قطعة من جِنان الارض، تتناغم فيه الألوان مع العطور، وتصدح فيه الطيور بألحان البهجة. كانت “الوردة الجميلة” تستمتع بكل لحظة، تشعر بالأمان والدفء بين أحضان الطبيعة، مستمتعةً بحب الحياة وجمالها الباهر.
لكن، كما هي سُنَّةُ الحياة، لا يدوم الهدوء والسكينة إلى الأبد. فجأة، هبت عاصفةٌ قوية، تحمل في طياتها ريحًا عاتية وأمطارًا غزيرة. تلاطمت الأمواج العاصفة على الوادي، فأصبح المكان مسرحًا للعاصفة، تهز فيه الرياح كل شيء، وتنزع من الوادي طمأنينته. نالت العاصفة من “الوردة الجميلة”، فعانت، ما عانت من قسوة الحال، وكادت أن تفقد حضورَها الجميل، فقد تحولت حياتُها من نعيم الربيع إلى صراع في صراعٍ مع البقاء.
ومع انتهاء العاصفة، عاد الهدوء تدريجيًا إلى الوادي. أشرقت الشمس من جديد، وعادت الحياة ترفرف بأجنحتها الرقيقة. اجتمع حول “الوردة الجميلة” مَن أحبّها بصدقٍ واحترام، وأبى أن يتركها وحيدة في محنتها.
بدأت “الوردة الجميلة” تستعيد عافيتها شيئًا فشيئًا، ينبعث فيها دمٌ جديد، ينبض بالأمل والتجدد. عادت لتزهر من جديد، أكثر تألقًا ونضارةً مما كانت عليه من قبل.
عاشت “الوردة الجميلة” بعدها عيشة راضية، ترفرف في أجواء من النّماء والانسجام، في محبة ووئام. كانت رمزًا للأمل والصمود، تعكس جمال الحياة وقوة التحدي في مواجهة الصعوبات.
وظلت “الوردة الجميلة” تتفتح في كل ربيع، تروي قصة الكفاح والتجدد، لتبقى رمزًا لكل من حولها بأنّ الحياةَ، مهما عصفت بها الأقدارُ، تعود دائمًا لتبتسم من جديد.
لم تكن هذهِ “الوردةُ الجميلة”…. إلّا جميلة.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي