من بلد الثقافة والفن ومهد الحضارات؛ بلد الفنانين والأدباء والشعراء، إنّها العراق المجيدة التي نشأت وترعرت فيها أديبتنا المُتميزة؛ (سحر الرشيد)
بَدأتْ في تحصيل المعارف الأدبية مبكراً ، فقامت بحفظ بعضٍ من عيون الشعر العربي، ثم أشعار الأمويين والعباسيين، بل واطلعت أيضاً على أعمال أشهر قادة التجديد الشعري في الوطن العربي، تمتلك قدرات أدبية على كتابة الشعر ، لكن بَرعت في تأليف الروايات ، القصة القصيرة، قصص للأطفال، وتم ترجمة بعضها للغة الإنجليزية.
حاصلة على بكالوريوس هندسة غابات / العراق ، شهادات تربية ونمو وتعليم الأطفال /كندا.
مارست مهنة التدريس في أكثر من دولة عربية وأجنبية، إنّها الأديبة ومُربية الأجيال؛ سحر الرشيد.. ومن هنا كان لمجلة أزهار الحرف فرصة لمحاورتها للتعرف عليها أكثر.
حاورتها من مصر (مي خالد)
1) في أيّ سِن بدأت تظهر فيه موهبتكِ وقدراتكِ الأدبية للمرة الأولى؟
● الموهبة بدأت في سن الثانية عشر مبكر جداً.
2) لقد بَدأتِ مشواركِ الأدبي بالاهتمام بالشعر، ثم اتجهتِ إلى القصص والروايات، فمن رأيك أيهما أمتع وأسهل للتعبير عن أفكاركِ وأحاسيسكِ؟
● أحب الشعر وأتذوق الراقي منه، لكن موهبتي في الخيال، الحبكة، الانقلاب في الأحداث، السرد، الحوار، والتشويق ؛ كانت قوتي في كتابة الروايات والقصص القصيرة.. فوجدت نفس روائية.
3) لقد مارستِ مهنة التدريس في عدة دول مختلفة مثل؛ العراق وماليزيا وليبيا، ثم كندا، فهل يمكن أن تصفي لنا تجربتكِ في التدريس؟
وصفي لنا الفرق بين التدريس للطالب العربي والطالب الأجنبي؟
● التدريس لدي بالفطرة منذ كنتُ طالبة في الابتدائي وأنا أُدرس أخواتي والجيران والأقارب، أما عن التعليم في مختلف الدول؛ لكل بلد قانونه وطرقه؛ هناك مَن يستخدم الطرق القديمة الضاغطة على الطالب وتكثيف معلومات دون جدوى قد تضر لا تنفع، وغالباً ما يستخدم في بلادنا العربية، فتوصل الطالب إلى الانهيار وكره التعليم والنفور.. الفكر الغربي للتعليم هو عن طريق وسائل ترفيه ومتعة ولعب يتعلم من خلالها الطالب بطريقة سهلة مرغوبة.. وهناك دول تجمع بين الطريقتين مثل ماليزيا.. برأيي لا بدّ مِنَ التسهيل على الطالب وإعطاءه حاجته دون تكثيف وضغط.
4) لقد ذكرتِ أنكِ مطلعة على الأعمال الأدبية العالمية، فأيُّ الكُتّاب العالمين الذين تُفضلين طريقتهم في الكتابة وتميلين لأسلوبهم الأدبي؟
● هناك الكثير، ولكل منهم ميزة مفيدة تؤثر بالقارئ، على سبيل المثال لا الحصر؛ شكسبير، دوستوفيسكي، جي دي موباسان، نجيب محفوظ، توفيق الحكيم، يحيى حقي، يوسف إدريس وغيرهم.
5) كونكِ عربية الأصل كندية الجنسية، من وجهة نظركِ؛ كيف تؤثر حضارة الكاتب و تاريخه وأصله في كتاباته؟ أي: ما الفرق الذي تَشعُرين به كونكِ كاتبة عربية عن أي كاتب اجنبي؟
● بالتأكيد تختلف؛ تعطيني قدرة للكتابة أوسع لاطلاعي على ثقافات متنوعة، معايشتي لتلك المجتمعات ،وضع يدي على حقائق فيها.. يجعل فيها التنوع ،التشويق وحب الاطلاع على ثقافات قد يجهلها القارئ الغربي عن حياة الشرق وكذلك العربي عن حياة الغرب.
6) في رأيكِ، إلى أي مدى يستطيع الكاتب التحكم والسيطرة على بعض مشاعره أثناء كتاباته؟ هل موضوعية الكاتب أمرٌ سهل أم مستحيل؟
● أتكلم عن نفسي؛ قد توقفني عنِ الكتابة بعض الأحداث المؤثرة لأوقف عاصفة الدموع وأشرد قليلاً خاصة إن كان الحدث من واقع مؤلم كنتُ قد عايشته.. أما بالنسبة للموضوعية؛ ليست سهلة وليست مستحيلة، على الكاتب أن يكون معتدلاً.. قد يستخدم الكاتب حقيقة بتعديل مناسب دون حرق الحقيقة وتزيفها، عدم خلق حقيقة وإضافتها للتاريخ وهي غير صحيحة أو غير موجودة أصلاً.. المصداقية قبل كلّ شيء.
7) لقد تمت ترجمة بعض من أعمالك القصصية والروائية إلى اللغة الإنجليزية، فهل تجدي أن ترجمة الأعمال الأدبية إلى لغة أخرى تُفقِد الكلام بعضاً من معانيه الأصلية؟
● بالتأكيد مع الأسف؛ كثير من العبارات تَفقد الإحساس والمعنى، وقد يحصل خطأ يغير مجرى الأحداث.. الموضوع صعب جداً ويحتاج لمترجم مقتدر.. لكنها احدى الطرق لتبادل الثقافات عبر الأعمال الأدبية.
8)ما رأيكِ في المُلتقيات الأدبية و نخُص بالذِكر مُلتقى الشعراء العرب؟ و هل لديك كلمات بحق للشاعر الأستاذ ناصر رمضان رئيس المُلتقى؟
● هي مؤسسة أدبية راقية؛ تجمع ثقافتنا العربية الواسعة المتنوعة، والمتقاربة، تصب في مصلحة الأدب والأدباء والقراء.. الأستاذ ناصر رمضان عرفته مجتهداً أدبياً، ذو أفكار وتطلعات تعدت حدود البلاد العربية لتشمل المغتربين من الأدباء وتسليط الأضواء على أعمالهم ودعمهم لما يصب لصالح الثقافة العربية والاطلاع من خلالهم على الأدب العالمي.. لديه أفكار ومشاريع إبداعية رائعة.. متميز بالتعامل الراقي مع الأدباء ودائماً يبادر بما فيه الخير.. وفقه الله في مسعاه.
9) ماذا تُمثل لكِ مصر؟ وهل سبق لكِ وزرتِ القاهرة؟ وما الذي يجمع بين مصر والعراق في رأيكِ؟
● مصر بوابة الخير في كلّ شي؛ المكان المحتضن للمواهب ودعمها وإيصالها للعالم.. دائماً تعانق شقيقاتها العواصم العربية في كلّ قضايا الوطن..
نعم، زرتُ القاهرة كثيراً، وكانت مُرحبة مضيافة ممتعة في كلّ زيارة بكرم وطيبة أهلها..
أما ما يجمع بين مصر والعراق الكثير؛ هم جذور متعانقة عبر التاريخ؛ ثقافة، عرق، ديانات مشتركة، مصير واحد.. البلاد العربية كزهور جميلة مختلفة تجمعها حديقة الأمة العربية الواحدة.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي