أمل برادة
من فاس_المغرب
أخصائية نفسية
-حاصلة على الإجازة في العلوم -الاقتصادية من كلية العلوم الاقتصادية والقانونية ظهر المهراز فاس
-حاصلة على الإجازة في علم النفس الاجتماعي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز فاس
- حاصلة على دبلوم الدراسات العليا في علم النفس اللغوي.
-أخصائية في تكوين تقنيات التعبير والتواصل قرب مقاولات ومؤسسات وطنية.
.-نائبة الكاتبة العامة لمؤسسة مغرب الثراث بفاس. - عضوة بجمعية يوم فاس.
- استاذة حاليا بالمعهد العالي للسياحة والفندقة بفاس.
-شاعرة وكاتبة
لديها العديد من الإصدارات
من هنا كان لمجلة أزهار الحرف أن تحاورها وتتعرف على مشوارها الأدبي
حاورتها من لبنان
جميلة بندر
1.ما الذي دفعكِ إلى اختيار مجال علم النفس الاجتماعي كمسار دراسي؟وكيف ساهمتِ دراساتكِ في العلوم الاقتصادية في تعزيز فهمكِ لعلم النفس الاجتماعي؟
2.كأستاذة جامعية سابقة، كيف كانت تجربتكِ في تدريس الطلاب؟ وما هي اللحظات التي لا تُنسى بالنسبة لكِ؟
3.كيف تساهمين كأخصائية في تكوين تقنيات التعبير والتواصل في تطوير مهارات الأفراد في المقاولات والمؤسسات الوطنية؟
4.من خلال تجربتكِ كمكلفة بالشؤون الثقافية في معهد مونبوسيي بفرنسا وبمؤسسة بوربون مونبوسيي بأزمور، ما هي الاختلافات الثقافية التي لاحظتها بين المغرب وفرنسا؟
5.كعضو في جمعية بوابة فاس، كيف ساهمتِ في النشاطات التي أقيمت بمناسبة اليوم الوطني للمرأة المغربية؟
6.كيف أثرت الجوائز والشهادات التقديرية التي حصلتِ عليها في مسيرتكِ المهنية؟
7.ما الذي ألهمكِ لكتابة ديوان الشعر الأول “Ame solitaire”؟ وما الرسالة الأساسية التي رغبت في إيصالها من خلال هذا العمل؟
8.في “Eclats de rêves”، ما هي المواضيع الرئيسة التي تناولتها؟ وكيف تعكس هذه المواضيع أحلامكِ وآمالكِ الشخصية؟
9.هل يمكن أن تخبرينا عن الخلفية والرسالة وراء خواطركِ في “الحرية المسلوبة”؟ وكيف تترابط مع واقعنا اليومي؟
10.كيف كانت تجربتكِ في كتابة حكايات الأطفال بالفرنسية؟ وما هي الرسائل التي تودين إيصالها للأطفال من خلال “La sauvegarde de l’environnement” و “Les valeurs humaines”؟
11.من أين استلهمتِ الأفكار للقصص والأشعار التي كتبتها؟ وهل هناك أحداث أو تجارب شخصية أثرت على أعمالكِ الأدبية؟
12.كيف ترين دور الشعر والأدب في التعبير عن الذات والتفاعل مع القضايا الاجتماعية والثقافية؟
وما هو العمل الذي تشعرين بأنه الأقرب إلى قلبكِ؟
ولماذا؟
13.. هل هناك فرق بين الكتابة بالفرنسية والكتابة بالعربية بالنسبة لكِ؟ وكيف تؤثر اللغة على الطريقة التي تعبرين بها عن أفكاركِ؟
14.ما هي مشاريعكِ المستقبلية في مجال الكتابة؟ وهل تعملين على إصدار جديد في الوقت الحالي؟
15.ككاتبة وشاعرة، ما هي النصائح التي تقدمينها للمبتدئين الذين يرغبون في دخول عالم الأدب؟
16.ما رأيك بالملتقيات الشعرية وخصوصاً ملتقى الشعراء العرب الذي يرأسه الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد ؟
حاورتها من لبنان جميلة بندر
عضو بملتقى الشعراء العرب
محررة بمجلة أزهار الحرف.
في البداية اود ان اتقدم بالشكر الجزيل لمجلة أزهار الحرف وكل المشرفين عليها على هاته الالتفاتة القيمة.
مرحبا أختي جميلة بندر من الشقيقة لبنان.
بالنسبة لسؤالك الأول حول دوافع اختياري لعلم النفس الاجتماعي كمسار دراسي. منذ الطفولة وانا شغوبة بدراسة السلوك الانساني ومدى تكيف الفرد مع محيطه الاجتماعي. كنت شديدة الملاحظة و فضولية في كل تصرفاتي.
وكما تعرفين فالفلسفة هي أم العلوم وعلم النفس منشق منها حيث انه لا يمكن دراسة سلوك الفرد إلا من خلال روابطه الاجتماعية وتصرفاته سواءا على الصعيد الإنساني او الاقتصادي او الثقافي و السياسي. لذا فتكويني في علم الاقتصاد الذي هو ايضا علم جامع لعدة علوم اخرى كعلم الاجتماع والسياسة وغيره. مما ساعدني على اكتساب ثقافة عامة وهذا أمر أساسي للنجاح في أي مجال دراسي أو عملي.
- 2- مهنة التدريس هي من أنبل وأرقى المهن بالنسبة لي لأنها كانت جسرا هاما لتأكيد كل ما تعلمته خلال مساري الدراسي. فهي أولا تعطيني الشعور بأنني اتشارك معلوماتي مع تلامذتي وأقوم ايضا بدور المربية لكوني امرأة والمعلوم أن المرأة اذا ما أحبت شيءا تخلص فيه بكل تفاني وتضحية. وانا كنت ولا زلت أقوم بدور الأم والمربيةت قبل دور الأستاذة. كما يقول الشاعر حافظ ابراهيم:
” الأم مدرسة اذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق” - بالنسبة لللحظات التي لا تنسى لي هو لما أكون في اللجنة المشرفة على مناقشة الأطروحات الجامعية ولما أرى طلبتي يتفوقون ويحصلون على أحسن الميزات. وأيضا لما يخرجون لسوق العمل وألتقي بهم بعد سنين ليأخذونني بالأحضان ويشكرون صانعي معهم وهو واجب قبل كل شيء وفخر كبير.
- 3- خلال الدورات التكوينية التي كنت أقوم بها قرب بعض المقاولات والمؤسسات الوطنية في مجال تقنيات التعبير والتواصل كان هدفي الأول هو دراسة سلوك المشتركين في هاته الدورات لمعرفة مدى اندماجهم وحبهم لعملهم لأن ذلك من الاسباب الأولية للنجاح في القيام بواجبهم وتطوير مهاراتهم عبر التواصل الإيجابي مع الزبناء التي يختلف تكوينهم السيكولوجي من شخص لآخر. وكنت أنجح والحمد لله في مهمتي لأن التحفيز و الاشتغال على الذات هو الركيزة الاساسية للاستمرارية والإخلاص في العمل. والتحفيز يرتكز على عوامل أساسية منها القناعة، الثقة بالنفس،التفاني والأمل في غد أفضل.
- 4- في الحقيقة لم ألاحظ اختلافات ثقافية هامة بين المغرب وفرنسا على مستوى التكوين ماعدا بعض المفارقات السوسيواجتماعية كتعلق المغاربة بثقافتهم وهويتهم بشكل ملحوظ و تمسك بعض الفرنسيين بفكر استعماري يعجزون عن تجاوزه أمام المهارات الفكرية للمغاربة. مما يجعلهم يراجعون حساباتهم ويطمعون في الاندماج الفعلي داخل الثقافات الأخرى. وهاته خطوة هامة للتعايش والابتكار والتطور.
- 5- اصبحت عضوة في جمعية “بوابة فاس” لما تم تكريمي في دورة اكتوبر سنة 2023 من طرف رءيستها الفاضلة السيدة المحترمة ليلى بنيس وكل سنة تقوم الجمعية بتكريم النساء المغربيات في جميع الميادين واللواتي يخدمن بلدهم بإخلاص وتفاني وكذا إخوانهم الرجال وذلك من خلال دورة في مارس بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ودورة في أكتوبر احتفالا باليوم الوطني للمراة المغربية هذا إلى جانب عدة انشطة ثقافية أخرى.
- 6- الجوائز والشهادات التقديرية هي قبل كل شيء إحساس بالفخر والاعتزاز. الأهم انها تمكن صاحبها من التعرف واللقاء مع كل الفعاليات في مختلف الميادين ومشاركة أدباء آخرين والتبادل والتحاور معهم. كما أنها تمنحك لذة الشعور بأن هناك أناس يقدرون عملك ويقيمونه أحسن تقييم مما يحفزك على الاستمرارية و الإبداع والتألق.
- 7- منذ طفولتي وانا أكتب الشعر وأدون خواطري . لكن ديواني الأول “Ame solitaire” كان تجربة اسثتناءية لأنه انبثق من إحساس كبير بالوحدة بعد زواج أبنائي ومغادرتهم لبيت العائلة فكنت كلما أحسسته افرغ ذلك في قصائد شعرية نابعة من قلب أم تشتاق لفلذات كبدها والتي أصبح الفراغ القاتل يهدد مضجعها.
في البداية لم أكن أنوي نشر قصائدي ولكن في يوم من الأيام كنت أتصفح النيت فوجدت مسابقة شعرية بفرنسا قلت لما لا أبعث وأشارك. بعثت بقصيدتين كما طلب مني وبعد شهر فوجئت برسالة على بريدي الاكتروني تقول أنه تم اختياري واذا أردت نشر ديوان الشعري ما علي إلا بعث أربعين قصيدة. فعلت ذلك بتشجيع من ابني المقيم بفرنسا والذي يشتغل كمهندس بها منذ سنوات طويلة. وبعد مدة وصلني جواب من دار النشر الفرنسية “لبيرسي” ” Les persees ” أنه تم اختيار ديواني للنشر. وفعلا تم ذلك بعد ان اتصل بهم ابني وأشرف على العملية. هاته هي الحكاية.
-8- أما ديواني التاني “Eclats de rêves” فهو جامع لعدة مواضيع مختلفة تتناول عدة محاوير منها من تتعلق بالسيكولوجية وأخرى اجتماعية ومنها السياسية والاقتصادية وكلها تنبع من أحاسيس ومواقف عايشتها أو لاحظتها في مسار حياتي وأحببت مشاركتها مع قراءي بكل صدق وشفافية. فالكتابة تبقى افضل وسيلة للتعبير عما يخالجنا من أحاسيس وأحلام دون ضغوط او كبث.
-9- كما قلت لك سابقا أختي جميلة كنت أكتب خواطري وانا بنت التانية عشر على شكل قصائد أو نصوص أدبية واحتفظت بها حتى بدى لي في يوم من الأيام ان أجمعها في كتاب باللغة العربية. وفعلا هذا ما حصل بعد أن صغت من خلالها رواية شعرية بطلتها حمامة بيضاء. هي صورة تشبيهية للتضحية والتفاني والحب الغير المشروط والثقة العمياء التي تقود صاحبها أحيانا للهلاك. ومن خلال هاته الرواية حاولت أيضا أن أصف شعريا بعض المدن المغربية التي زارتها الحمامة خلال سفرها الروحي عبر ما سميته ” بملحمة الأوطان” .
هو الوطن الذي نحبه ونننتسب اليه ونفخر به في كل المحافل.
-10- كتاباتي للأطفال كانت تجربة رائعة خاصة انني استدعيت عدة مرات من بعض المدارس للكلام عن هاته المؤلفات أمام أطفال تسطع من عيونهم البراءة وتفعم قلوبهم بحب المعرفة والإبداع. اختياري لموضوع “الحفاظ على البيئة ” كان برغبة تحفيز الأطفال على المحافظة على البيئة وحب أمنا الأرض خصوصا في الظروف الأخيرة التي أصبح السلوك الانساني يهدد الطبيعة وجمالها وديمومتها.
أما عن كتاب الأطفال التاني ” القيم الإنسانية” فأردت من خلاله أيضا توعية الأطفال على مدى أهمية هاته القيم التي هي أسس المجتمع من اجل التعايش في ظروف إيجابية و التي هي الاحترام، المحبة، التعاون، التضحية، التعايش، الصدق، المساواة، ااوفاء، العدل الخ… خصوصا وان عصر الرقمنة ساهم في تفكك بعض العلاقات الإنسانية بعد أن اضمحلت فرص التحاور وأصبحت الآلة كالهاتف المتنقل وغيره من وسائل التواصل المفضلة.
-11- لن تصدقينني أختي جميلة إذا قلت لك أن كل الأفكار كانت تأتيني عما كنت أريد ان أخلذ للنوم. فإذا لم أدونها انذاك أنساها في الصباح. صحيح كل أشعاري وقصصي مستلهمة من تجارب خاصة ومن وقائع اجتماعية عايشتها أو سمعت عنها من أشخاص كانوا جزءا منها. في نظري لا يمكن ان تكون أديبا إن لم تكن صادقا أولا مع نفسك. فمن الصدق ينبع الإلهام. ولا يجب أن ننسى ملكة الشعر أو الكتابة بصفة عامة. فهي تلعب دورا أساسيا في الإبداع.
-12- فعلا أختي يلعب الشعر أو الأدب عامة دورا هاما في التعبير عن الذات والتفاعل مع القضايا الاجتماعية والثقافية لأنه أسهل وسيلة لتدوين الأفكار والأحاسيس دون رقابة بحرية وشجاعة وثقة بالنفس وذلك من خلال صياغة المواقف المتعلقة بقضايا اجتماعية وثقافية خاصة عبر أشعار أو نصوص تجلب القارئ وتساعده على فهم وتحليل بعض المواضيع بصفة شخصية. وكما يقال القارئ كاتب تاني للكتاب.
العمل الأقرب الى قلبي هو إصداري الأخير “Au gré du vécu ” او بعبارة أخرى ” بطعم الحياة” لأنه يحكي عن مسار حياتي بمسقط رأسي المدينة القديمة بفاس وسط عائلة متماسكة ومتمسكة بالعادات والتقاليد و التي تلعب فيها الأم الدور الأساسي في تلقين القيم الاجتماعية التي جعلت لكل فرد من أفراد أسرتي حكاية حرست ان أحللها سيكولوجيا واجتماعيا وثقافيا و أتقاسمها مع القاريء لتعم المنفعة وتكون دروسا لكل من يعيش نفس التجارب. وأقول : ” كل العائلات تكتب تاريخها وإن لم يكن على ورق”
- 13- بالنسبة لي لافرق عندي بين اللغة العربية أو الفرنسية في الكنابة لأني لا أجد صعوبة في التعبير باللغتين. رغم أنني أدرس باللغة الفرنسية وتطغى على منشوراتي. والدليل على ذلك انني اقوم بأعمال الترجمة من العربية للفرنسية والعكس أيضا. فقد ترجمت ديوانين شعريين من العربية إلى الفرنسية. اللغة هي فقط وسيلة للتواصل.
- 14- أنا حاليا في طور كتابة إصدار جديد باللغة الفرنسية أردت من خلاله تدوين تجاربي المهنية في مجال تقنيات التعبير والتواصل وسميته ” Les enjeux de la communication positive ” . هذا الكتاب سيكون بمثابة توجيه من أجل التواصل الإيجابي في كل ميادين الحياة سواءا منها الاجتماعية أو المهنية لان هناك تحديات هامة لتحسين منهجية التواصل مع الآخر قصد تجاوز المقولة: ” الجحيم هو الآخر” والتعايش مع جميع النماذج البشرية في إطار يعمه التفاهم والتناسق والتكامل.
“15- ككاتبة وشاعرة أنصح كل من له ملكة في أي ميدان كان أن يتمسك بطموحه ويطور مؤهلاته و يعبر بمصداقية عما يخالجه بكل حرية وتباث وإصرار وألا يتهاون أو يمل فإن الله يحب العبد الملحاح ومن “جد وجد ومن زرع حصد” لأن الإبداع هو ملكة ربانية يجب الإيمان بها والمتابرة لتفعيلها على أرض الواقع بكل فخر واعتزاز وطموح.
-16- الملتقيات الشعرية هي فرص هامة للتواصل الثقافي ودعم الكفاءات ونشر التلاحم والتبادل والتعريف بالمستجدات الأدبية.
يسعدني انضمامي” لملتقى الشعراء العرب” الذي يرأسه الشاعر المتألق ناصر رمضان عبد الحميد لأنه فعلا يقوم بتسليط الأضواء على مخنلف الإبداعات عبر كل الدول العربية كما انه يمنح فرصا متميزة عبر اللقاءات المتعددة مع الأدباء والشعراء للتواصل وتبادل الآراء والنقد البناء الذي هو المحفز الأساسي لكل مبدع في اي مجال كان.
اود أخيرا أن أتقدم بشكري الخالص للشاعر الجليل ناصر رمضان عبد الحميد على دعوته . هذا شرف لي وسعدت بهذا الحوار الشامل القيم.
شكرا لك أختي جميلة. مزيدا من الألق والرقي لمجلة أزهار الحرف وكل الساهرين عليها. تحياتي وتقديري.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي