الشاعرة السورية رولا مرهج لمجلة لأزهار الحرف: بدات بكتابة الخواطر..ولكني أبحرت في القصيدة العمودية
*حاورها الكاتب الإعلامي سعدالله بركات
على جرس حفيف ورق صفصاف طرطوس ، وموج البحر يعلو وينوس ، يأتيك صوت شراع ويراع ، يبحر في فضاءات رحبة من أدب وإبداع ، لشاعرة واعدة بالجديد والمزيد .
تراها ،، رولا مرهج ،، وهي تغزل قصيدها ، من كل جنس ونوع ، تنثر أزاهيرها بين أيدي القراء ، وعلى المنابر تنشد قوافيها ، فيسافر رجع الصدى بأوسع فضاء
أهلا بك زميلة ،،رولا،، [ وأعني زميلة مهنة المتاعب ] ومعك نرحب بقرّاء أعزاء ، ولننطلق في رحلة رشيقة بين ثنايا القصيد
أهلا بك وبالمتابعين ، وها أنا
أتوق شغفاً لرحلةٍ في أعماق روحي
أعبثُ من خلال بوصلتك أستاذ سعدالله، بحركة قاربي
أحرّك الأمواج
كما يحلو لي ….
أرسمُ لوحةً من ماء
ألوّنها بهمسِ الحوار
لتعكسَ صورة الشمس
وزرقة السماء
وعلى أطرافها تغفو عصافير
أحررُ
أيضاً فراشاتَ بوحي
لتغرّد هي الأخرى
بين السطورِ وفي واحة ،،أزهار الحرف ،،
س .1 رولا مرهج شاعرة أم إعلامية؟
رولا هي العذراء التي ترقصُ بين الحلم والواقعِ بأجنحة من لغة,رقيقة جداً، ذو مشاعر عذبة تلامسُ الغيم والمطر، وكلّ شيء غير ملموس,تدفعها كلماتها لنسج خيوط الأدب
على دفاتر الزمن، تتأملُ بفكرةٍ تعبرُ بخاطرة تتماوجُ أحاسيسها مع نفحات النثر الحرّ وتتنفسُ بالشعر الموزون وكتابة القصيدة العمودية .
اسمي ،،الشاعري،، رولاي،، فهذا الإسم يشبهني ويمثلني فهو الأحبّ لقلبي.
وأما عن الصحافة والإعلام ، فلي تجاربٌ أيضاً فقد ألقت بي الموهبة للانضمام للفريق الإعلامي السوري وكنت أعمل في قسم الكتابة والحوارات الأدبية والثقافية
س 2 كيف وجدت نفسك في رحاب الكتابة والأدب؟ ومتى؟
الأدب بشتى أنواعه ، عالم صغير يجذب الروح الحساسة بدون انتباه، لذا كنت كالفراشةِ التي تحلقُ في فضائه
أكتبُ منذُ الطفولة فقد كنت أشعرُ أن الكلمة مرآة لمشاعري,نشأتُ في بيتٍ محب للقراءة ويشجع عليها وكنتُ قارئةً نهمة جداً ،أعشقُ الكتب ،وأميل للتوغل بقصص الأطفال والروايات بشكل خاص.
بدأتُ بكتابة النثر والخواطرِ، لأني أعتبرها أقرب لي وجدانياً،
ومنذ سنوات أبدعت بكتابة الشعر والقصيدة العمودية
س 3 أول ماباح به يراعك كان نثراً أم شعراً؟؟
لقد كان قلمي يخط ّدائماً على السطور،
ولكنني لازلتُ أذكر أول مرة أحسست بموهبتي بجدية في الثانوية عندما كتبتُ قصيدة غزل لصديقتي ،وقد أثنى مدرس اللغة العربية على موهبتي :
“أحبّها فيا لصداقةٍ زرعت
بقلبي هديةً للأجيالِ أهديها
صادقتها ورونق الإخلاص منها
ومني العهد بأني سأحميها”
وأيضاً كتبتُ للشهيد:
“غرّد بلا خجلٍ
فأنت المدادُ
غرّد بجناحين غطاهما العزُّ
غرّد فسفح بلادي مرويُّ من دمكَ
من طهرك
ومن خطوات قدميك
فهنيئاً للسلامِ
لانهُ مولود من رحمِ قدسيتك وصدقك
وللقسم في عينيكَ شهد الجنة ..
فأنت للجنة ومنها
والارضُ زورقٌ للعابرين
فسلامٌ على وطني بتضحياتك “
س4 شاعرة في فريق إعلامي!!! هل سرقتك الأضواء؟
للإعلام جزءٌ كبيرٌ من الأدب عموماً والموهبة خصوصاً..وبالنسبة إليّ كان حلمي أن أكمل تحصيلي الدراسي والتخصص في مجال الإعلام،فقد كان دربٌ آخرٌ لي لأحلق في ثنايا الحلم.
من خلال الحوارات الشيقة التي اجريتها,وأيضاّ من خلال تسليط الضوء بطريقة ادبية على اعمال مسرحية
نعم لقد سرقتني الأضواء…لأن تجربتي الإعلامية جعلتني أتعرّف على الكثير من المبدعين وعلى تجاربهم الرائدة في مجال الأدب والشعر ومختلف ألوان الثقافة وذلك ساهم بصقل تجربتي الإعلامية من حيث التنوع والغنى والمعرفة.
س5 في كتاباتك مسحة تشاؤم أليس الحلم شريان البوك,كما الأمل؟؟
نعم أيُّ قارىء يمُّر بين سطوري الصغيرة سيلامسُ الحزن باعتقادي بأن الألم محرك قوي للمشاعر
وتوّج ألمي عندما فقدت أختي الكبيرة رحمها الله
فكتبت في رثائها:
“ياوردةً نبتت بعقب ديارنا
صاحت ديار الحق هذه وردتي
ريانة رحلت بعز شبابها
أبكت حجار ديارنا المتجمد
….
ربّ العلي الرجاء عندك
انزل بلطفك رحمة المتعبد
كتبتُ أيضاً القصيدة النثرية المدوّية بحبر الحزن..تعبيراً لهجر الحبيب:
“أيا غائباً في أزقة البعد
متوارياً في ثنايا الماضي
وخلف جدران الهجر
أيّها الميمّم شطر النسيان
والمقنّع بقناعِ اللامبالاة
في ظلمة القطعية “
س 6 هل يتواءم القصيد وهو ينساب عفو الخاطر والوجداني بشكل خاص مع حدة المواقف في حياة المبدع؟
نعم فالشعرُ لوحةٌ فنية تكتملُ بشعور الكاتب وطريقة إدلائهِ وتعبيرهِ عمّا يجول بخاطره ،فتبقى القصيدةُ صورة مصغرة للمشاعر، تحمل في طياتها مايروق للكاتب من شعور حزن أو فرح.
س7أين وجدتِ نفسكِ أكثر في القصيدة العمودية,ولك فيها باع، أم في القصيدة النثرية وقد استهوتك الخاطرة؟
لاتتوقفُ الموهبة على نوعِ أدبي واحد ، فأنا أبحرُ في كلا القصيدتين، ولكن أرى نفسي أكثر في القصيدة العمودية ببحرها وقافيتها ووزنها ، وأرى جماليتها كلوحة فنية أبدع بنحتها كما أشاء ،أغرس فيها ألواناً مختلفة من المشاعر بصورٍ بيانيّة لتبدو أكثر إشراقاً للقارىء تراني أقول :
“أبكي على الأطلالِ بعد رحيله
كيفَ الوداعُ لمن فؤادي استعمرا
……….
قسماً بمن خلق القلوبَ خوافقاً
ورمى المدامعَ في العيون لتمطرا
لو خيروني في غرامي دائماً
سأظلُّ أختار الحبيبَ الأسمرا”
وبالنسبة لي الخاطرة أولُ خطوات الكتابة على اعتبارها وصفا صغيرا لشعور أمرّ به فاصفه حالاً
فكتبتُ متغزّلةً بشخصية ،،رولاي،،
“فاتنةٌ أنت
في خدك شمسٌ صغيرة
تمنحينَ الليل ضوءاً لشدة لمعانكِ،،
وكتبتُ معبرةً عن مشاعر الحب
“عند اشتداد التعبِ سأتظللُ بروحك
إذهب أينما شئت سيبقى غبارُ عطري يداعب أزرار قميصك”
س 8 في قصيدتك أحلام الهوى,,يلحظ القارىء صورا بلاغية رفيفة,هلاّ تتعمدين هكذا أسلوب؟
نعم فالقصيدة الموزونة حتى والنثرية ، يجب أن تتغاوى بصورها البيانية ،لتجذب القارىء ولتضفي جمالاً آخاذاً:
“ماباحَ قلبي بالقصيدة عاشقاً
لكنَّ حرفك حين غرّد شدّني
وودتُ لو كان العناقُ بأحرفي
لجريتُ خلف حفيفِ همسٍ ليٌنِ
وجلا صباحك عتمة الليل الذي
ماكان عن صدري يزيحُ وينثني”
وأيضاً، في قصيدتي :لقاء”،فيضٌ من الشعور المكنون تحت الصور البيانية الجميلة:
“صادفتهُ باسماً كالبدر طلعتهُ
وفي العيونِ له همسٌ وأشعار
فراحَ ينظرُ والغمازُ يومض لي
فأستحي وعلى عينيّ أستار”
س9 صحيح أن الشعر الوجداني,هو مجتمعي في أساسه ومبتغا الحب,والوئام,لكن ماذا عن القيم الوطنية والاجتماعية الأخرى مثل التعاضد التحاور الانتماء,
ألا يمكن أن يقاربها القصيد مباشرة؟
باعتقادي أن الشعر الوجداني عميق ويشمل القيم الوطنية فهو وسيلة لإيصال الشعور فكيف لا يمكنهُ أن يكون الجسر الواصل بين كل هذه التنوعات
ففي حب الوطن كتبتُ قصيدتي
“جراح “
،،يلحُّ الندا فتفيضُ عيوني
ويشقي الضجيجُ سكون الظنون
تدقُّ طبول الحروب اعتداءً
وتمتدُ في الكون آه الأنين
وتغتالُ أزهارنا وهي تحبو
فتكتمُ أنفاسها في الغصون،،
س10ماذا يعني لك كلّ مما يلي :
الماضي :أساسُ الحاضرِ ونقطةُ الانطلاق
الزمن : قاربٌ سريعُ الإبحاروقطارُ خطواتي
الغد: مستقبلي القادم وذروةُ حلمي
الثقافة :جوهر الوجود وأساسهُ
الكتابة :الضوء وسط العتمة
الحب: وميضٌ مشاعرٍ يجلعني أحلقُ بعالمِ آخر
ثقافة الفيسبوك: ربما لا تؤثر عليّ بشكل خاص، ولكنها متداولة ، لمعرفة مايدور حول العالم.
شكرا ،، رولاي ،،على هذه الرحلة الشاعرية الماتعة وما حملته من رؤى أدبية ومعرفية
ج.شكراً لك أستاذ سعدالله على هذهِ اللفتة المضيئة في دربي الأدبي، ولأسلوبكَ الآخّاذ الذي نقلني إلى أعماقِ شخصيتي بشفافيةٍ وجمالية ، وهديتي لكم وللقرّاء هذه المقطوعة :
“القصيدةُأنثى
مدللةٌ بحركاتِ اللغة
وشطرِ غزل
متوردةٌ من وهجِ مشاعر الكتابة وبوحه
ومن إيحاءِ الكلماتِ الهفيفة
حينَ تنسدلُ بثوبها الأدبي
على ألق الحوارِ ورائده”
*أجرى الحوار سعدالله بركات
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي