قراءة في قصيدة نثريةل
Zeinab Housseiny
بقلم سليمان جمعة
سأعود…
سأعود يوما لأبحث عني
بين الحجارة والرمل،على شاطىء تعِب….
جئت من رغوة الزبد الهادر على ضفاف المرفأ.ِ..
من ركام،من ذكرياتْ…من عتمة مذهلةٍ
من رائحة الدمِ….
الموت يسألني من انت؟؟
-جئت من وجوه تفحمت
… من أنات حناجرْ….
من زمن عابث غادرْ….
أصحو ما أرى ،أم أنني أهذي…؟
فقدت هويتي،ميلادي ورأسي
جئت من رعبٍ،من غضبْ….
من برقٍ ومن رعدِ
جئت حوريةً،تحمل شعلة نارٍ… تنتقمْ…..
القراءة
الوعد بالعودة …ثانية
سأعود
بعد أن تشردت هويتي ركاما ..دما ..
يسألني الموت عني
والموت لا يخطىء شيئا..كيف ذلك؟
هذا الزبد الذي تلاشى سيعود ..ليمسك بالموج الذي غاص في الصدى ..
هذا البعث للذات من تشظيها كالمرفأ
في بيروت الذي لم يخطئه الموت ..أنا من لا يعرفني …؟انا حية
سأبعث نفسي ألم اشلائي وسأولد حورية ..من رحم هذا البحر ..
ما الذي سمح للكاتبة أن تنشىء هذا الإحياء؟
الذي أوحى لها أسطورتان: أن عشتار قد ولدت من زبد البحر والأخرى أن على هذا الشط من بيروت، كان الفينيق ينبثق من رماده ليحيا من جديد ..بيروت الحورية والفينيق ..فيها البشر والحجر ..سينبثقان وهذا تحوير خيالي بالأسطورتين أو دمجهما معا ..و سيدون الإله سيرضى ذلك ..لتكون حياة مع الارض واحيائها، من بحر وشجر وصخر وتراب وإنسان من ذكر وأنثى ..ووتعود. بيروت..
خيال خصب،وقد
أسعفتها لغة تناغمت مع المعنى اي البعث من الموت.. فالبنى المعرفية التي شكلت النص في حضن أسطورتين ..من بحر وركام ودم ..
تلاحمت امام عين الموت تتحداه..لتكون الحياة ..
هذه الرؤية هي التي ترسم التغيير بإرادة تجاوزت القدر المتمثل بالموت ..
وكل كتابة هي تجاوز أو اختراق للحصار وهو هنا الموت ..وآثاره ..فالانفلات منه يحتاج الى أسطورة أي قوة متجاوزة ..فكانت …
لماذا الاسطورة ؟
لأنها مطواعة لإرادة البشري قريبة ..تستجيب…
هكذا استقر في خلد الإنسان ..بلا زمن ..
هنا النفس التي كانت ترف فوق أجسادها الممزقة.. أرادت أن تعود فتلبسها وتتقمص وجودا جديدا ..
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي