بقلم: منال الشربيني
دلالة المضارع، واستبدال أل التعريف بالدلالات النفسية،
في قصيدة ” كُونى عمَّان”
للشاعر محمد صوالحة
مقدمة
أما قبل،
القصيدة عمل أدبي فني يتكون من مجموعة من الكلمات والعبارات التي ترتبط ببعضها البعض وفق قواعد وقوافي وإيقاعات معينة، تحمل في طياتها معانٍ وأحاسيس عميقة تعبر عن تجربة الشاعر أو تخاطب القارئ أو المستمع.
وقد عرف الإنسان فن الشعر وإلقاء القصائد في العصور القديمة، في الشعر الجاهلي كان الشعر وسيلة للتعبير عن الحياة البدوية، مدح القبائل والشجعان، رثاء الأحبة. شهد العصر العباسي عصر ازدهار الشعر العربي، وتنوعت الأغراض الشعرية، وظهرت مدارس شعرية مختلفة. وامتزج الشعر الأندلسي بـ الشعر العربي الأندلسي، وظهرت قصائد غنائية عاطفية.
وفي العصور الوسطى، عبر الشعر الصوفي : عبر الشعراء الصوفية عن تجاربهم الروحية في أشعارهم، مستخدمين الرمزية والتشبيه. وفي الشعر الشعبي : حافظ على تراث الشعوب، وعبر عن حياتهم اليومية وعاداتهم وتقاليدهم. وفي العصر الحديث:
تخلص الشعر الحر من قيود الوزن والقافية، وأُعْطِىَ الشاعر حرية أكبر في التعبير عن أفكاره ومشاعره. وظهر الشعر النثري كنوع جديد من الشعر، يجمع بين خصائص الشعر والنثر. وتجاوز الشعر التجريبي الأشكال التقليدية للشعر، واستخدم لغات وصور جديدة.
وفي العموم تتميز القصيدة بلغة سلسة وجميلة، وتستخدم الصُّور البيانية والمعاني المجازية. حيث الإيقاع يتكرر في القصيدة، ويخلق إحساسًا بالانسجام والجمال. وتربط القافية بين الأبيات، وتضفي على القصيدة لحنًا موسيقيًا. ويحمل المعنى عمقًا ومعنى فلسفيًا أو اجتماعيًا أو نفسيًا. وتظل الشاعرية روح القصيدة، وتتجلى في قدرة الشاعر على إبداع صور شعرية جديدة.
وتبرز أهمية القصيدة في أنها تراث ثقافي، تعتبر القصيدة جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي للأمم، تساعد الشاعر على التعبير عن مشاعره وأفكاره، تنمية الخيال: تحفز الخيال والإبداع لدى القارئ، وتعليم القيم: تحمل القصيدة قيمًا أخلاقية واجتماعية، أي أن القصيدة هي مرآة تعكس حياة الشعوب وتاريخها، وهي فن يتطور باستمرار، ويأخذ أشكالًا جديدة مع تطور المجتمعات.
أما بعد،
يقول الشاعر في مطلع قصيدته ” كُوني عمَّان” :
” بالقرب من هنا
تُقيمُ امرأة”
أتى الشاعر هنا بلفظة ” امرأة” في المطلق، دون تعريف لها بإضافة الألف واللام، ولكننا نلمح عن طرف وجنب هنا أنها امرأة لا يشبهها أحد، فقد كانت دلالة عبارة” بالقرب من هنا” عن شدة قربها، فـ ” هنا” ليس مثل أي مكان، بل هو مقامٌ تتخذه هذه المرأة، التي يقول عنها قاموس اللغة، إنها نكرة، وتقول النفس الشاعرة إنها بالقرب في دار مقام، فهي كل شيء.، هذا ما توحيه دلالات كل من ” هنا”، و” تقيم”، و” بالقرب”. لقد استبدل الشاعر هنا الألف واللام بما أوحت به دلالات الأماكن، وجاء الفعل” تقيم” في حالة المضارع ليضفي معنى المستقر والمقام في نفس الشاعر، إذ إن الفعل المضارع من أهم الأفعال في أي لغة، حيث يعبر عن الحوادث الجارية في الوقت الحاضر، أو عن الأفعال المتكررة، أو عن الحقائق العامة.
إن لكل لغة من اللغات العربية، الفرنسية، والألمانية. على سبيل المثال، خصوصياتها في استخدام الفعل المضارع ودلالاته، إذ نرى الفعل المضارع في اللغة الفرنسية يشبه الفعل المضارع في نظيره العربي، حيث يعبر عن الحاضر المستمر، والحقيقة العامة، والعادة المتكررة. وفي الأزمنة المركبة: يستخدم الفعل المضارع مع أفعال مساعدة لتكوين أزمنة مركبة تعبر عن الماضي والحاضر والمستقبل. وفي بعض الاستعمالات الخاصة: يستخدم الفعل المضارع في التعبير عن المستقبل القريب، وفي بعض الجمل الشرطية. و في الانجليزية يشير إلى الحقائق العامة.، والثوابت العلمية، وفي اللغة الألمانية، يعبر الفعل المضارع في الألمانية عن الحاضر القائم، والحقيقة العامة، والعادة المتكررة، كما في العربية والفرنسية، والانجليزية، وبناء عليه، نستدل أن لفظة” امرأة” في القصيدة هي معرفة بشكل واضح، على كل من المستوى النفسي، و دلالة الفعل المضارع..
بغض النظر عن تسليط الشاعر محمد صوالحة الضوء على صورة المرأة المثالية، حيث تتشابك فيها العناصر الطبيعية والرمزية مع المشاعر الإنسانية العميقة على طول القصيدة. يُظهر النص توازناً بين الجمال الشعري والرمز العاطفي، مما يجعله جديرًا بالتحليل الأدبي.
وبينما نمر على النص، ونقف عند الدلالات هنا وهناك، يلفتنا استغراق الشاعر في وصف المرأة التي تقم عنده” هنا”، ولكنه ما يلبث أن يشير إليها ليقول لنا إنني أقصد امرأة قريبة جدا إلى نفسي وحبيبة تقيم هنا، وكأنني رأيته يشير إلى قلبه، فيقول: ” هذي المرأة”، لماذا لم يق صوالحة “هذه” وهو المعجون بالأبجدية؟ لأن “هذه”: هي الضمير الإشارة المؤنث للبعيد، وتستخدم للإشارة إلى شيء أو شخص بعيد عن المتكلم والسامع. أما “هذي”: هي لفظ عامي يستخدم في اللهجة العامية، في ” الأردن” وينطق أحيانا ” هاذي/ هاي” للإشارة إلى شيء أو شخص قريب.
يقول الشاعر:
هذي المرأة
دمعتها إن سالت
صارت ملحا يرش
فوق جراح الروح
بالقرب من هنا
وفي الجوار
صارت هذي المرأة
بيت الشمس
من عينيها وهج يشع
يكسر سهام العتمة
هذي المرأة شاسعة..
في هذه الأبيات لوحة فنية معبرة عن المرأة كرمز للحياة والأمل. تتجلى هذه الرمزية في وصفها بـ “بيت الشمس” الذي ينشر الدفء والنور، وفي “وهجها” الذي يكسر “سهام العتمة”. تتناقض هذه الصورة الإيجابية مع رمزية الدمع حزنًا، ولكن هذا التناقض يعكس عمق الشخصية الإنسانية وقدرتها على التكيف مع مختلف الظروف. فالمرأة هنا ليست مجرد كائن جميل، بل هي مصدر إلهام وقوة، تحمل في داخلها عمقاً وحكمة.
تتعمق القصيدة في وصف الجمال الروحي للمرأة أكثر من الجمال الخارجي. فوصف دمعتها بالملح الذي يشفى جراح الروح يربط بين المعاناة والشفاء، ويؤكد على دور المرأة في تقديم العزاء والتأمل. وبالتالي، فإن هذه القصيدة لا تقدم صورة نمطية للمرأة، بل تتجاوز ذلك لتقدم رؤية شاملة وشاعرية عن طبيعة المرأة ودورها في الحياة.
ويقول:
وعيني تستَرِقُ النظر
تبحث عن لون يليق بشفتي
هذي المرأة المجنونة
تتجلى في هذين البيتين نظرة شاعرية عميقة إلى المرأة، حيث يصورها الشاعر كلوحة فنية بديعة. ففعل “تسترق النظر” يكشف عن شغف الشاعر ورغبته في اكتشاف كل تفاصيلها، وكأنها لغز يسعى لحله. يركز الشاعر على التفاصيل الدقيقة كـ “لون الشفتين”، مما يعكس اهتمامه بالجمال الجسدي للمرأة، ولكنه يتجاوز ذلك إلى وصفها بـ “المرأة المجنونة”، وهو وصف مجازي يرمز إلى حيويتها وتمردها على الروتين.
إن وصف المرأة بالجنون هنا ليس بالمعنى المَرَضِي، بل هو تعبير عن إعجابه بـ اندفاعها وعفويتها. ويستخدم الشاعر الرمزية بشكل مكثف، فـ “اللون” يرمز إلى الجمال والجاذبية، و”الشفتان” ترمز إلى الأنوثة والشهوة. وبذلك، فإن الشاعر لا يصف المرأة بشكل مباشر، بل يستخدم اللغة الشعرية لخلق صورة ذهنية غنية وموحية للقارئ.
ويقول:
هذي المرأة
بسمتها اشراقة شمس
في ملامحها رسم لـ خريطة
ماضينا وخريطة هذا اليوم
من عينيها يشرق غدنا الآتي
هذه الأبيات، أيضًا، تصور المرأة كرمز للحياة والتاريخ والمستقبل. الشاعر يستخدم لغة شعرية رقيقة وصورًا مجازية قوية لبناء هذه الصورة. فالمرأة هنا ليست مجرد فرد، بل هي تجسيد للحضارة والتراث، تحمل في ملامحها تاريخًا عريقًا وفي عينيها بصيرة المستقبل. يركز الشاعر على جمالها الداخلي والخارجي، مستخدمًا رموزًا قوية كالشمس والخريطة والعين للتعبير عن معانيه. فالشمس ترمز إلى الحياة والأمل، والخريطة إلى التاريخ والتراث، والعين إلى الحكمة والبصيرة. وبذلك، فإن هذه الأبيات تتجاوز الوصف المادي للمرأة لتصل إلى أعماق روحها ومعناها الكوني.
ويقول:
هذي المرأة
نغم القصيدة صارت
فكرة لقصة في طور التكوين
أحداث رواية ما زالت تكتب
سؤالي يا رب
من رسم هذي المرأة
ولونها
أهداها الاسم الاجمل
وقال : كوني عمَّان
في هذه الأبيات لوحة فنية أخرى، توحي بـ المشهدية، وجمال التصوير؛ تصور المرأة كرمز للإلهام والإبداع والتاريخ إذ يختار الشاعر لغة شعرية رقيقة وصورًا مجازية قوية لبناء هذه الصورة. فالمرأة هنا ليست مجرد فرد، بل هي تجسيد للحضارة والتراث، تحمل في ملامحها تاريخًا عريقًا وفي عينيها بصيرة المستقبل. يركز الشاعر على جمالها الداخلي والخارجي، مستخدمًا رموزًا قوية كالشمس والخريطة والعين للتعبير عن معانيه. فالشمس ترمز إلى الحياة والأمل، والخريطة إلى التاريخ والتراث، والعين إلى الحكمة والبصيرة.
تحتوي الأبيات بعدًا فلسفيًّا عميقًّا؛ تطرح أسئلة حول أصل الكون والإنسان. فالسؤال عن من رسم هذه المرأة ولونها هو سؤال وجودي يبحث عن الخالق والملهم. كما أن ربط المرأة بعمَّان يعطيها بعدًا تاريخيًا وجغرافيًا عميقًا، فـ”عمَّان” ليست مجرد اسم، بل هي رمز للحضارة والتاريخ. وبالتالي، تدعونا الأبيات إلى التأمل في جمال الكون والإنسان، وتحثنا على البحث عن المعنى والهدف في الحياة.
باختصار، هذه الأبيات الشعرية هي رحلة استكشافية لجمال المرأة ومزاياها المتعددة. فهي تجمع بين الجمال والشعر والفلسفة، وتدعونا إلى التفكير في أسئلة وجودية عميقة.
تخبرنا القراءة العميقة للقصيدة أنها لوحة فنية بديعة تصور المرأة / الحبية/ عمَّان، كرمز للحضارة والتراث والعطاء. وقد استخدم الشاعر مجموعة واسعة من الصور الشعرية والألوان والأصوات ليرسم صورة حية ومؤثرة لهذه المرأة.
تشغل الرمزية حيزاً كبيراً في نص محمد صوالحة. فالمرأة في النص ليست مجرد أنثى عابرة، بل هي معادل موضوعي للطبيعة، للحب، والإشراق.
ترمز دلالة كلٍّ من الفجر والنهار، كمعادل موضوعي للمرأة، إلى البداية والنور، والفلق.
ويرمز بيت الفراشات وعُشّ الحسُّون والجُوري إلى الخصوبة والحياة والاستمرارية. ويرتبط رمز الملح بالجروح والآلام التي لا تُشفى، وهي صورة تقابل بها المرأة جراح الروح. كما يرمز كل من الياسمين والقهوة إلى العطر، الحميمية، والدفء، وهي رموز تنبعث من وجود المرأة في حياة الشاعر.
استخدم الشاعر ألواناً زاهية ودافئة من أجل وصف المرأة، مثل “ألوان الطيف”، و”لون يليق بشفتي”. هذه الألوان تعكس جمال المرأة ونورها الداخلي، وتشير إلى حيويتها وإشراقها.
يكثر في القصيدة ذكر الأصوات الطبيعية، مثل “ضحكتها موسيقى”، و”في كفيها النعناع يغني”. هذه الأصوات تعكس انسجام المرأة مع الطبيعة، و هدوئها وسكينتها. كما استخدم الشاعر أصواتاً بشرية / التشخيص، مثل “نغم القصيدة”، و”أول القصيدة”، ليربط بين المرأة والشعر والإبداع.
تعكس هذه الرموز نقاء المرأة وسماحتها، وقدرتها على إضفاء السعادة والبهجة على من حولها. كما استخدم اسم المكان “عمَّان” للدلالة على الوطن والتاريخ والحضارة.
يرمز استخدام الشاعر لأسماء الزهور مثل الريحان والياسمين والنعناع إلى ارتباط المرأة العمانية بالتراث والتقاليد الأردنية إذ تدخل هذه الأزهار في صناعة العطور والبخور التي تشتهر بها عمَّان،.
استخدم الشاعر في قصيدته، أيضًا، جملة من الأساليب الأدبية، منها الاستعارة: “ضحكتها موسيقى”، و”كفها بيت الفراشات”.التشخيص: “النعناع يغني”، و”السيجارة تشاغب عيني”. التكرار: اسم الإشارة ” هذي”. الرمزية: المرأة كرمز للحضارة والتراث.
يمكن مقارنة أسلوب الشاعر في قصيدة “كُوني عمَّان” بأسلوب جبران خليل جبران، حيث يتشابه الشاعران في التركيز على الجمال الداخلي للإنسان وعلاقته بالطبيعة والكون لكنهما يختلفان في أسلوب السرد نثرًا وشعرًا، حيث يتميز جبران بأسلوب أكثر فلسفية وصوفية، بينما يتميز صوالحة بأسلوب أكثر واقعية وحِسِّيَّة.
يميل نص صوالحة نحو الرمزية الروحية للمرأة التي تُضيء وتُشرق، وهي نفس الفكرة التي يستخدمها جبران، حيث المرأة هي القناة التي تمر بها الأفكار الروحية.
مع الانتهاء من تحليل القصيدة، نرى صوالحة يتبع النهج الرومانسي، حيث تُعظَّم الطبيعة ويُحتفى بالعواطف الإنسانية. تمثل المرأة هنا الجمال الطبيعي الذي يرتبط بالذات الداخلية للشاعر، وهو ما يتوافق مع توجهات الرومانسية التي تظهر أيضاً في أعمال جبران، بغض النظر عن كونها نثرية أم سردية شاعرة.
ومن خلال تفكيك النص نفسيًا، نرى لمحةً من بعض أفكار فرويد ، حيث يتعامل الشاعر مع المرأة كمرآة لرغباته الداخلية ومخاوفه العميقة، وبنفس المونولوج النفسي يقدم جبران، في “الأجنحة المتكسرة”، رؤية مماثلة للمرأة التي تعكس معاناته الداخلية وحياته العاطفية. كما نجد أن جبران غالباً ما يستخدم الرموز الروحية التي تعبّر عن العلاقة بين الإنسان والخالق. في “النبي”، ينظر جبران إلى المرأة كمنارة الروحانية و الطبيعة المتجسدة، مما يتشابه مع رمزية المرأة في “كوني”. يتخذ جبران من الطبيعة مرآة عواطف الإنسان، وهو ما نراه في صوالحة عندما يستخدم رموزًا مثل الفجر والياسمين.
كوني
* بقلم: محمد صوالحة
بالقرب من هنا
تقيم امرأة
كانت عنوان الفجر
ودرب النهار
كانت ضحكتها موسيقى
قصائد عشق … قصائد وجع
قصائد يتجلى فيها
الشعر
ويزف الكلمات
عروس قلب تتزين
بألوان الطيف ..
وألوان لا يعرفها
الا قلب غارق في
المعنى
ويعزفها لحن باق
ما بقي لسان
أتعبه الحرف
هذي المرأة
دمعتها إن سالت
صارت ملحا يرش
فوق جراح الروح
بالقرب من هنا
وفي الجوار
صارت هذي المرأة
بيت الشمس
من عينيها وهج يشع
يكسر سهام العتمة
هذي المرأة شاسعة
في كفها بيت الفراشات
وعشا للدوري والحسون
وفي كفها الأخرى
نبت الجوري والريحان
في كفيها النعناع يغني
لليل القادم ..
والسهر القادم
فيها ينثر عطر الياسمين
يغوي العشاق
ويؤذن بالقهوة أن
تأتي
لينتعش المساء
والسيجارة
تشاغب عيني
تلمع كنجم حائر
وعيني تسترق النظر
تبحث عن لون يليق بشفتي
هذي المرأة المجنونة
و تبحث فيها
عن حرف يكون
أول القصيدة .. ويكون لي
ملاذا وعنوان
هذي المرأة
بسمتها اشراقة شمس
في ملامحها رسم لخريطة
ماضينا وخريطة هذا اليوم
من عينيها يشرق غدنا الآتي
هذي المرأة
نغم القصيدة صارت
فكرة لقصة في طور التكوين
أحداث رواية ما زالت تكتب
سؤالي يا رب
من رسم هذي المرأة
ولونها
أهداها الاسم الاجمل
وقال : كوني عمان
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي