حوار مع الكاتبة المغربية ” أسماء المعلومي”
السيرة الذاتية
من تكون أسماء المعلومي؟
سؤال أنطو لوجي يجذب إليه ذلك الخيط الضوئي الرفيع لتاريخ طفولي ينبعث صداه من مدينة القنيطرة التي تجذرت بمدها و جزرها بضفاف احتوتني وأفسحت ينابيع الالهام بدواخلي ،بحيث ترعرعت هنالك حيث كانت قصص أمي ومحكياتها المسرحية تبهرني، وحيث والدي الصارم يمثل القدوة أمامنا بأخلاقه و يؤمن أن التعليم والقراءة هي السبيل الوحيد لتنشئة الفرد، وانتشاله من الأمية.
كان والدي يغذقُ علينا كتباً متنوعة ننهل منها فيض العلم وهي التي سترسم أثرها في أبجدية الحرف لدي ،وفي هذه الأثناء كنت معجبة بشقيقتي الكبرى التي كانت تبدع في الرواية والشعر باللغة العربية والفرنسية، وكانت النموذج الذي حفزني على كتابة أولى خربشاتي وعمري لا يتجاوز أنذاك العشر سنوات ،وأتذكر الآن بعض عناوين إبداعاتي الطفولية المحملة بلوحات تشكيلية مثل: “جانيت” ،”المسحورة ” ، “دمرت حياتي” ،”الوردة السوداء “.
كنت في المراحل التي ستتلو طفولتي مولعة بقراءة أعمال لروائيين كثر،أذكر منهم: (نجيب محفوظ ، عبد الكريم غلاب ، يوسف إدريس … وآخرين)، وخلال هذه المحطة كنت أكتب بعض القصص وأقدمها لبعض من أساتذتي الأفذاذ في اللغة العربية ، فكانوا يشجعونني على المضيّ قدما في هذا المسار الأدبي.
ولقد تبلورت أحلامي المندفعة الحالمة لما تابعت دراساتي الأكاديمية العليا في شعبة الأدب الحديث، حيث حظيت بالدراسة على يد أساتذة أكفاء مثل المرحوم “بشير القمري”، و “محمد برادة”، ثم “سعيد يقطين” ، “فحسن البحراوي” الذي أشرف لي على دكتوراه السلك الثالث حول ( الرواية النسوية في العالم العربي ) ، كل هذا الدرب المعرفي ساهم في تفجير تشظيات الحرف بداخلي.
الشواهد الأكاديمية :
الإجازة في الأدب العربي في موضوع: ” البنية السردية في ليلي والذئب “لغادة السمان”، سنة (1992) تحت إشراف “محسن أعمار”.
شهادة الماجستير في الرواية حول : ” سيميولوجيا الشخصية في ثلاثة وجوه لبغداد” “لغالب هلسا” إشراف “سعيد يقطين”.
دكتوراه السلك الثالث في “حفريات الرواية النسائية”، تحت إشراف : “حسن بحراوي” .
دكتوراه في المسرح في (الصيغة في الص الدرامي)، “جواد الأسدي” تحت اشراف “دة نورة لغزاري” .
الحياة المهنية :
امتهان الاعلام والصحافة في عدة مجلات وجرائد عربية ما بين سنة (1994 إلى 1999).
الاشتغال أستاذة مادة اللغة العربية بالسلك الثانوي التأهيلي منذ (2007 إلى الآن ) .
المؤلفات الأدبية والنقدية :
“نساء صامتات” : ( مجموعة قصصية ) ، نشر وزارة الثقافة ، الرباط سنة (2007).
“شرخ على شفاه الجسد” : (رواية) ، نشر المطبعة السريعة، سنة (2013) القنيطرة.
“حداثة الرؤيا في الفكر والأدب” (نقد)، مطبعة ميطافور القنيطرة ( 2023) “.
“حدائق النساء السرية ” . نشر رنة ، جمهورية مصر العربية 2024.
“جنيالوجيا المرأة والرواية” ، (كتاب تحت الطبع )
تُعرفين بالتنوع في الإنتاج ، و بالاشتغال في عدة حقول معرفية (الرواية، النقد ، الرسم ) كيف توفقين بينها ؟
لا غرو أن هذه الحقول المعرفية تبدو لي متكاملة. لأنها ترتهن لمتطلبات الدفق الإبداعي ووهجه .كما أنها تقتات على الجرح الأبدي المتوغل في رحم الأحزان والوجع الذاتي والقومي ، فكل هذه المجالات تظل عالما مضَمّخاً بما هو حُلمي وإنساني، فالرواية مثلا باعتبارها نسيجا سردياً لغوياً تعتمد بالأساس على لوحات متخيلة إبداعية ، كما أن الرسم هو الآخر يتلاحم وفن الحكاية ، الأسطورة، المحكي الشفوي التراثي، إن الرسم يجعلنا نرى تفاصيل الصور المكتوبة أدبيا .
أما النقد فهو يساهم في تطوير وصياغة العمل الأدبي والفني فيرمم اعوجاجه، ويخلق الوعي بالأنا في علاقتها بالفكر والمعرفة ، وأؤكد أن المسار الأكاديمي الذي نهجته ولَّد لدي الأسئلة الإشكالية وطرحها ضمن إطارها النظري والإجرائي، إن العملية الإبداعية بهذا المعنى تجنح نحو تحطيم الحدود بين هذه الأجناس الملتبسة.
هل تظنين أن القصة القصيرة التقليدية تعاني من التكرار والإرهاق، وعدم الاقبال عليها بسبب ضيق الوقت وانعدام الرغبة في قراءة النصوص ؟
فعلا لقد أصبحت القصة القصيرة التقليدية تعاني من التكرار والإرهاق ، علماً أن بعض هذه القصص الكلاسيكية كانت ناجحة في الأزمنة الماضية، وذلك بفعل مادتها ومواضيعها المشوقة على غرار (المعطف) “لغوغول” ، ولكنها على مستوى القصة وحبكتها التقليدية، ثم تراتبية أحداثها، وإغفال التقنيات السردية الحداثية مثل توظيف الزمن الاسترجاعي، وحشو النص بالنعوت المبالغ فيها ، وكذا عدم اعتمادها على مواضيع ثرية ومكثفة جعلها عرضة لانصراف القراء عنها.
لماذا أصبحت القصة القصيرة جداً من النصوص التي عليها إقبال من القراء عوض القصة والرواية رغم أن هذه الأخيرة تجمع أكبر عدد ممكن من القضايا الاجتماعية؟
في الحقيقة أنا ضد هذه التصنيفات، لأن الأساسي هو أن نحتفي بنص مكثف سواء أكان قصة أو رواية.. ، لأن الذي يؤخذ بعين الاعتبار هو صياغة الأحداث والوقائع ، مع مراعاة ميكانيزمات وآليات الإبداع فنيا، إن السرد الفني وفق هذا المنظور هو الذي ينخرط في أسئلة الحداثة والحساسية الأدبية الجديدة، فيتوسل بلغة إيحائية ورمزية وأسطورية تغني جوانب التعبير في الرواية والقصة معاً ، كما أن تمثل القضايا الاجتماعية والسياسية الكامنة في الواقع له دوره الإيجابي أيضا، ليظل إقبال القراء أو انصرافهم عن القراءة عملية معقدة وشائكة وترتبط بحيثيات لا تتعلق أحيانا كثيرة بطبيعة جنس الأدب ، فالقارئ الجيد مختلف تماما عن القارئ المستعجل، والذي يتحكم في هذا الواقع العربي البئيس وتراجع القراءة عموماً هو عدم التفاعل مع الفكر والثقافة ، وذلك عائق ينبغي لنا معالجته على حدة ..
هل أنت مع من يدّعي أن مستوى القراءة قد تقهقر وانخفض بشكل كبير مقارنة مع السنوات الأخيرة من القرن المنصرم ؟
مع الأسف أن القراءة تشهد ركوداً قاتلاً في الآونة الأخيرة مقارنة مع الأزمنة المنصرمة ، فغني عن العيان أن جل الناس الآن أصبحوا منشغلين بالعوالم الافتراضية، والمواقع التواصلية وبما يحفل به هذا العالم من إثارة، وإغراء ، وهو ما أصبح ينهك القارئ، ويضيع وقته في استهلاك الأخبار السريعة، والأخبار الزائفة أحيانا، لذلك وجب البحث عن السبل الناجعة الكفيلة بخلق يقظة فكرية ، توعوية، ومبادرات اشعاعية تساهم في تعزيز الوعي بالقراءة ،مع التأسيس لعملية تفاعلية تستحضر كل شرائح المجتمع المدني لنشر وعي جديد ، تمارس فيه الترغيب ، وحتى لا ننظر إلى هذه الظاهرة بمأساوية نشير إلى بعض الظواهر الثقافية مبشرة بالخير على غرار ما شهده المعرض الدولي للكتاب هذه السنة بالرباط، إذ كان هنالك تهافت على مؤلفات الروائي السعودي “أسامة مسلم” من قبل شريحة من الشباب ، وهذا حدث مثير للجدل فعلا .
كناقدة ،لماذا نجد عزوف النقاد العرب ، وعدم الاهتمام بواجبهم النقدي تجاه القصص القصيرة جدّاً ؟
إن الساحة الثقافية اليوم تسترعي الانتباه بتراجع النقد عموما عن أدواره الطلائعية ، هذا مع انتشار الكتابة الإخبارية السريعة، وكذا إدعاء الإبداع الشعري والأدبي عموماً الذي بات يصفق له كثير من الناس، وبعكس أزمنة خلت كنا نلاحظ هيمنة للنقد البناء، ووضع شروط صارمة للنشر، لكن النقد اليوم أصبح يخضع لشروط غير أدبية تخضع للعلاقات والزبونية المتفشية، فقد نجد كتّابا يحوم حولهم ما يسمى بالنقد من كل حدب وصوب في حين أنهم لا يرقون للمكانة الرفيعة للأدب، وقد نجد کتابا مدهشین في الإنجاز الابداعي ولكنهم مهمشون نقديا .
وهذا ينطبق على وضع الأدب بصفة عامة وليس القصة القصيرة وحسب، وهي ظاهرة سلبية تتأطر ضمن النقد المجحف، إذن فالدعوة عامة تناشد النقاد لغربلة الصالح من الطالع بموضوعية وعقلانية ، ومناهج علمية صارمة .
هناك من يقول أن القصة القصيرة هي اختراع أمريكي و في ذلك تجاهل مقصود لأعمال “بالزاك” و”موبسان” ، و”تشيخوف” ، إلا أنه يحمل جزءاً من الحقيقة لأن الأمركيين هم أول من نظر للقصة وأخذها محمل الجد، فهل تتفقون مع هذا القول ؟
لابد من الإشارة بداية أن أمريكا في مطلع تاريخها كانت عبارة عن مستعمرات بريطانية ، ومن ثم فالثراث الأمريكي مرتبط بالأدب البريطاني ، لكن الخاصيات التي ميزت هذا الأدب فى بداية التأسيس في القرن السابع عشر هو ما يسمى بإسهامها في بناء عالم أمريكا الجديد ، ومن ثم فالذي كتب القصص الأمريكية في البدء المغامرون ليتطور ذلك لدى أدباء أمريكيين مشهورين أمثال “وليام فوکنر” ،(1897) و (إرنست همينغوي) 1899 وآخرين، والحق أن الأمريكيين أبدعوا في القصة القصيرة وأيضا في عملية التنظير لها خاصة من قبل “جميس جويس” مثلا ، ولو قارنا القصة القصيرة في أمريكا والأعمال الأدبية “لبالزاك” الذي أبدع في “الجلد المسحور” و”الأوهام المفقودة”، بل والذي كتب 137 قصة ، أو “موباسان” الذي مثل القصة القصيرة بقصصه خاصة “العقد”، ثم “تشيخوف” من خلال مئات القصص التي ألفها لاعتبرنا أن كل هؤلاء قد ساهموا في تطوير الابداع الإنساني العابر لكل القارات، لأنهم أغنوا الفكر والثقافة في العالم وهذا هو الأساسي أكثر من سؤال السبق الذي يبدو شائكا و تلزمه دراسات أكاديمية دقيقة .
التوجه من كتابة الرواية إلى القصة القصيرة فالومضة بمثابة تطور ويناسب العصر المتسارع، عصر الهاتف واللوحة الرقمية والانترنيت هل تتفقين مع هذا الطرح ؟
أنا أومن فقط بالكتابة الجيدة سواء في جنس الرواية أو القصة القصيرة أو الومضة ، ويكفينا من هذه الترهات، لأن القارئ الحصيف هو الذي ينظم وقته ، ويستبطن الابداع بكامل الاستمتاع والنقد ، تم التأويل الهادف الذي يتوصل إلى الرسائل المشفرة للإبداع. فالقراءة المستعجلة بذريعة العصر المتسارع حجة واهية، لأنه إما قراءة تتوخى النفاذ إلى جمالية الإلهام أو قراءة مرتجلة، ضعيفة، والذي نلاحظه اليوم هو أن التكنولوجيا الرقمية قد ساهمت في الانفتاح على مواقع وقنوات ثقافية تتماشى مع روح العصر، وتصوغ المادة الفكرية عبر الصورة والصوت ، أو تحول المحكي المقروء إلى آخر مسموع ، ورغم ذلك يظل هنالك تراجع في التفاعل مع الآليات التكنولوجية،إذن فالمهم هو الوعي الابستمولوجي بالسياق الايديولوجي المتحكم في ظاهرة الركود الثقافي بصفة عامة .
هل تعتبر المرأة منافسا قويا للرجل في العمل الأدبي، وماذا عن التأصيل والإبداع في رواية المرأة المغربية تحديداً؟
مؤكد أن المرة أصبحت منافسا قويا للرجل في العمل الأدبي ، خاصة بعد تجاوزها لعوائق البدايات، حيث حكم على إبداعها بالأنين ، والانحصار في عوالم نسوية ، إلا أنها اليوم قد سطع نجمها في سماء الابداع لاسيما الشعر ،الرواية والأدب بصفة عامة.وهنا أذكر في المغرب مثلا الشاعرة “مالكة العاصمي”، والروائية “زهرة رميج” وأخريات حملن مشغل الإبداع الإنساني وتجاوزن عوائق البدايات والاكتفاء بما هو ذاتي .
أما عن التأسيس والتأصيل لاسيما في رواية المرأة المغربية فهو انطلق منذ الستينيات حيث ظهرت روائیات وكاتبات بل و اعلامیات خضن هذا المسار الذي سبرت أغواره كل من الروائية “مليكة الفاسي” بروايتها “الضحية”، و”آمنة اللوة” بروايتها “خناتة” ثم “خناتة بنونة” بروايتها “الغد والغضب” وأخريات یزداد عددهن اليوم بعدما حملن مشعل التغيير والتمرد على المحرمات والعوالم الحريمية التقليدية .
هلا حدثنا عن تجربتك في ميدان الفن التشكيلي ؟
هي موهبة عصامية تفجرت بشكل عفوي منذ الطفولة ، وكان الفضل في تطويرها للفنانة الألمانية “أورسولا فاجنر” التي تربطني بها صلة قرابة ، كانت في كل مرة تحضر لمعارضي تشيد بضرباتي القوية وجرأتي في خوض مغامرة مزج الألوان المبهرجة في لوحاتي، التي ستتخذ بعد ذلك بعداً مأساوي ستخطه أناملي سواداً مطلقا ، وخيوطا تجريدية يعتصرها الألم خاصة بعد وفاة أخت لي ، لأستمر بعد ذلك في معانقة أسلوب معين ، في كل فترة زمنية معينة ، لقد اطلعت على المدارس التشكيلية العالمية وأعجبت بالمدرسة السريالية “لسالفادور دالي”، وكنت أسيرة للفن الخيالي الذي يؤمن بالفكر المتعدد والمختلف ، كما تعرفت كذلك على مدرسة التكعيبية مع “بابلو بيكاسو” ، و المدرسة التجريدية مع “كاندانسكي”، وكل هذا الزخم أغنى تجربتي في الفن التي تؤمن بأن التجديد و خلق رؤى جديدة في الفن هو ما يمثل وظيفة الفنان، وحاليا أرسم بأسلوب تجريدي من إبداعي يعتمد على صباغة الأكريليك ، وجمالية الألوان المتناسقة.
هل للملتقيات (الصالونات الأدبية) دوراً في نشر وتطوير أي عمل ابداعي كيفما كان نوعه ؟
لقد ظهرت مؤخراً فكرة الصالونات الأدبية التي ليست وليدة اليوم ، بل إنها ارتبطت بحركات فلسفية فرنسية في القرنين السابع عشر والثاني عشر ولعل أقدم صالون عرفته الوثائق التاريخية هو فندق “روميو” القريب من قصر اللوفر بباريز، ولو تأملنا هذه الملتقيات والصالونات الأدبية سنجدها متجذرة في المعرفة الإنسانية لأنها لمعت في مجتمعات قديمة مثل الفراعنة الذين عقدوا تجمعات حول مجالس الغناء والقاء الشعر ، ثم البابليين و الاغريق، بل حتى في العصر الجاهلي العربي كنا نجد سوق عكاظ الذي شهد إشعاعا ملحوظا، والآن تستأثر بانتباهنا هذه الظاهرة باعتبارها تساهم في طرح الجدل والنقاش حول قضايا أدبية هامة، كما أنها باتت تتخذ لها فضاءات مفتوحة، و مقاهي تحيي جلسات المناظرة ، و الحوار البناء وإن كانت مع الأسف تعاني من غياب جمهور مثقف عریض.
ما رأيك في ملتقى الشعراء الذي أسسه الشاعر “ناصر رمضان “؟
إنه ملتقى يُساهم ولا ريب في خلق اشعاع ثقافي يستقطب فعاليات أدبية تؤسس لفکر منفتح على القيم الانسانية، وهي خطوة نثمنها لأنها تدفع بالمسارالأدبي نحو الريادة والانعتاق من شرنقة التقوقع حول الأنا، ولعل التحديات التي يفرضها الواقع الملح باتت تفرض انخراط المثقف في تفعيل الحياة الأدبية، ونشر رؤاه ووعيه من أجل مناهضة كل ما من شأنه أن يحول دون تطلعاته، حريته ، هذا الصالون الذي أسسه الشاعر المتألق “ناصر رمضان” ينضوي تحت لواء تكريس فكر التناظر والاعتراف وهو خطوة جادة لوضع العجلة أمام عربة الابداع الشعري، والانتشاء بعبير النظم الراقي.
حاورتها من المغرب :الدكتورة فاطمة الديبي
عضو ملتقى الشعراء العرب
محررة بأزهار الحرف
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي