جِنازةُ الشَّمسِ…
وراءَ جَبَلٍ تَمتدُّ عندَ سَفْحِهِ ضَيعةٌ وادِعةٌ، أرى مَتاهاتِ الزَّمانِ يَعْكِسُها لَونٌ نارِيٌّ يَنزِفُ على شمسٍ لَبِسَتْ أروَعَ حُلَلِها وتَزَيَّنَتْ وتَبَهرَجَتْ مُتَهيِّئَةً للرَّحيل، فَتَدَحْرَجَتْ مِن عُلُوِّها لِتَغْرَقَ في بَحرٍ صَفَتْ ماؤُه مُسْتَعِدًّا لِاسْتِقْبالِها. والغيومُ بِأَشْكالٍ وألوانٍ مُخْتَلِفَةٍ لاحَقَتْها لِتُصَلِّي في جِنازَتِها، على شَكْلِ أُسُودٍ جَبّارَةٍ، وعَساكِرَ لا تُقْهَر، ونُسورٍ غاضِبَةٍ، ووراءَ تِلكَ الوَحَداتِ غَيْمَةٌ على شَكْلِ فَتاةٍ امْتَطَتْ حِصانًا ناصِعَ البَياضِ أَضاعَتْ طَريقَها فَمَشَتْ في جِنازَةِ الشَّمْسِ…
إِنَّني أَسْمَعُ الآنَ وَلْوَلَةَ نِسْوَةٍ حَزيناتٍ، وصَوْتَ أَقدامٍ تَرْتَجُّ لَها الأَرضُ والسَّماءُ…
والآنَ وَصَلَ خَبَرُ غِيابِ الشَّمْسِ إلى الأَذْهانِ فَاتَّشَحَتِ السَّماءُ بِحُلَّةٍ سَوْداءَ. دَعْدُ عَبْدُ الخالِق
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي