قصيدة
الوعود بيننا
د. منى نوال حلمي / مصر
تعاهدنا
على ألا نقطف الثمرةَ المحرَّمة،
أن نُغلِق نوافذَ العشقِ،
حتى لو متنا اختناقًا،
وأحرقنا لياليَ العمرِ اشتياقًا.
وعدتني أن تنزعَ الدفءَ من صوتك،
ولم تفعل.
وعدتك أن أقتلَ رغبتي بلقائك يومًا،
ولم أفعل.
وعدتني ألا تناديني “حبيبتي”،
وناديت.
وعدتك ألا أشتَهيك لحظة،
واشتهيت.
تعاهدنا
على ألا ننزل البحرَ والأمواجَ متصارعة،
وأن نتجنبَ شدَّ الرمالِ الناعمة،
أن نكتفي بالكلامِ عن أخبارِ الطقس.
أقسمنا على أن نختبئ
من المطرِ الساقطِ من عيوننا،
ألا نسمعَ صراخَ شفتينا
يتوسَّلنا بأن نفتحَ له الأبواب.
وعدتني ألا تمتدحني،
تُدلِّلني،
تتغزَّلَ في مفاتني.
وعدتك ألا أُطلقَ سراحَ الطيورِ،
تغردُ باسمك.
وعدتني ألا تحتفظَ برسائلي
النائمةِ على وسادتك.
وعدتك ألا أكتبَ فيك الأشعار،
أتعاطى جنونَ العشاق،
وأن أبقى ملتزمةً بالعقلِ والوقار.
وعدتك
أن أكتفي بأننا طولَ العمرِ أصدقاء،
وأرسمَ على ملامحي خريطةَ الاستغناء.
وحين يأتيني فجأةً رنينُ هاتفك،
وعدتك ألا أقفزَ فرحة،
وقفزت.
وعدتك أنني سأحبُّ غيرك،
وفشلت.
وعدتك كلَّ هذه الوعود،
وندمت.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي