في تَعرُّجاتِكِ ألفُ ذكرى وذِكرى، في جِبالِكِ شُموخٌ وعزَّة، في وِديانِكِ يَنبِضُ قلبُكِ الخفَّاقُ رغمَ الويلاتِ، في يَنابيعِكِ كرمٌ وسخاء، في أهلِكِ سِرٌّ خفيٌّ يزيدُ جمالَكِ جمالًا. فيكِ ذَيَّلَ اللهُ توقيعَ التكوينِ، فجَعلكِ قِبلةَ العالمِ سِحرًا وروعةً.
لبنانُ، يا أرضَ المجدِ والتاريخِ، يا وطنَ الفَنِّ والجَمال، حَيثُ تَتعانقُ الأرزاتُ معَ السَّماءِ شُموخًا، وتَروي ضِفافُه حِكاياتِ أُمَمٍ مَرَّتْ وخَلَّدتْ أثرَها. في كلِّ زاوِيةٍ منك تُشرقُ مَعالِمُ الفنِّ والإبداع، من أدبِ جبرانَ خليلِ جبرانَ إلى ألحانِ الأخوينِ رحباني، ومن لَوحةِ الطبيعةِ التي تَخطفُ الألبابَ إلى أصواتِ مَن غنَّوا للوطنِ حُبًّا ووفاءً.
ونحنُ… نحنُ نُحبُّكِ يا وَطَني، ولا نَرضى سِواكِ بَديلاً. نحنُ نَعشَقُ تُرابَكِ الَّذي أَنبَتَ رِجالاتٍ تُحاكي أرزَكِ عِزَّةً وصُمودًا. نحنُ نَهرُبُ مِنكِ إِليكِ، ولن نَفقِدَ الأملَ في لبنانَ الحُلمِ، لبنانَ الجمالِ والمجدِ، الَّذي يَرنو إليه كُلُّ لُبنانيٍّ أَصيل.
دعد عبد الخالق
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي