لغتي هويتي…
إن اللغةعلى اختلافها ليست مجرد وسيلة للتواصل بل هي هوية الإنسان وعنوان انتمائه، تمامًا كوطنه وأرضه وأمه.
إنها مصدر فخر واعتزاز.. تُعبّر عن حضارة الأمم وثقافتها وتُحافظ على إرثها العريق.
فكيف إذا كانت هذه اللغة هي لغتنا العربية “لغة الضاد” التي اختصها الله سبحانه وتعالى بشرف عظيم فجعلها لغة القرآن الكريم.
هذا الاختيار الرباني أضاف لها بُعدًا روحانيًا،
جعلها لغة مقدسة لمعظم الشعوب العربية والإسلامية ورفع مكانتها إلى مصافّ اللغات الأجمل والأغنى في العالم.
“لغتي الجميلةُ منبعُ الترتيلِ
قد خصَّها الرحمنُ بالتنزيلِ”
اللغة العربية واحدة من أعرق لغات الأرض وأجملها، تتميز بثراء معجمي لا نظير له وبُعد تاريخي وثقافي عظيم.
إنها بحر زاخر بالمفردات والمرادفات حيث تتناغم الحروف والمقاطع لتخلق سيمفونية لغوية فريدة تضاهي أروع المقطوعات الموسيقية.
هذا الجمال الصوتي والتناغم بين الحروف جعلها لغة الشعر والفن، حيث بزغ الشعر العربي كواحد من أروع الفنون الأدبية التي أسرت القلوب وعبرت عن المشاعر والآمال بأجمل صورها.
لقد تزين الشعر العربي ببلاغة لغتنا فكان التشبيه والاستعارة والكناية والمجاز كالألوان الزاهية التي أضفت عليه رونقًا لا يضاهى.
ومع ذلك لم تقف اللغة العربية عند حدود الأدب والشعر بل استمرت شامخةً رغم التحديات محافظة على عراقتها وأصالتها في وجه التغيرات الزمنية.
للضادِ عرشٌ من الياقوتِ مُتّقدُ
يزداد فخرا على جبين الأبجدِ
نورٌ لعقلٍ إذا ضلّتْ بصيرتُهُ
وكنزُ علم به الأجيالُ تهتدي
رغم قدمها وأصالتها تواجه اللغة العربية اليوم تحديات متعددة :
-التراجع في الاستخدام اليومي:
أصبحت العربية الفصحى محدودة الاستخدام مقتصرة على الكتب والمناسبات الرسمية بينما طغت اللهجات العامية واللغات الأجنبية في الحياة اليومية.
- العولمة والانفتاح الثقافي:
أدى الانفتاح على الثقافات الأخرى إلى تراجع الاهتمام بالفصحى مقابل تبني لغات أجنبية كالإنجليزية والفرنسية، خاصةً في الإعلام والتعليم. - ضعف التعليم العربي:
اقتصار المناهج على الطرق التقليدية وتجاهل تطوير طرق تدريس اللغة ساهم في ابتعاد الأجيال الجديدة عنها.
إلى جانب جمالها الصوتي تزدان اللغة العربية بخطوطها الفريدة التي تحولت إلى فن راقٍ يعبر عن ثقافتنا وهويتنا. الخط العربي ليس مجرد وسيلة كتابة بل هو فن بحد ذاته يتميز بالجمال والمرونة، وارتبط بنزول القرآن الكريم حيث كان الوسيلة الأولى لتدوينه.
فالخط العربي لوحة من الجمال .
أنواع الخطوط العربية:
- الخط الكوفي: أقدم الخطوط، يتميز بأشكاله الهندسية وزواياه المستقيمة.
- الخط النسخي: يمتاز بالوضوح والبساطة، ويستخدم في الكتب والمخطوطات.
- الخط الثلث: الأجمل والأكثر زخرفة، يتطلب مهارة وإبداعًا.
-خط الرقعة: سريع وسهل، شائع في الكتابة اليومية.
- الخط الديواني: يتسم بالانسيابية والزخرفة، وارتبط بالبلاط العثماني.
-الخط الفارسي: يتميز بالرشاقة والانحناءات الطويلة.
كيف نحافظ على لغتنا وهويتنا؟
-تعزيز القراءةو تشجيع الأجيال الجديدة وحسهم على قراءة الكتب باللغة العربية، خاصةً الأدبية والشعرية.
-تطوير التعليم و تحديث المناهج الدراسية باستخدام وسائل تعليمية مبتكرة وتكنولوجية.
-تسليط الضوء على جماليات الأدب العربي القديم والحديث
-دعم استخدام الفصحى في الإعلام والمنصات الرقمية.
لغتنا العربية بحروفها العريقة وكلماتها المرهفة، ليست مجرد وسيلة تعبير بل هي شريان الحياة لهويتنا ومنارة تضيء دروب مستقبلنا الثقافي والحضاري.
فلنحافظ عليها ونفخر بها ولنجعلها لغة الحاضر والمستقبل.
ليلى بيز المشغرية .
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي