رمزية عنوان “بيكيا” في الفيلم المصري
الكاتب مؤيد عليوي / العراق
الفلم من انتاج شركة السبكي ( احمد السبكي )؛ واخراج محمد حمدي وتأليف محمد سمير مبروك ، كان إنتاج فلم “بيكيا ” سنة ٢٠١٨ من بطولة الفنان محمد رجب ( د. مصطفى) ونخبة من الفنانين المصريين : أيتن عامر (هيام بنت الحاج رضا) وأحمد حلاوة ( الحاج رضا)، ومحمد لطفي وشيماء سيف واحمد صيام وآخرين .
تنكشف رمزية عنوان “بيكيا ” الفيلم في نهايته عندما يقف محمد رجب ( د. مصطفى) على خشبة مسرح التكريم كونه أنجز بحثا علميا في صناعة الادوية المعالجة للسرطان ،لم يسبقه له عِالم في العَالم ، وفي نهاية كلمته يشكر رجال الشرطة والامن لحفاظهم على حياته ، كانت الكلمة التي ألقاها (د. مصطفى ) دليل للحياة الانسانية بعيدا عن زيف الاتيكيت والروتين اليومي للمنازل الفارهة وعلاقاتها الزائفة في عَالم اليوم عندما تسطير الاموال على عقول الطبقة العليا من عليّة المجتمع التي مثلّها الفنان أحمد صيام ومجموعته ومنهم زوجة د. مصطفى
حيث البيع والشراء للأجنبي “شركة صناعة أدوية “من خارج مصر ، هنا تشتغل الرمزية لعنوان الفلم ” بيكيا” فالمفردة”بيكيا” تعني الاشياء القديمة بمعنى لا منفعة ممن يمتلكها في منزلة الجديد والمرفه لكنها تنفع الناس الفقراء أو مَن هم أقل غنى من الأول المترف الذي يبيع تلك الاشياء القديمة، ومنها كانت شخصية د. مصطفى التي باعها جميع من حوله في منزله الفارهُ والحياة المتطورة والابحاث والعلوم والتقدم، لكن ذلك المكان الجديد الحديث كان خاويا من القيم الانسانية والروحية التي يحملها ويدافع عنها د. مصطفى ، فباعوهُ الى الخارج الاجنبي في محاولة قتله الفاشلة والتي أدت به يد الرحمن بحفظ الى يد الشرطة المصرية وعلاجه، بطريقة الدراما المصرية الخفيفة الظل ، و ترتيب وضعه في دولاب جديد لحياة جديدة صار فيه اسمه “بركات” هو اسم يتردد في اغلب اوقات الفلم بما يتصل بالحارة والانسان وقيمه فيها ، داخل حارة مصرية ناسها طيبين يعملون اغلبهم في جمع النفايات وشراء الاشياء القديمة ” بيكيا” فتنظفها ايديهم وتعيد لها الحياة وتبيع لمن يقدّر ثمنها وهنا أيضا تعمل الرمزية لعنوان في إعادة الحياة والتشافي والتعافي لشخصية د . مصطفى من داخله النفسي المكسور بسبب ما تعرض له من غدر وبيع في عالمه الطبقي المتعالي .. ويبقى اجمل ما في الفلم تلك القفشات الكوميدية التي أداها الفنان محمد رجب ( د.مصطفى ) بوصفه فاقدا للذاكرة مع اسرة الحاج رضا في الحارة ، وفي نهاية الفلم التي كانت اجمل سيناريو واخراج لتلك اللقطة التي وقف فيها الفنان محمد رجب على خشبة مسرح تكريمه وهو يعطي عِبرة ممزوجة بعَبرة على قيم واخلاقيات بدأت تتآكل عند بعض حديثي النعمة واصحاب النفوذ المالي في جميع المجالات وفي اغلب الدول العربية ، لكنها موجودة بين الناس الفقراء وهم اكثرية مسحوقة بسبب الفقر المالي واغنياء بقيم الانسانية والمحبة وفعل الخير هبة رب العالمين لخلقه ، ثم ننظر الاحساس في الاخراج مع حب محمد رجب (بركات: د.مصطفى ) في الحارة حبه أتين عامر (هيام ) وزواجه منها في نهاية الفلم والتصاقه بالحارة المصرية، التصاقه بقيم وطنية نابعة من قلوب الناس الأغلبية التي عمل جاهدا وبكد وتعب على ايجاد دواء لهم، فحافظوا عليه دون أن يعلموا مَن يكون تلك العبرة من التعامل الانساني لقيم الخير مع الآخر، لأنه انسان وليس مَن يكون .

خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي