
كيف نجوتُ من الحرب؟
حين تعلَّقتُ بالحب،
أحرقتُ كلَّ سفائن الماضي،
وذكرتُ لحظاتٍ
كنتَ فيها صادقًا.
كنتَ تتعلَّقُ بي كلما هممتُ بالرحيل،
تمسكُ بيدي كطفلٍ تاه عن حضنِ أمِّه.
كانت الدموعُ صوتَك حين تعجزُ عن الكلام.
كان الليلُ يمرُّ دونَك كدهرٍ،
وأنتظرُ الصباحَ
لتقولَ لي: صباحَ الخير،
وأنا أتذكَّرُ قولَك:
“سامحني، فقد تعاهدنا على الحب،
وأنَّ الليلَ هو آخرُ عهدِ الخصام.”
وكيف لي أن أنسى؟
وأنا الذي كنتُ أقتاتُ من كلماتِك،
وألتحفُ بصوتِك حين يبردُ العالمُ من حولي؟
كنتَ تسكنُ نبضي،
تغرسُ في أيامي وردًا،
وتطفئُ في صدري كلَّ حربٍ لم أخترْ إشعالَها.
لكنَّ الحبَّ في زمنِنا هذا
يشبهُ المرافئَ التي تنتظرُ العائدين،
ولا يعودُ إليها أحد.
فهل كنتَ عابرًا؟
أم كنتُ أنا من أحبَّ في زمنٍ
لم يعدْ للحبِّ فيه وطن؟
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي