حوار بين الشاعر Dimitris P. Kraniotis و Stefano Chiesa: ترجمة إلى العربية: تغريد بو مرعي
A Dialogue Between the Poet Dimitris P. Kraniotis and Stefano Chiesa
Translation into Arabic: Taghrid Bou Merhi
ديميتريس ب. كرانيُوتيس: رئيس CIESART في اليونان / “دكتور” في الأدب، “دكتور” في الحياة
1) فيما يتعلق بالتعليم المبكر، هل أنت على دراية بالمساهمة الهائلة للحضارة اليونانية القديمة في مجتمعنا الحالي؟
نعم، بالتأكيد! لقد كان للحضارة اليونانية القديمة تأثير عميق على التعليم المبكر، ولا تزال العديد من أفكارها ومساهماتها تتردد في أنظمة التعليم الحديثة.
كان اليونانيون روادًا في تطوير الفلسفة، والمنطق، والرياضيات، والخطابة، وكلها أثرت على أسس التعليم الحديث. قدم الفلاسفة اليونانيون، وخاصة سقراط وأفلاطون وأرسطو، مساهمات كبيرة في نظريات التعليم.
ساهم أرسطو بشكل خاص في دراسة الخطابة، التي أصبحت حجر الأساس في التعليم الغربي، وخاصة في مجالات القانون والسياسة والتواصل. كما أن مساهمات اليونانيين في الرياضيات والعلوم أثرت في أنظمة التعليم بشكل عميق.
كان التعليم في اليونان القديمة يُنظر إليه على أنه وسيلة لتنمية العقل والجسد لصالح الفرد والمجتمع. ولا تزال الفلسفة اليونانية القديمة جزءًا أساسيًا من المناهج الدراسية اليوم، حيث تستمر العديد من أفكارهم حول الأخلاق والمنطق والسياسة في توجيه التعليم المعاصر.
2) باعتبارك طبيبًا معتمدًا، هل يمكن إيجاد رابط بين الشعر والطب؟
نعم، هناك ارتباط عميق وثري بين الشعر والطب. فكلاهما يهتمان بشكل أساسي بالحالة الإنسانية. يستكشف الشعر المشاعر والتجارب النفسية والوجودية للحياة، بينما يهتم الطب بالصحة الإنسانية والشفاء.
يتمتع كل من الطب والشعر بجانب علاجي، حيث إن عملية الشفاء لا تقتصر فقط على العلاج الجسدي، بل تمتد أيضًا إلى الرعاية العاطفية والنفسية. وبالمثل، يُعرف الشعر منذ فترة طويلة بخصائصه العلاجية، حيث يمنح الشعور بالتطهير النفسي والتواصل العاطفي.
يتطلب كل من الأطباء والشعراء مستوى عالٍ من التعاطف والفهم. في الطب، يسمح التعاطف للأطباء بالتواصل مع المرضى، وفهم معاناتهم، وتقديم رعاية تأخذ في الاعتبار ليس فقط الجسد، ولكن أيضًا الحالة العاطفية والنفسية للفرد. أما في الشعر، فإن التعاطف ضروري لإنشاء تعبيرات صادقة عن التجربة الإنسانية.
في الطب، يُنظر إلى الجسد من منظور علمي، بينما في الشعر، يتم استكشافه من خلال الرمزية والعاطفة والتشبيه. في جوهرهما، يسعى كل من الشعر والطب إلى فهم الإنسان، ولكن كل منهما بطريقته الخاصة—واحد بالكلمات والمشاعر، والآخر بالعلم والعمل.
3) لقد كتبتَ 11 كتابًا وتُرجمت أعمالك إلى العديد من اللغات الأجنبية: ما هي الكتب الأكثر أهمية بالنسبة لك؟
أعتبر جميع كتبي وجميع ترجماتي ذات أهمية متساوية. لا يمكنني شخصيًا تفضيل كتاب على آخر.
أنا مؤلف 11 كتابًا شعريًا بـ 7 لغات في اليونان وخارجها:
“آثار” (باليونانية، 1985)
“وجوه الطين” (باليونانية، 1992)
“خط وهمي” (باليونانية والإنجليزية والفرنسية، 2005)
“الكثبان” (بالفرنسية والرومانية، 2007)
“إندوغرام” (باليونانية، 2010)
“إيدا” (بالفرنسية والرومانية، 2010)
“أوهام” (بالألبانية، 2010)
“أوراق الحروف المتحركة” (بالإيطالية، 2017)
“ربطة العنق واللياقة العامة” (باليونانية، 2018)
“ناقص واحد” (بالإسبانية، 2022)
“تجاعيد في القهوة” (باليونانية، 2024)
كما أنني رئيس تحرير الأنطولوجيا العالمية “شعر العالم 2011” (بالإنجليزية، 2011) التي تضم 205 شاعرًا من 65 دولة.
وقد تُرجم شعري إلى 36 لغة، وتم نشره في أنطولوجيات وكتب ومجلات في العديد من البلدان حول العالم.
4) ما هو دورك الدولي في “CIESART”؟
أنا رئيس CIESART في اليونان، ونائب رئيس المجلس الاستشاري العالمي لغرفة الكتاب والفنانين الدولية CIESART ومقرها في إسبانيا.
5) ماذا عن أنشطتك في إيطاليا؟
في عام 2008، أصبحت أكاديميًا في الأكاديمية الدولية “Micenei” في ريجيو كالابريا.
في عام 2009، أصبحت أكاديميًا في أكاديمية “Tiberina” في روما.
في عام 2019، أصبحت أكاديميًا في أكاديمية صقلية في باليرمو.
في عام 2024، أصبحت أكاديميًا في أكاديمية “WikiPoesia” الموسوعية للشعر.
في عام 2024، أصبحت أكاديميًا في الأكاديمية الدولية “Léopold Sédar Senghor” في ميلانو.
في عام 2017، نُشر كتابي “Foglie vocali” [أوراق الحروف المتحركة] في فيرارا، إيطاليا، مع مختارات شعرية مترجمة إلى الإيطالية.
وفي عام 2023، حصل هذا الكتاب على الجائزة الأكاديمية الدولية للأدب المعاصر “لوكيوس آنيوس سينيكا” من أكاديمية الفنون والعلوم الفلسفية في باري.
6) هل تشعر بالقرب من الثقافة الإيطالية؟
بالتأكيد، أشعر بعلاقة وثيقة مع الثقافة الإيطالية، بالنظر إلى الروابط التاريخية والثقافية والجغرافية العميقة بين اليونان وإيطاليا.
هناك العديد من الجوانب المشتركة بين الثقافتين اليونانية والإيطالية، مثل:
التراث المتوسطي المشترك، الأدب والفلسفة الكلاسيكية، التقاليد الفنية والجمالية في النحت والرسم والمسرح، اللغة والتبادلات الثقافية.
كما أن نمط الحياة المتوسطي، الذي يركز على المجتمع والعائلة والاستمتاع بملذات الحياة مثل الطعام الجيد والنبيذ والموسيقى، يضيف شعورًا إضافيًا بالألفة بين الثقافتين.
7) ما هو التزامك بالسلام كسفير؟
يرتكز التزامي بالسلام كسفير على فكرة أن الكلمات والفن يمتلكان قوة تحويل القلوب والعقول.
من خلال التعبير الإبداعي، يمكن للشعراء بناء جسور بين الثقافات، والدفاع عن العدالة والمساواة، ومواجهة العنف.
الشعراء قادرون على تعزيز عالم يكون فيه السلام ليس مجرد مفهوم نظري، بل حقيقة ملموسة، تتشكل من خلال التعاطف والتفاهم والاحترام المتبادل.
أستخدم عملي الشعري لتعزيز الحوار والتفاهم بين الشعوب والثقافات، وأشارك في القراءات العامة والنقاشات والمبادرات الثقافية التي تشجع على الخطاب السلمي.
من خلال المهرجانات الشعرية والتعاونات الدولية، أسعى إلى تعزيز التعايش السلمي بين المجتمعات المختلفة.
8) أخيرًا: قصيدة عن السلام
“أنشودة لبطل السلام”
وُلِدتَ ذات مرة
من أجل ألف ثورة
متَّ مرة
لكن نهضتَ ألف مرة
أنرتَ المثُل العليا الخالدة
في صدورٍ مليئةٍ بالأحلام
نفختَ كلمات الشعراء
في رياح متناغمة
أُصبتَ بجروحٍ بلا وجه
وصافحتَ الظلم بقبضةٍ من نور
حاربتَ من أجل الحرية
وانتصرتَ من أجل السلام
سيرة ذاتية مختصرة:
ديميتريس بي. كرانيوتيس شاعر يوناني وطبيب متخصص في الطب الباطني، ولد عام 1966 في لاريسا، اليونان. ألّف 11 ديوانًا شعريًا تُرجمت أعماله إلى 36 لغة، ونُشرت في العديد من الكتب والمجلات حول العالم. شغل عدة مناصب أدبية دولية، منها رئيس جمعية الشعراء العالميين (WPS) ورئيس CIESART في اليونان. حصل على العديد من الجوائز الأدبية وكان ضيفًا في مهرجانات شعرية دولية. يعمل أيضًا أستاذًا ومحاضرًا، ويستخدم الشعر كوسيلة لنشر السلام والتفاهم بين الثقافات.

خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي