
الفجوة بين الأجيال: هل نحن نتحدث اللغة نفسها؟
“لماذا نشعر أحيانًا أن الآباء والأبناء يتحدثون لغتين مختلفتين، رغم أنهم من العائلة نفسها؟”
في عصر تتغير فيه التكنولوجيا بسرعة البرق، وتتبدل القيم الاجتماعية بوتيرة متسارعة، يبدو التواصل بين الأجيال وكأنه تحدٍّ لا ينتهي. فبينما يرى الجيل الأكبر في القيم والتقاليد أساسًا لا غنى عنه، ينظر الجيل الأصغر إلى العالم من زاوية مختلفة، متأثرًا بالعولمة والتطور الرقمي.
لكن هل هذه الفجوة حتمية؟ أم أنها فرصة لفهم أعمق وصياغة علاقة أكثر توازنًا؟
⸻
لماذا تنشأ الفجوة بين الأجيال؟
- التكنولوجيا: جيل يعيش في العالم الافتراضي وجيل يرى فيه تهديدًا
وفقًا لدراسة أجرتها جامعة ستانفورد 2023:
• 89% من الشباب (18-35 سنة) يعتبرون الهاتف الذكي جزءًا من هويتهم.
• 72% من الأجيال الأكبر (50+ سنة) يعتقدون أن التكنولوجيا تُضعف التواصل العائلي.
هذه الإحصائيات تعكس فجوة حقيقية، حيث يرى الأبناء التكنولوجيا وسيلة للتعلم والتواصل، بينما يشعر الآباء بأنها تفصلهم عن الحياة الواقعية. على سبيل المثال، أصبح الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الدراسة والعمل أمرًا طبيعيًا لدى الشباب، في حين لا يزال البعض من الجيل الأكبر يفضل الطرق التقليدية مثل الكتب الورقية.
- العمل: الأمان الوظيفي أم المرونة؟
• بالنسبة للجيل السابق، النجاح يرتبط بالحصول على وظيفة حكومية أو العمل في شركة مرموقة لسنوات طويلة.
• أما الجيل الجديد، فقد أظهرت إحصائية من منصة Upwork أن 63% من الشباب يفضلون العمل الحر لتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية.
بينما يطمح الآباء إلى استقرار وظيفي، يبحث الأبناء عن المرونة والعمل الذي يعكس شغفهم، مما قد يسبب تصادمًا في وجهات النظر حول “الوظيفة المثالية”.
- العولمة: انتماء محلي أم هوية عالمية؟
مع الانفتاح الثقافي، أصبح الشباب أكثر تأثرًا بثقافات مختلفة عبر الإنترنت والسفر والتعليم الدولي، مما يجعلهم يتبنون أنماط تفكير أكثر انفتاحًا. في المقابل، يخشى بعض الآباء أن يؤدي هذا إلى تآكل القيم والهوية الثقافية.
⸻
كيف تبدو الفجوة في الحياة اليومية؟
✍🏻 نازك الخنيزي
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي