
الدكتورة بهية الطشم
ضدّ “العلاقات السامّة”
وُجدت العلاقات الانسانية في حياة الانسان الخاصة والعامة لتهدئة الجهاز العصبي…وليس العكس واذا ما حدث النقيض للسلام النفسي إبّأن اي علاقة سامّة….فإن النأي بالنفس هو أهم بروتوكول نفسي للنفس حِيال نفسها لترفع مستوى حصانتها الذاتية .
ولا غرابة في ذلك؛ لأن ثقتنا بأنفسنا ليست فطرية….بل تتغذى
وما أرقى قول مؤسس علم الاجتماع اميل دوركايم: ” الانسان مزيج من صفاته الفردية والصفات التي اوجدها فيه المجتمع.”
كما اعتبر ماسلو مؤسس علم النفس ” ان الله يغفر الاخطاء; ولكن الجهاز العصبي للانسان لا يغفرها.”
وفي الفلسفة البيولوجية لجسم الانسان إبّان سيرورة حياته كل الخلايا تتجدد…إلا الخلايا العصبية….ما يعني ضرورة الحفاظ عليها وصيانتها نفسياً.
ولعل أقوى الاقوال الفلسفية على الإطلاق قول سقراط والمؤسس الارهاصة الأولى لعلم النفس الحديث….” اعرف نفسك بنفسك.” و” اعرف عدوك.”
ذلك ان معرفة النفس معرفة حقّة تساعدها في معرفة الآخر بشكل جليّ سواء كان صديق أو عدو……
يمكن توصيف العلاقة السامة بأنها تلك التي تستنزف الطاقة الايجابية للنفس وتنثر معالم الكآبة المستشرية في الخلايا العصبية؛ تقلّص دينامية الدوافع للانجاز والحياة للشخصية؛ وتشتّت القدرة التفكيرية للدماغ؛ وتسبب الوهن الوظيفي البيولوجي للجد( آلة النفس) ما يعكس عدائية في التصرفات وانفصال الشخص عن الواقع.
وفي ما يلي أبرز أنماط الشخصيات السلبية التي تبثّ الطاقة السلبية في علاقاتها المؤثرة بالآخرين:
١. الشخصيات السيكوباتية
٢. الشخصيات الانتهازية
٣. الشخصيات النرجسية
٤. مصّاصي الطاقة
٥. البخلاء
٦. أصحاب التصلّب بالشخصية
٧. الانفصام الحاد بالشخصية( العناد)
٨. الغباء أو العته العقلي
٩. الساديين والمازوخيين
١٠. المنافقين.
ومن المهم أن تنأى الشخصيات السوية بعلائقها عن وشائج العلاقات السامة وبكل أنماط الشخصيات اللاسوية؛ واذا ما اضطرت الى التعامل معها في اطار مواقف متباينة وضمن حيّز وجودها الأسري أو المجتمعي؛ اذذاك تلتزم الشخصية السوية أو تراعي معايير جمّة لتحافظ على سلامها النفسي.
وفي ما يلي نذكر أهم السّمات التي يجب توافرها وبصحة اضطرارية اذا ما وُجدت في العلاقات خلال التعامل معها:
- عدم التأثر بها
- المرونة المتعددة الوجوه
- الغموض
- تجاهلها لبعض الوقت
- الاحتواء النفسي دون الانغماس في مواقفها أو عواطفها
- تنويمها مغناطيسياً بطريقة لا واعية.
- التركيز على زلاّت لسانها وكلماتها المتكررة ورصد سلوكياتها اذا ما كانت تعنينا او وتؤثر بنا تلقائياً دونما محاسبة مباشرة لأخطائهم.
- ممارسة الذكاء العاطفي
- إظهار التغابي في بعض الأحيان إزاء بعض المواقف لتجنّب العنف.
- عدم إظهار موقف حاسم في بعض المواقف …او إظهار العدائية الكبيرة؛ بل اعتماد طابع الألوان المتعددة عند التعامل مع أصحاب الشخصية المتقلّبة…
وخِتاماً أصدق علاقة محبة هي علاقة الانسان السويّ مع نفسه؛ يحبها حُباً صحياً ويسمع لها ولا يجلدها البتة؛ وإنما يحاسبها بمرونة وبطريقة دورية دونما تكريس المازوخية فيعمل على تطويرها باستمرار؛ ويكون حواره مع العقل الباطن أو اللاوعي بنّاء وايجابي بعيداً عن أصناف العدائية والتشرذم أو الانحراف السلوكي.
فمن هانت عليه نفسه هان عنده جميع الناس….
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي