قرٲة تحلیلیة لنص للشاعرة فریال حمید
بقلم سلوی علي
قصيدة (النعناع البري) تُقدّم تأملاً شاعرياً عميقاً في قضايا الهجرة والهوية باستخدام لغة بسيطة لكنها موحية. الشاعر نجح في تحويل نبتة عادية إلى رمزٍ للذاكرة والانتماء، مع إبراز التناقض بين الأصالة والحداثة عبر صور طبيعية حيّة. القصيدة تترك أثراً طويلاً بسبب شاعريتها وصدقها العاطفي، كما تتناول القصيدة ایضا فكرة الانتماء والاغتراب من خلال صورة نبات (النعناع البري) الذي يرمز إلى الهوية والذاكرة الجمعية. الشاعرة تستحضر حقل اللافندر وحقول العدس كفضاءات جغرافية وثقافية مختلفة، حيث يُقارن بين النعناع (الترابي) المحلي والنعناع )البنفسجي الفاقع) الأوروبي، مما يشير إلى صراع الهوية والتغريب. القصيدة تلامس أيضاً فكرة الانتقال عبر الحدود، سواء كانت حدودا طبيعية أو ثقافية، مع إيحاء بأن الجذور تظل حية حتى في المنفى.
نری في القصیدة تكرار عبارة (النعاع البري) حیث يعمق الإحساس بالحنين والتمسك بالأصل.
الانزیاح في هذه العبارة (والذي قد أخذ وعبر رحلة الحدود) تحوّل النبات إلى كائن مهاجر، مما يضفي عليه صفة إنسانية.
كمانری المفارقة في هذه القصیدة بين اللون (البنفسجي الفاقع -الغريب الزاهي) واللون (الترابي -المحلي البسيط)، مما يعكس صراع الجماليات والثقافات و الانتقال من حقل اللافندر إلى حقول العدس يُجسّد الانتقال من الغرب إلى الشرق، أو من الرفاهية إلى البساطة.
(وكالنحلة لا يخطئ حدسي) استعارت الشاعرة التشبه بالنحلة التي تعرف رحيقها الأصلي و تٲكد غريزة الانتماء.
استطاعت الشاعرة من خلال الترمیز في القصیدة يان تحاكي تدفق الذكريات والتداعي الحر، مع تفعيلات متغيرة تعكس تقلبات المشاعر. ف(النعناع البري) يرمز إلى الهوية المهددة بالتغيير أو الاندثار.
(التراب)يشير إلى البساطة والفقر المادي، لكنه أيضًا علامة على الأصالة.
(رحلة الحدود) ترمز إلى الهجرة أو التغريب الثقافي.
عند التوغل باعماق القصیدة نلتمس ونحس بالحنين إلى الماضي من خلال استحضار الطفولة والزراعة البسيطة في (حقول العدس) ، رغم ان القصيدة قصيرة لكنها غنية بالرموز والدلالات.
القصیدة
النعناع البري
يأخذني
هذا الحقل الشاسع
من اللافندر
إلى حقول العَدس
التي كانت تحتوي
بعضاً من شتلات
النعناع البري
أغمض عيني
وأنا استنشقها
وكالنحلة لا يخطأ حدسي
إنه النعناع البري
والذي قد أخذ وعبر
رحلة الحدود
اسمها الاوربي الجديد
ولونها البنفسجي الفاقع
المختلف عن لون نعناعنا الترابي
هناك،
حيث حقول العدس
حتى وجوهنا كانت ترابية

خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي