في كركوك، وُلدت على ضفاف الطين والنار، وبين يديها تشكّلت الحكايات من صلصال، لا بالفرشاة فقط بل بروح فنانة وهبت قلبها للفن التشكيلي، فغدت واحدة من أبرز الخزّافات العراقيات.
ندى عسكر، خريجة كلية الفنون الجميلة – جامعة بغداد، ومؤسسة مركز “الندى للخزافين”، اسم يتوهج في سماء الإبداع العراقي والعربي. أقامت خمسة عشر معرضاً شخصياً داخل العراق وخارجه، وشاركت في أهم الملتقيات والمهرجانات الفنية العربية.
من هنا كان لمجلة أزهار الحرف هذا الحوار، حيث نغوص معها في عوالم الخزف، والانتماء، والهوية، لنكتشف ما الذي يجعل من الفن حياة لا مجرد مهنة.
حاورتها من لبنان جميلة بندر
1.بداية، من أين استمدّت ندى عسكر هذا الشغف العميق بفن الخزف؟
2.كيف تصفين تجربتك الدراسية في كلية الفنون الجميلة ببغداد، وما الذي أضافته لكِ على الصعيد الإبداعي؟
3.ماذا يعني لكِ أن تكوني امرأة خزّافة في مجتمع تقليدي، وهل واجهتِ صعوبات في بداياتك؟
4.أنشأتِ مركز “الندى للخزافين” في كركوك، حدثينا عن هذه التجربة وأهدافها؟
5.كيف ترين واقع الفن التشكيلي والخزف في العراق اليوم؟
6.ما هي القيم أو الرسائل التي تسعين دائمًا لإيصالها من خلال أعمالكِ الفنية؟
7.لكِ مشاركات داخل العراق وخارجه، ما الفرق الذي لاحظتِه بين الجمهور المحلي والعربي؟
8.شاركتِ في معارض دولية في الصين، اليابان، تركيا، الجزائر، وغيرها… أي تجربة تركت الأثر الأعمق فيكِ ولماذا؟
9.في خضمّ التنوع الثقافي العراقي، كيف استطعتِ أن تعكسي هوية العراق في خزفياتكِ؟
10.من خلال مشاركاتك في مهرجانات بابل والوسطى والنجف وغيرها، كيف ترين دور هذه الفعاليات في دعم الفنانين؟
11.نلتِ جوائز رفيعة مثل الأوسكار الذهبي وقلادات الإبداع، كيف تنظرين إلى هذه التكريمات؟ هل تُحفز الفنان حقًا؟
12.كيف ترين مستقبل المرأة الفنانة في العراق؟ هل نضج الحراك النسوي في الفن؟
13.كيف تعاملتِ مع التحديات التقنية واللوجستية لإقامة معارض شخصية في مدن مختلفة داخل العراق وخارجه؟
14.هل أنتِ مع تصنيف الفن التشكيلي وفق المدارس أم تؤمنين باندماج الأساليب وتجاوز التصنيفات؟
15.ما هو الفرق بين الفنان المُلتزم والفنان الحر؟ وأين تضعين نفسكِ بينهما؟
16.نراكِ دائمًا حاضرة في المعارض والملتقيات الرسمية وغير الرسمية… كيف توفقين بين نشاطك الفني وحياتك الشخصية؟
17.هل تتعاونين مع فنانين شباب؟ وما رأيك في تجارب الجيل الجديد من الخزافين؟
18.ما هو العمل الأقرب إلى قلبكِ من بين كل ما قدمتِه؟ ولماذا؟
19.ما رأيكِ بمستوى الحضور النسوي في الوسط الفني العراقي والعربي؟ وهل تنصفه المؤسسات الثقافية؟
20.وأخيرًا، كيف تنظرين إلى الملتقيات الشعرية العربية، وخصوصًا ملتقى الشعراء العرب الذي يرأسه الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد؟ برأيكِ، ما أهمية تقاطع الفن التشكيلي مع الشعر في مثل هذه الفضاءات الثقافية؟
حاورتها من لبنان جميلة بندر
عضو بملتقى الشعراء العرب
محررة بمجلة أزهار الحرف.
١.. الخزف احببته عندما درست في كلية الفنون أحببت ان اتعلمه واختص به واعرف أسراره وكيفية تلونيه بمادة الزجاج والاكاسيد و لانه علم يعتمد على الكيمياء والجيلوجيا وانه فن يحتاج التطلع والاستمرار في متابعة التجارب الجديدة حوال العالم فن جميل جدا ومتجدد باستمرار
٢.. تجربتي كانت كأنها حلم جميل جدا في كلية الفنون تعرفت من خلال وجودي على كل أنواع الفنون واكيد استفد من كل الاختصاصات للفنون التشكيلية في الرسم والنحت والتصميم والكرافيك مجرد وجودي بين الفنانين واساتذتي المبدعين وتوجيهاتهم المستمرة والذين اسسو في داخلنا الالتزام واحرص في تقديم أعمالنا بحرص ودقة وذات معنى وهدف.
٣…..الخزف بحد ذاته فن صعب جدا على المرأة لكون فن الخزف مراحل العمل فيه متعبة وتحتاج لقوة بدن الإنسان في عمل تصفية الطين وعجن الطين وتحضير الزجاج والاكاسيد وتصفيتها لعمل الوان فنية مميزة وبعدها تصميم العمل وتنفيذه والانتظار لتجفيفية ووظعه في فرن الخزف لتسويته وهذا يحتاج وقت طويل ومراحل متعدده لهذا يصعب على المرأة ان تختص به ولهذا افتخر لكوني اعمل في الخزف فيه نوع من التحدي كنا وصفني استاذي ماهر السامرائي المعروف قال لي عندما حضر إحدى معارضي الشخصية قال على الرجال العمل في الخزف صعب فكيف بالمرأة لديها عائلة وثلاث اولاد وزوج ان تعمل في هذا المجال الصعب… والحمد لله زوجي الخزاف غسان آل سعيد كان عونا لي ومتفهم لظروف العمل الصعب كان معي في كل خطوة وسند لي في إقامة المعارضي الشخصية وانا ايضا عونا له في قيام معارضه الشخصية ومن حسن حظي ان تزوجت بفنان ومن اختصاصي.
٤… تجربتي في انشاء مركز الندى للخزافين كان الهدف منها تعليم فن الخزف للشباب الذين لم يحالفهم الحظ في الدخول بالمعاهد والكليات الفنية وان هذا الفن تقريبا لم يختص فيه الا القليل بسبب تكاليفه الباهضة بجلب أفران ومواد الزجاج والاكاسيد والطين الخاص بالخزف كلها مواد مكلفة ولهذا اسست المركز انا وزوجي الخزاف غسان آل سعيد ليكون كلمعهد لتعليم فن الخزف مجانا ويكون انتاح الأعمال لتسويقها واستفادة الشباب الذين يعملون على تسويقها والربح للمركز ولهم.
٥… واقع الفن جيد جدا في العراق وخاصة في بغداد تقام باستمرار معارض فنية رصينة وجميلة وهناك جمهور يتابع ويعشق الفن التشكيلي.. الخزف محدود بعض الشيئ لكون الخزافين قليلين والسبب كما ذكرت تكاليف فن الخزف متعبه لكثير من الفنانين.. ولهذا يقام في بغداد معرض واحد للخزف في السنة وهناك مشاركات قليلة في معارض الرسم للخزف.
٦… احب ان اوصل من خلال أعمالي التي لها علاقة بتاريخ وادي الرافدين العظيم نحن بلد واحفاد مملكات اشور وبابل وأكد وسومر مملكات عظيمة تركت لنا علوم وفنون وقوانين كانت الأول في العالم… ونحن الان وقعنا تحت الاحتلال وتحت نهب ثرواتها من قبل الدول التي سيطرة على هذا البلد العظيم ومن خلال أعمالي اطالب بإعادة آثار بلدي لترجع الى موطنها الأصلي وهو العراق… مثل بوابة بابل سرقت من العراق واحتفظوا بها في متحف برلين بالمانيا ومسلة حمورابي في متحف فرنسا والثور الَمجنح في ألمانيا وكثير من الدول واخرها أمريكا سرقت القيثارة من بلد القيثارة وكثير من التحف هدفي من أعمالي إعادة كل مسروقات واثار العراق الى العراق موطنها الأصلي.
٧…المشاركات داخل العراق وخارجه ومع الجمهور العربي والمحلي هو نفسه لافرق بينهم كل من يزور المعارض الفنية اكيد هو عاشق للفن ويحب ان يطلع على الأعمال الفنية ويقتنيها لذا لم أجد سوى المعجبين ومحبي الفن سوى في المعارض المحلية او العربية.
٨… تجربة الصين واليابان من أجمل التجارب لديا لم أجد شعب يحترم الفن ويعشقه بجنون مثل الصين واليابان يحترمون الفنان ويقدسوه ويركعون له بأدب واحترام بحيث يخجل الفنان من كرم اخلاقهم الراقية والادبهم المميز.
٩.. كل خزاف له بصمته الخاصة وهوية العراق عكستها في أعمالي التراثية كلمخشلات والجداريات التراثية البغداديات وبقية أعمالي أعمال حرة في اخرجها كاشكال غريبة.
١٠…مشاركاتي في مهرجان بابل الواسطي والنجف ولعددت مرات وسنوات طويلة لي مشاركات فيها هي مهرجانات كبيرة ومهمة جدا في دعم الفنان بدعمه بشهادات تقديرة ودروع للتميز واقتناء أعمال الفنانين من قبل زوار المعارض والمسؤولين.
١١.. الجوائز مهمة جدا طبعا تحفز الفنان على الاستمرار والعطاء والحفاظ على مستواه الفني والحرص في تقديم الأفضل.
١٢….الحركة النسوية في العراق مميزة ولها تشجيع خاص من قبل المؤسسات ووزارة الثقافة وجمعية الفنانين العراقين وهناك تشجيع خاص من قبل وزارة الثقافة للمشاركة النسوية ولها ومعارض خاصة نسوية تقيمها وزارة الثقافة وجمعية الفنانين ومؤسسات ومنظمات لتشجيع مشاركة المرأة في المعارض الفنية.
١٣…في العراق وداخل العراق لاتوجد تحديات بل كان يتم الترحاب وتقدم التسهيلات في إقامة المعارض في مدن العراق
المشكلة في المعارض التي تقام في الخارج استحصال الموافقات ودفع الغرامات هي العائق اما الخزف لخروجه خارج البلد فهو من الأمور الصعبة جدا ولهذا مشاركاتي الخارجية هي لوحات رسم فقط.
١٤…التصنيف ضروري والمدارس الفنية ضرورية لابراز إمكانية الفنان التقنية والفن تجارب وأساليب يستخدمها الفنان لارسال رسالته الخاصة للمجتمع مهما كان نوع تصنيفه وهناك اندماج بالتصنيف كله فن ورسالة خاصة.
١٥… الفن كله فن اذا كان ملتزم او حر وانا أعمالي في الرسم ملتزمة ولديا اسلوب خاص وملتزم واعمالي الحرة استخدمها في فن الخزف لذا انا أمارس الحر و الملتزم في أن واحد.
١٦.. اكيد لديا بعض الوقت ان اكون ملتزمة في ان احضر معارض وملتقيات رسمية
وحياتي الشخصية لها وقتها وانا ملتزمة لبيتي واولادي وحياتي الخاصة منذ أن كان أولادي صغار ولحد الان هم الان شباب ومعتمدين على أنفسهم والحمد لله.
١٧..اكيد متعاونه مع الشباب فانا كنت ادرس واعلم الشباب فن الخزف والرسم في معهد الفنون الجميلة وفي مركز الندى للخزافين… وتجارب الشباب جميلة ويوجد كثير من المبدعين يستوجب ان نفخر بهم.
١٨…كل أعمالي قريبة الى نفسي لأنها خرجت من صلب تفكيري وتأثيري بموضوع سواء الأعمال القديمة والجديدة لا استطيع ان ارسم لوحة او اعمل عمل خزفي اذا لم أكن متأثرة بموضوع سحرني او أثر بي ولهذا كل أعمالي قريبة لقلبي.
١٩…الحضور النسوي دائما رائع وأكثر رواد المعارض هم النساء يعشقون الحضور في المعارض يستمتعون بأجواء المعارض ومشاهدة الأعمال والمؤسسات الثقافية هي من تشجع ذالك الحضور وتتباه به.
٢٠…من المهم جدا أن تكون وملتقيات شعرية عربية ليكون هناك تبادل بالثقافة والاطلاع على تجربة الآخرين… وهناك تلاحم بين الفن والشعر وانا من رسم ٢٠ لوحة فنية ترجمة لقصائد شاعر وعملت فيها معرض شخصي بعنوان ( قيثارة من ضوء) سنة ٢٠١٣ بوزارة الثقافة في بغداد بمناسبة بغداد عاصمة الثقافة العربية.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي