
صوت الروح في رقصة الأبدية
———————-
أنا عاشقةٌ في الخلودِ أبحرتُ، في بحارِ الأحلامِ حيثُ النجومُ تُحاكي الشوقَ في غِياهبِ السِّرِّ. حملتُ بين يديَّ لهيبًا، يُضيءُ الأعماق، ويُفتِّتُ الظلالَ في قلوبِ الأزمنة.رأيتُكَ في طيفِ المعابدِ، في صلاةِ الأشجارِ التي تنحني عندَ حافّةِ الكون، تُرسلُ أنفاسها نحوَ السماءِ.
ألمسُ فيك جوهرَ الحُبِّ السِّرمديِّ،
رُوحًا تتراقصُ بلا قيودٍ، تُعانقُ القدرَ.
يا نبعَ الحقيقةِ، ياميثاقَ الأرواحِ!
أنتَ السرُّ الذي يزهرُ في غموضِ الفجر، ووشوشةُ الريحِ التي تحملُ حكاياتٍ بين المجرّاتِ. أشتعلُ بذكركَ، كأنَّني شمعٌ يذوبُ، لكنَّه أبدًا لا يفنى، يسيرُ نحوَ نورِك الأزليِّ.تُعبثُ بي الأسئلةُ في رقصةِ العدم، لكنَّ حُبّكَ يُبثُّ إجابةً تُدثّرُ شكّي. في كلِّ انحناءةٍ أجدُكَ، في جرحِ الوردةِ، في انطفاءِ الغُروب، وعندَ كلِّ حافةٍ ترفعُني نحوَ سَماءِ الخيالِ.أنتَ لحنٌ يمتدُّ في صمتِ النجومِ، وأنا نايٌ يعزفُ لملائكةٍ تستريحُ على أجنحةِ الأبديةِ، حيثُ النورُ لهيبٌ يُنيرُ سوادَ الحكمةِ، وكلُّ رمقٍ هو قُبلةٌ على جبينِ الأسرار.ما أجمل كلمات الحب بيننا كطيورٍ تحلق نحو النور، أنت لست أنت، وأنا لست أنا، نحن كوكبان يلتقيان في رقص الأبدية!”
هكذا، صار عشقنا ليس بحثاً عن الآخر، بل احتواءً للصمت بين دقات القلوب، حيث الكون نفسه يوشوش أسراره. أنا التي تكتبُ اسمك في الهواء حين أنفاسي تتحول إلى شذرات من روحك، وأراه يتناثر في الكون كأنما صار الضوء مسكنه. وحين ينادي الليل بصمته، أجدني أسمع همسك في قلبي يتردد كأغنية أبدية، تُعيدُ تشكيل الزمان والمكان حولي. كل نجمةٍ أراها هي مرآةٌ لك، تعكس تلك الأحلام التي لا تنام، وكل قطرة مطر تلامس الأرض تروي ذكرياتنا في قلب الأرض. أنا العاشقة التي لم تعد ترى إلّا وجهك في كل شيءٍ حيّ، الذي يحس بأن السماء تفنى لو انطفأت أنت لحظةً.فكيف يمكنني أن أصف عشقي؟ هل أسميه بحرًا؟ لكنه أعمق. أم أسميه شمسًا؟ لكنه أبدى. إنه نبضٌ في كل نبضة من كوني، وترددٌ في كل همسة من كياني. وفي هذا الوجود حيث ينطوي كل شيء على العدم، أجد فيك البداية
والنهاية، الوعد والأبدية.هكذا أعيش في أبدية العشق، راويةً حكاية لا تنتهي، أنت سطورها وأنا حروفها. وأنا من دونك كلمة معلّقة تبحث عن معنى.
19/04/2025
سمر الديك سورية/فرنسا
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي