
الشّــقي
إلى كل عاملٍ وكادحٍ وصانع حياة في عيد العمــل
من شــهقة الفجـرِ حتى غصّةِ
الطــرقِ
يمشي على السَّــطر بين الحبـــرِ والــورقِ
يصحــو مع الغيــمِ لا يلوي
على تعــبٍ
يســـقي المسـافـاتِ بالإصــرارِ والعـَـرقِ
قــدْ شَـــيّـدَ الكـونَ منــذُ الطينِ
ســاعدُهُ
وحقلَـــنَ القحْــطَ أرسـى روعــةَ الحبـقِ
لولاهُ ما كانتِ الأفلاكُ
جاريةً
وســطَ الميــاهِ وفــوقِ المــوجِ والأُفُـقِ
لولاهُ لم يرتفــعْ بيــتٌ
وســاريةٌ
أرســى الأمانَ بــرغمِ الجــهدِ والقلـقِ
أومى إلى القمــحِ صارَ الخيـرُ
أرغفــةً
أعطى وجاع َ وصانَ الخـلْقَ بالخُلُــقِ
كم يحفرُ الصــخرَ والمحراثُ
يحســـدُهُ
كي يـزرعَ الأرضَ بالناياتِ والحَـدقِ
وكم يزاحــمُ وحـشَ الليــلِ
في دعــةٍ
ما قــالَ يـومـاً لأطيــارِ السّـنا احترقي
ضـمّ الفراشـاتِ نحو القلبِ
أودعَهــا
حقلَ الضميــرِ وعَــلَا صوتُهُ انطلقي
في عيـدهِ اليـومَ والدنيــا
تلاحقُــهُ
بالفقــرِ والجــوعِ لا يشــكو من المَلـَقِ
يصيــحُ بالكــونِ إنّي قـدْ
أبحْـتُ دمــي
ولســتُ أبحـثُ عن تيجانَ في السّبقِ
ويكْفنــي اليومَ انَ الناسَ
هانئــةٌ
وفي مرايايَ ألقـى كم غـدوتُ شــقي
عصمت حسان رئيس منتدى شواطىء الأدب لبنان بشامون