غوانتيندوف رواية نعيمة فنو الممنوعة من النشر بالمغرب
رغم إبرام عقد رسمي مع دار إفريقيا الشرق، إحدى أعرق دور النشر بالمغرب، لم تُكتب لرواية “غوانتيندوف” للكاتبة والشاعرة والفنانة التشكيلية نعيمة فنو فرصة الصدور ورقياً. فقد رفضت المكتبة الوطنية المغربية تسليم رقم الإيداع القانوني للرواية، وهو الإجراء الضروري لنشر أي كتاب داخل المغرب. وقد تم توثيق هذا الرفض بحضور مفوض قضائي، مما جعلها عمليًا محجوزة عن الطباعة والتداول.
هذا الرفض، الذي تم بدون إصدار قرار إداري معلن، يُعدّ منعًا غير مباشر للرواية، ويثير تساؤلات حول الرقابة على الإبداع الأدبي، خاصة حين يحمل النص رمزية ودلالات قد تثير حساسيات سياسية.
عنوان الرواية “غوانتيندوف”، الذي يمزج بين غوانتانامو وتندوف، يحمل في طياته دلالات رمزية عميقة حول قضايا الاعتقال والحرية والهوية. هذه الرمزية المكثفة، التي تسائل الواقع السياسي والاجتماعي في المنطقة، قد تكون السبب الرئيس وراء الرفض، رغم عدم وجود أي محتوى مباشر يُصنف كخرق.
نعيمة فنو، وهي شاعرة وفنانة تشكيلية وروائية مشهورة بالمغرب، وتكتب أيضًا في الفلسفة، تُعرّف كتاباتها بأنها نافذة تسائل المعايير السائدة، وتستند إلى مقاربة رمزية وفكرية تتجاوز الأدب التقليدي.
رفض تسليم رقم الإيداع القانوني لرواية “غوانتيندوف” يعيد فتح النقاش حول حدود حرية التعبير في المغرب، ويُبرز قضية الرقابة الثقافية بشكل غير مباشر. الرواية، التي كان من المفترض أن تصدر عن دار إفريقيا الشرق، أصبحت الآن قضية ثقافية في حد ذاتها، حيث بات المنع هو الذي يعطيها صوتًا أكبر.
