ليلى تضن عليه فيما
اعتاد أن يلفيه أنسا
حتى استثار خياله
فحديثها ألفاه درسا
ألقته مكتوف اليدين
مقيدًا لم يحو طرسا
تلقيه دون تكلفٍ
قد طاب ألفاظًا وجرسا
فيبث شجوًا سحره
قد جاوز الأملاك قدسا
تخذ المسارب دون قيدٍ
مانعٍ مذ طاب غرسا
مذ حال دون لقائها
فيكون ما قد كان حدسا
ما كان أطول ليله
قد زاد في الأسداس خمسا
يصغي فيخرس نأمةً
فحديثها لم يعد همسا
مازال يأمل وصلها
طيفًا ولا تدنيه لمسا
هذا حديث قد أعيد
عليك مراتٍ فتنسى
ماذا دهاك نسيته
أم أنها جاءتك خرسا
أم أنها ليست كما
عاهدتها مذ كنت حلسا
أعراقكم شتى عليك
تألبوا رومًا وفرسا
ليسوا كعهدك فيهمُ
وتجاوزوا ما كان أرسى
تعسًا لأنسابٍ عددت
قبالها أزدًا وعبسا
من دون علم كبيرهم
حتى وما عدوه رأسا
أو هل تظن بأنهم
قد يألفون اليوم حبسا
إن جئت تسأل عنهم
لا لن تضل هناك مرسى
هم من غدوا لا يسلمون
قيادهم من كان أقسى
ظنوه يخلف وعده
فيجيئهم بالمكر بأسا
ما زاد قدرًا إنما
قد زاد عند الطعن قوسا
لا يرعوي عن غيه
فيخاله الأغرار قيسا
صبٌّ يؤرقه الجفا
ويمضه الواشون يأسا
ما جئت أرقب ما يكون
عليه من حال فيؤسى
وجوىً يؤرق مضجعي
أو هل تود تراه طمسا
وأقضه ألا تجود بوصلها
فيسوء نكسا
دنفٌ أمض به الجوى
ومتيمٌ يرتاع نحسا
جم الهموم تزيده الأحزان
نائبة وتعسا
فيسر واشٍ بالذي
قد عده إذ ذاك عرسا
ما جاء عفوًا بل أتى
دخلًا وناصبةً ورجسا
دمعًا تسح محاجري
فالجرح مس الروح مسا
لوقا الحكيم أضلني
و إخال زاد الأمر لبسا
يظما الفؤاد إلى الورود
وفي الشفاه الري لعسا
أنا لست أنسى ما تلوت
علي عطرًا لست أنسى
أغفو يهدهدني حديثك
مذعنًا أغفلت عمسا
أغفو ولست أرى تململ
مقلتي يزداد لدسا
وقبست نورًا من لماك
تخذته قبسًا وأسا
أبقيتني متجاوز العقبات
حتى صرت مأسا
مازلت أنهل ظامئًا
رشدًا وما بددت فلسا
ليلى أعيذك أن تضني
باللقا فتسر ليسا
