
"في حبِّ دارِ العلوم"
1- يا دارُ، كم في القلبِ من تَحْنانِ
فالشوقُ أرَّقَ مضْجعي وشجاني.
2-إنْ شئتَ، سلْ عيني تُجبْكَ بأدمعٍ
أو شئت، سلْ قلبي عنِ الْخفقانِ
3- يا لائمي في حبِّها، مهلًا فما لي حيلةٌ في حبِّ تلك يدانِ.
4-زعمَ الوشاةُ بأنَّني قد نابني هجرٌ وإعراضٌ،بلا برهانِ.
5-فأتتْ شهودُ الوصْلِ تشْهدُ أنني باقٍ على عهدي مدى الأزمانِ.
6-فلأجلِ ذا حكمَ القضاةُ لصالحي
ببراءتي مِنْ زعمِهم سُلواني.
7-ولذاك قاضي الوصلِ ساءلَ يا فتى
هلَّا تُحدّثُنا عنِ الهَيَمَانِ.
8-فاسْمعْ شهادةَ مخلصٍ يا سيدي
للهِ،للتاريخِ،للأزمانِ.
9-واللهِ مهما أقلْهُ في دار العلو
مِ لخانني في مدحِها إمكاني.
10-أنعمْ بدارٍ قد تفاضلَ أهلهُا
أبدًا كما يتفاضلُ القمرانِ.
11-أكرمْ بأهلِ الدار مِنْ متعلِّمٍ
إخوانُ خيرٍ أيَّمَا إخوانِ.
12-الصابرون على العلومِ وصعبِها
النَّاهلونَ مِنَ المعينِ الهاني.
13-العارفونَ لِقدْرِ أهلِ العلمِ، كم
في دارِنا مِنْ عالمٍ ربَّاني.
14-اللهُ يشهدُ كم لتلك الدار من أيْدٍ على باغي العلومِ حِسانِ.
15- يا طالبَ العلمِ الشريفِ وفضلِه
هاتيكَ دارُ العلمِ،سِرْ بأمانِ.
16-فالعلمُ في دارِ العلومِ مؤصَّلٌ فيها علومُ الضَّادِ والقرآنِ.
17-لو كان للضادِ الشريفةِ موكبٌ. في هذهِ الدنيا يُرى بعَيانِ.
18-ما اخْتارتِ الضادُ الشريفةُ غيرَها
دارِ العلومِ لموْئلِ السلطانِ.
19-ولكانتِ الدارُ المنيعةُ حارسًا
هابَ الأعادي منه كلَّ زمانِ.
20-ولكانتِ الدارُ المنيعةُ مركزًا
للحكمِ والملكِ العظيمِ الشانِ.
21-مَنْ تاه في بحرِ الرطانةِ غارقًا
يرجو النّجاةَ لشاطئٍ بأمانِ.
22-فالْزمْ طريقَ الدارِ جهدَك جاهدًا
فسفينُها تنجو مِنَ الطّوفانِ.
23-مَنْ جاءَ بالتّغْريبِ يزعمُ حاقدًا
أنّ العروبةَ لمْ تَعُدْ بمكانِ.
24-يدعو إلى هدْمِ اللسانِ، وحربُه
–ليستْ بخافيةٍ-على القرآنِ.
25-قامتْ إليه الدارُ تدحضُ زورَه
دحضًا بكلِّ مهنّدٍ وسِنانِ.
26-قالتْ أنا دارُالعلومِ، أنا العلا
مَنْ ذا يبارزْ يَبْدُ في الميدانِ.
27-فلَأَدْحَضَنَّ بِمِعْولي شبهاتِكم
رغِمَتْ أنوفكمُ ومَنْ يشْناني.
28-دارُالعلومِ أنا، أنا أسدُ الشَّرَى
في وجهِ كلِّ مضلِّلٍ فتَّانِ.
29-فلأجْلِ عرضِ الضادِ أنْصبُ رايةً
في ظلِّها حمي الوطيسُ الآني.
30-أبدَ الزمانِ ورايتي منصوبةٌ عزَّتْ على مستشرقٍ أو شاني.
31-كم أنجبتْ دارُالعلومِ مواهبًا
ملئوا الدّنا بروائعٍ وبيانِ.
32-لِنرى ونسمعْ مِنْ قديمِ العصرِ ما
قد غابَ مِنْ قِسٍ ومِنْ سحْبَانِ.
33-فيها مِنَ الْعلماءِ كلُّ محقِّقٍ مستمسكًا بشريعةِ الرحمنِ.
34-فكأنَّ تحقيقاتِهم عيسى الذّي
أحيا مِنَ الْأجْداثِ ذا أكفانِ.
35-زاحوا الترابَ عنِ التّراثِ، كأنما
شمسٌ هوتْ فتعودُ للدورانِ.
36-واللهِ أنتِ منارةُ الدنيا وأنـ
تِ ملاذُ كلِّ مذبذبٍ حيرانِ.
37-يكفيكِ يا دارَالعلومِ مكانةً أنْ قدْ أُقِمْتِ لِخدْمةِ القرآنِ.
38-يكفيكِ فخْرًا أنَّ علمَكِ حارسٌ
للدينِ دونَ مهنّدٍ وسِنانِ.
39-كنْ طالبًا للعلمِ تنعمْ يا فتى
والْبسْ ثيابَ العلمِ والإحسانِ.
40-طلبُ العلومِ فضيلةٌ إنْ صنْتَها
بُلِّغْتَ دارَ الخلدِ والرضوانِ.
41-حُزْتَ المعاليَ كلَّها يا دَرْعميْ للهِ درُّكَ مِنْ فريدِ زمانِ.
42-صُنتَ القُرَانَ مِنَ اللُّحونِ كذا العِدى
لمّا حفظْتَ الضّادَ خيرَ لسانِ.
43-فارْفعْ شعارَ الدارِ إنك دَرْعميْ
ترِبَتْ يمينُكَ يا فتى الْفِتْيانِ.
44-أنا دَرْعميٌ ما حييتُ، وإنْ تكنْ
أخرى إذا وارى الثرى جثماني.
45-فوصِيَّتِي للنَّاسِ أنْ يَتَدَرْعَمُوا ك
ْ شرفٌ مرومٌ عزَّ عنْ متواني.
ّ………………………………….
بقلم/سامح محمد محمود حامد.
إهداء إلى/كليات دار العلوم.تو