
وفاء للذات
16 أيار 2025
بقلمي: نورما شمس الدين
أعرف قسوَتي جيدًا كما يعرف البحر عمقَه؛ لا أنكرها ولا أتبرأ منها. ليست نزوةً عابرةً ولا غطرسةً طارئةً، بل إرثٌ من التجارب التي عبرت روحي كالعواصف، وصقلَتني كالصخر الذي تعرض للمطر… أكثر صلابةٍ، لا أكثر قسوة.
لذا، أغمر من حولي بفيضٍ من الفرص. أمنحهم الوقت ليختاروا من دروبهم، وأبسط لهم المسامحة ليخطئوا، وأطيل صبري كي يظهِر معدنهم. أفتح لهم الأبواب مرارًا وتكرارًا، لا لأني طيبة حد السذاجة، بل لأنني أرفض أن أعيش أسيرة الندم، ولا أريد أن يُدينني ضميري يومًا لأني حرمْت أحدًا ما يستحقّ امتحانًا آخر.
وعندما أقرر الرحيل، يأتي قراري نزيهًا وعادلًا… باردًا كنسمة خريفٍ هادئة، وواضحًا كقلبي حين يُقفل أخيرًا.