
** غربة **
الغُرباءُ يعبرون على تنهداتي
يقيمون بقلبي
يقدمون فروض الطاعة لعينيَّ
كأنها أقدسَ مقداساتهم
يشربون نخبهم من ملح دمعي
يسرقون حبيباتِ الفرحِ من مُهجتي
ينثرون رمادَ الدمع بعينيَّ
لكنم كانوا ومازالوا غرباءُ
لا أدري إن ذاتَ يومٍ مررتَ بينهم
قد تكون آخِرَ نجمةٍ
آخر إبتساماتي وخيباتي
قد تكون آخر حماقاتي
اليومَ أراكَ تمضي
كومضةِ برقٍ وسط الظلام
كنسمة صُبح
كَسربِ الطّيورِ
وكلُّ مَن في البالِ
مَرَّ ذات غفلة
جميعم عندي سَواءُ
تتوردُ وجناتُ القصائدِ
حينَ أذكرُ إسمك
أناشدُ الغيمَ أن يحملني لدربك
يتراقص نبضُ دمائي في خافقي
وعلى وقعِ خطاكَ
أرسمُ حلمي البعيد
طريقُ الوصول إليكَ طويلة
يصحبني إليك
جوقة من عصافير الكناري
تسلوا الفؤاد بعزفٍ جميل
وينثرُ لي الياسمين حقولي
أُسامرُ وحدتي
وأناجي طيفكَ
وأسعدُ بالفَراشاتِ الّلواتي
يصحبنَني في دروبي البعيدة
يبحثن عن حباتِ الطلع من راحتيك
ذات يوم أخبرني غريباً
كان يقفُ على المعابرِ
عن مكانِك
أعطاني كتاباً وبندقية
وقالَ أنت تسكنين قلبه
ياأحلى الصبايا
أنتِ البداية وأنتِ أصل الحكايا
أنثري كلماتِ الحب على رؤوسِ الجبال
إستمعي لثرثرةُ الطّيورِ
ودمعِ الإمهات
وضحكات الأطفال
يا كل الحكايا
وآخر الحكايا
أنتِ يا حَوّاءُ
بيداء الحمد سورية