
خاطرك
نوال فراح تونس 🇹🇳
⸻
“الأمل… حين يهمس الضوء في عتمة القلب”
ما الحياة إلا مزيج من انتظار وحنين، من ألمٍ وحلم، من محطات تعب وأخرى مضيئة بنور الرجاء.
وفي خضم هذا الزحام الموجع، يولد الأمل، لا كصرخة مدوية، بل كهمسة رقيقة في قلبٍ أنهكته العواصف.
الأمل ليس مجرد كلمة نواسي بها أنفسنا، بل هو بذرة صغيرة، تُزرع في عمق الظلمة، وترتوي من دموعنا، فتنبت ضوءاً.
هو ذلك الشعور الخفي الذي يجعلنا ننهض في الصباح رغم الأمس الثقيل، ونبتسم رغم ضجيج الخيبة، ونمضي رغم كل شيء.
إنه اليد التي تمتد إلينا من الغيب، حين نظن أننا وحدنا، والضوء الذي يتسلل من نافذة صغيرة نسينا أنها موجودة.
أحياناً، نعتقد أن كل الأبواب أُغلقت، وأن الطرق جميعها باتت تؤدي إلى العدم، لكن الأمل، بطبيعته العجيبة، لا يحتاج إلى أبواب مفتوحة…
بل يصنع باباً من اللاشيء، يفتحه بنظرة، بدعوة صادقة، بكلمة طيبة، بلحظة إيمان.
الأمل لا يعني إنكار الألم، بل الاعتراف به دون أن نسمح له بابتلاعنا.
هو أن نُمسك جراحنا بأيدينا ونمضي، أن نتعثر ونكمل، أن نتهشم ونُعيد لملمة أرواحنا كل مرة.
هو الإيمان العميق بأن الغيم مهما اشتد، لا بد أن يفتح طريقاً للشمس… وأن الليل مهما طال، لن يمنع الفجر من المجيء.
كم من حلم ظنناه مستحيلاً، فإذا به يصبح واقعاً فقط لأننا لم نفقد الأمل!
وكم من قلب رميناه خلفنا ظناً أنه انتهى، فعاد ينبض حين سقيناه قطرة رجاء!
علّمنا الأمل أن الانتظار ليس ضعفاً، بل صبر الأقوياء، وأن السقوط لا يعني النهاية، بل بداية النهوض من زاوية أخرى.
وأن كل تأخير، فيه حكمة نجهلها، وكل فقدٍ يخفي عطاء أجمل، وكل وجعٍ يُعدّ القلب لفرحة قادمة، لو كنا نعلم.
فلنُمسك بيد الأمل، لا كمن يتمسك بطوق نجاة فقط، بل كمن يرى فيه بداية حياة.
ولنُصدّق أن أعظم القصص تبدأ بلحظة يأس كادت تبتلع أصحابها… لولا أنهم آمنوا بأن الله لا يُغلق باباً إلا ليفتح أجمل منه.
نوال فراح تونس🇹🇳